نحن أمة يكفيها من الفرح القليل . نص المريخ بطلاً لاندية سيكافا . الزين عثمان السودانيون يكسون وجوههم المغبرة بمساسكة لقمة العيش ببضعة فرحة يغطون بها أحزان الايام القادمات . وشمس السودان تؤذن بالمغيب أمس يشرق اولاد العرضة الجنوبية بصباح آخر ويضيف مريخ البلد (سيكافا) أخرى لرصيده تفشل كل مدفعية وسلاح الجو وقوات بحرية جيش رواندا في ايقاف الزحف المريخي وتنتهي المعركة بفوز يحسب للسودان مع المريخ . عشرون عاماً انتظرها عشاق الاحمر ليتوجون جيدهم بنجمة جديدة ويواصلون مسيرة هتافاتهم المرتبطة بالبطولات المحمولة جواً . وعشر سنوات أخرى كتبت على رئيسهم جمالي الوالي ان يقضيها دون ان يحقق للمريخ أنجازا يفاخر به ويحسب في مسيرته . سنوات قضاها فلتة الزمان المريخي فيصل العجب وهو يقاتل من أجل تحقيق بطولة يزيد به تاريخه الأحمر بهاءً . . علم السودان يرفرف عالياً من تحته تشرق البسمات من نجوم المريخ وهم يخطون بثبات نحو منصة التتويج الرئيس الرواندي يوشح ابناء النيل ببطولتهم . محسن السيد يجيد صنعتها و(تية) يمنحك البرهان على ان زامر الحي يجعلك تطرب مرتين الاولى بالفوز والأخرى بصناعه . . فرح كيجالي تشرق هتافاته في الخرطوم وامدرمان وعشاق الاحمر يغنون ما طابت لهم اللحظة من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى بان يعيش وينتصر ؟ لكن الجملة المختومة باستفهام تجد أجابته في خبر (وانقا) السعيد وكرته تتهادى داخل شباك الجيش ويفتح في مجرى النيل شبابيك الفرح غير المتناهي . أعلام ترفرف في السماء وابواق السيارات تسد الطرقات والفرح الاحمر لا راد له هكذا بدت أمدرمان أمس وتحول استاد المريخ الى كرنفال يرسم فرحته على طريقته ووفقاً لما يشتهي هو . ربما هي الصدفة التي جعلت تتويج المريخ بسيكافا تتزامن واعلان حكومي في الصباح عن خطوات جديدة لرفع الدعم عن السلع في برنامج خماسي جديد يبتدر من يناير . ولكن المريخ بفوزه عن البطولة بدأ وكأن نجومه يرفعون الدعم عن الاحزان المتوالية على اهل السودان . ولم يعد سوى النص فرحانة بيك كل النجوم لا نام بريقا ولا أنطفا . وضوء النجم الساطع من كيجالي الرواندية يشعل قناديل زيت في اماكن أخرى من البلاد . عقب سيكافا التي ودعها فريق أطلع برة الجنوب سوداني يأتيك ما يخبرك بان الانتماء يتجدد وان مافي القلب يظل في القلب الكاتب الصحفي من جنوب السودان ابراهام البينو يبعث تهانيه لمريخاب السودان ويجدد الانتماء للارض يردد نهواه في كل الظروف ويختم العبارة بمريخ السودان وكان الوطن ما زال يغني ذات النشيد الواحد وكأن الأرض لم يصيبها دوار الإنشطار فوحدها الكرة في دورانها المقدس توحد القلوب على صراط الحب القديم والفرح المقيم . وعلي ذات النسق مضي السكرتير الصحفي في سفارة جوبابالخرطوم غبرائيل دينق حين كسى صفحته الشخصية في الفيسبوك باللونين الاصفر والاحمر وبينهما جلست الحسناء الرواندية برفقة كاسها الذي حمله باشا المريخ أحمد ورفاقه حين شد المريخ الرحال نحو كيجالي قال جهازه الفني وادارته انهم يذهبون الى هناك من أجل الاعداد ولم يعد جمهوره بالتاج . لكن بخطوات الواثق بدأ مشواره وعبر بركلات الترجيح في مرتين الى ان وقف في الملعب وامامه الكاس عندها لم يكن أمام اخوة الباشا سوى الجلوس في حضرة الوطن تلاميذاً يلبون النداء ونشتري المجد باغلي ثمن الثمن المدفوع ببسالات نجوم المريخ طوال ايام البطولة كانت نهايته ابتسامة ظهرت على ضفة النيل حين سالت مياهه بالفرح . ونهاية الحكاية المريخية فرح يسكن ديار الاحمر والاصفر المريخ الذي شارك في سيكافا الاولى التي استضافها وقبل الخروج منها عاد في سيكافا الاخرى ليتوج باللقب هذه المرة ويضيف الثالثة وهو بعيداً عن الاهل والديار وينقذ في ذات الوقت موسمه الافريقي الذي بدأ بخروج حزين امام كمبالا سيتي اليوغندي . المشهد قد يعيد للاذهان غائب احد اصحاب الإبتسامة الحمراء المشجع زيكو الذي وافته المنية صبيحة مباراة كمبالا سيتي باستاد الخرطوم غاب يوم النكسة وللاسف سيغيب زيكو عند حضور الفرحة ولكن غيابه سيملأه آخرون ينتظرون غداً هبوط الطائرة ومعها المحمولة جواً . سيفتقد المريخاب في احتفالاتهم ابتسامة زيكو لكن طبل الجنيد سيقوم باللازم وسيغني آخرون طبل العز ضرب يا السرة قومي خلاص وفرسانا الحمر في الساحة ختوا الساس في انتظار ان يكتمل البناء في انتظار اضافة بطولات جديدة فسيكافا البطولة التي يصفها البعض بانها بطولة غير مصنفة في الكاف او الفيفا لكن الفوز بها يمثل انجازاً يجب الاحتفاء به وفرحة انتظرها كثيرون من أجل تجاوز حالات الإحباط التي تسكنهم في الوطن . ان هزى اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا ويرطب الحلوق التي ارهقتها الاحزان والأوجاع والآلام . وهانحن في آخر المشوار نلتقي مع أنجاز كتبه المريخ لوطنه نلتقي مع أغنية تقول في اولها ان السوداني يمكنه ان ينتصر لارادته يمكنه ان يحول الكآبة الى شلالات من الافراح يمكن لحلفا ان تغني انشودة تميزها يمكن للدمازين ان تتجاوز احزان الموت المحيط بها ويمكن لكادقلي ان تتأوه على صوت غير صوت الكاتيوشا . ويمكن لدارفور ان تبتسم لانتصار لا يجلب الموت . وبفوز المريخ سينتظر القصر الجمهوري فرسانا لم يأتوا عقب التوقيع على اتفاقية وانما يلجونه يسبقهم إنجازهم .