ظل المريخ طيلة العشر سنوات السابقة يشارك باستمرار في بطولة اندية شرق ووسط افريقيا (سيكافا) وصرف النادي ملايين الدولارات لتنظيم هذه البطولة بأرضه ووسط جماهيره وكانت اخرها الموسم السابق ولم يحقق البطولة أو التأهل للادوار النهائية رغم وجود عدد كبير من المحترفين الاجانب، بل خرج من المنافسة مذلولاً دون أن يقدم مايشفع له وهو الفريق الاكثر والاوفر امكانيات مادياً وفنياً من بين اندية سيكافا. تحول في مستوى الفريق سبق وأن فاز المريخ بلقب هذه البطولة خارج الارض بموانزا ودار السلام وكان هو الكأس الاول المحمول جواً في تاريخ المريخ في عهد الاسطورة حامد بريمة والاسد جمال ابوعنجة والفنان ابراهومة المسعودية وعيسى صباح الخير وكمال عبدالغني ومنصور سبت وابراهيم عطا وسامي عزالدين وعاطف القوز واخرين افذاذ لن يجود الزمان بمثلهم وكانت امامهم اكثر من فرصة لتكرار هذا الانجاز بوصولهم لنهائي الكأس اكثر من مرة، وبعد هذا الجيل من العمالقة ابطال الكأسات الثلاثة المحمولة جوًا من تنزانيا ونيجيريا ودبي فشل المريخ في احراز كأس محمول جوًا. مشاركة الفريق هذه الايام في بطولة سيكافا المقامة بالعاصمة الرواندية كيجالي وتأهله للمربع الذهبي حتى اصبح قريباً من الكأس في حالة فوزه في مباراته عصر اليوم امام كمبالا سيتي في المربع الذهبي وتأهله للمباراة النهائية. والمعروف ان كمبالا سيتي يعتبر اقوى فرق البطولة وابعد المريخ من بطولة الاندية الافريقية من دورها التمهيدي. المرحلة التي وصل لها الفريق في هذه البطولة تعتبر تحولاً كبيرًا في مستوى الفريق لم يكن يتوقعه احد بعد تغيير الجهاز الفني في منتصف الطريق والمستويات غير المقنعة للفريق في المنافسات المحلية وجددت الامل وأعادت الثقة للجماهير في ان يعود الفريق بالكأس جواً. تفاؤل كبير وسط الجماهير البعض يرى ان الفريق مؤهل لإحراز اللقب بعد تأهله لهذه المرحلة وظهور اللاعبين بمستويات فنية عالية خاصة بعض المحترفين الاجانب رغم النتائج الضعيفة والتي عزوها لبداية مشوار الفريق في النصف الثاني من الموسم وعدم خوضه لتجارب تؤهله للمشاركة في بطولة استعدت لها الفرق المشاركة فيها مبكرًا ولكن بعد اداء الفريق لعدد من المباريات دخل اجواء المنافسة وارتفعت الروح المعنوية وسط اللاعبين مما يمنحهم الدافع لتحقيق انجاز يمسح احزان السنوات الماضية والاخفاق على التوالي في بطولة الاندية الافريقية. المربع الذهبي اخر المحطات البعض الاخر له رأي مخالف ويرى أن هذه هي اخر محطات الفريق ، لأن تأهله للمربع الذهبي خدمته فيها الظروف بمواجهة فرق هي الاضعف في منافسات الكاف اخرها الفريق التنزاني الذي عبر به للمربع الذهبي وبالتالي تتخذ هذه الاندية من سيكافا بطولة تشبع بها رغبات جماهيرها، حيث لا مجال لها في الاندية الابطال والكونفدرالية ودائماً ما تكتفي بالادوار التمهيدية لذلك ينصب كل جهدها للظفر بسيكافا والفوز بها بكل الوسائل والاساليب وتقول هذه الفئة غير المتفائلة أن كبار نجوم الفريق مختلفون منذ البداية حول المشاركة في البطولة ويعتبرون هذا مؤشرًا خطيرًا يدل على أن الفريق غير مهيأ للفوز بالكأس. تجارب ناجحة للجهاز الفني يقول المراقبون الجهاز الفني للمريخ بقيادة برهان تية ومحسن سيد له تجارب ناجحة مع بطولات سيكافا على مستوى الاندية والمنتخبات، حيث سبق للمدرب برهان تية أن قاد المنتخب الوطني الاولمبي عام 2007 لإحراز لقب بطولة سيكافا للمنتخبات بتنزانيا وكانت المفارقة أن جميع المنتخبات لعبت بالمنتخب الاول والسودان هو البلد الوحيد الذي لعب بالمنتخب الاولمبي، وكان قد ضم احمد الباشا وبله جابر واكرم الهادي سليم وعبدالحميد السعودي ونصرالدين الشغيل وخالد جوليت وسيف مساوي ومدثر كاريكا وبشه وزرياب حسين وانس الطاهر والفكي امل عطبرة والحارس محمد ادم، ونجح برهان في صنع فريق قوي ومتجانس بدأ المنافسة في مجموعة اروشا وتعادل امام اثيوبيا وزنجبار وتأهل لدور الثمانية وسافر إلى العاصمة دار السلام وحقق المفاجأة بالفوز على المنتخب التنزاني صاحب الارض والجمهور بهدفين مقابل هدف وتأهل لدور الاربعة وفاز على بورندي بهدفين مقابل هدف وتأهل للنهائى وفاز على رواندا بركلات الترجيح بعد التعادل بهدفين ونال برهان اللقب عن جدارة واستحقاق وتقدير واشادة كافة المتابعين. أما المدرب العام محسن سيد هو الاخر صاحب انجاز في سيكافا مع مريخ الفاشر عندما قاده لإحراز الميدالية البرونزية العام قبل الماضي في البطولة التي نظمت على اعلى مستوى في كادقلي والفاشر وبالتالي للجهاز الفني الخبرة الكافية في بطولات سيكافا ويعرفان اسرارها بالاضافة إلى أن الجهاز الفني له ميزة يفتقدها معظم المدربين وهي قربهم من اللاعبين ومعرفة نفسية كل منهم جيدًا حيث دربا معظم لاعبي الفريق الحالي مع فرق اخرى وهذا يساعد كثيرًا في تجاوز الفريق لكثير من العقبات. انجاز وطموح شخصي تبقى فقط الطموح الشخصي للاعبين والذي يدفعهم لتحقيق انجاز خارجي يحسب لهم في تاريخهم مع المريخ ويكون بداية لانجازات اخرى في البطولات الخارجية اذا وضعوا تحقيق بطولة سيكافا الحالية هدفاً اساسياً لهم والفريق يضم نجوم محليون اصحاب خبرات ومحترفون اجانب تفوق خبراتهم ومستوياتهم جميع اللاعبين المشاركين في سيكافا والمرحلة المتبقية مرحلة لاعبين في ظل وجود قائد يستطيع ان يقود زملائه بخبرته وتجاربه إلى احراز كأس سيكافا محمول جوًا إلى الخرطوم للمرة الثانية بعد غياب يقارب الثلاثين عاماً.