جاء الجمهور الى أستاد المريخ يحمل أحلامه وامنياته يبحث عن (فرحة) سيد الرايحة بفتش خشم البقرة كما يقول المثل . لكن سرعان ما حلبت اللحظة أفراحهم وتتابعت الأهداف داخل مرمى المعز محجوب معلنة في نهاية المطاف خسارة المنتخب الوطني السوداني بالثلاثة في أرضه وبين جماهيره . ان تخسر داخل ملعبك وبالثلاثة في فاتحة مباريات التصفيات فان المنطق يجعل الاسئلة تتتابع حول من المسؤول عما حدث ؟ اول اجابات الإستفهام تمنحك لها أصوات الجماهير الغاضبة وهي تنادي (ما دايرين مازدا وفاشل فاشل معتصم جعفر يسقط الإتحاد الذي أسقطنا في حزن لا ينقضي ) ما يقرأ خلف الهتاف ان مازدا يتحمل وزر ما حدث لمنتخبه ليلة الجمعة . الإجابة الاولى قد تبدو صحيحة ولحد كبير فان شكل المنتخب الذي ظهر به في المباراة كان يعبر عن غياب لاي مظهر فني يمكن من خلاله تحقيق نتيجة أيجابية في نهاية المطاف لكن قصور (مازدا) لا يمكن وضعه في أطار التسعين دقيقة في استاد المريخ هو قصور وصل عمره لثماني سنوات من الفشل المتواصل مع ظهور بعض النجاحات والإشراقات التي حاول ان ان يتناولها أمس مسؤول المنتخبات بالاتحاد العام أسامة عطا المنان حين كتب في صفحته على الفيسبوك (هذا الجيل من اللاعبين هم من اوصلوا السودان مرتين لنهائيات الامم الافريقية وهم من منحوا السودان برونزية الشان وهم من اوصلوا الهلال والمريخ والاهلى شندى لمرحلة المجموعات مرات عديدة وهم الذين هزموا الزمالك ومازيمبى وهم من حملوا كاس سيكافا وافرحوا به الشعب السودانى كرة القدم يوم لك ويوم عليك وغدا يغادر ابطالنا الاشاوس الى الكنغو ونتمنى لهم كل التوفيق والنصر المؤزر والفرصة ما زالت موجودة للتحليق فى نهائيات الامم بالمغرب مرة اخرى اشكر الجمهور الوطنى الانيق الذى حضر امس للاستاد وشجع الوطن وترك الانتماءات شكرا لروابط الهلال والمريخ والموردة وبقية روابط الاندية والمدن والالتراس السودان فوق الجميع ولقد خسرنا معركة ولكن لم نخسر الحرب) في جانب آخر يقدم أسامة اعتذاره للجمهور السوداني قائلاً (عذرا لم تقصروا ولكنا خذلناكم كاتحاد وكلاعبين ومدرب) . أذن أسامة وبعضمة لسانه يتحمل وزر الهزيمة التي مني بها منتخب البلاد بالتضامن مع المدرب واللاعبين . لكن مازدا المسؤول عما آل اليه حال المنتخب بحسب تصريحات اسامة . لكن ثمة سؤال يصعد هنا من الذي أختار مازدا مدرباً لصقور الجديان ووقع العقد ؟ هو ذاته الإتحاد الذي يحمله الآن بعضاً من مسؤوليته ما حدث ولم يفرض الاتحاد مازدا على السودانيين منذ ثماني سنوات ويزيد ؟ ان كانت وظيفة المدرب هي تجهيز اللاعبين فنياً لخوض المباريات وفقاً لخطط يرسمها هو فان مسؤولية الاتحاد هي توفير الأجواء الملائمة له للقيام بهذا الدور وتوفير الامكانيات مازدا كتب عليه الإنتظار اسبوعين حتى يبدأ الاعداد لان اتحاد معتصم جعفر بعث بفرقة المريخ للمشاركة في سيكافا قبل ان يلحق بها مسؤول المنتخبات لحضور أحتفالات التتويج . هو مازدا الذي قبل ان يسافر منتخبه بالتقسيط غير المريح لخوض مباراة ودية ضد زامبيا لان مسؤول (الحجوزات) في الاتحاد لم يقم باداء واجبه كما ينبغي مايزيد من مسؤولية الاتحاد العام عن هزيمة المنتخب الوطني هو ان مازدا المتهم الاول بالتسسب فيما آل اليه حال الفريق القومي هو ذاته الشخص الذي يشغل منصب مسؤول لجنة التدريب في أتحاد معتصم جعفر مما يجعل الحبل معلق في رقبة اتحاد كرة القدم السوداني . وهو الامر الذي يدفع بسؤال آخر ترى أين هو مجدي شمس الدين الرجل التنفيذي في الاتحاد ؟ ان كان الوصول الى مازدا بحسب ما تقول الطرفة يتطلب ان تضرب على الرقم (333) فان وصولك الى مجدي شمس الدين يفرض عليك ان تدخل مفتاح القاهرة فمسؤول لجنة التحكيم في (الكاف) ليس لديه الوقت الكافي لتأهيل حكامه ناهيك عن متابعة مشهد الفريق القومي ومطلوباته . يا حليل أيام شداد احد الجماهير وهو يغادر استاد المريخ برفقة دموعه يقول العبارة قبل ان يفسرها آخر (غياب الإنضباط) وسياسة الترضيات لاشخاص بعينهم هي التي اوردت الصقور موارد الهلاك في بداية التصفيات ويمكنك ان تضيف عليها سياسة المجاملات وتبني طريقة (خمسة زائد خمسة) اي خمسة من المريخ في مقابل خمسة من الهلال لخلق التوازن في التشكيل ومواجهة الضغط الاعلامي من قبل المدرب . اثناء المباراة . ثمة من يجيبك بان (سيكافا) هي التي هزمت المنتخب الوطني في أشارة لحالة غياب الانضباط والسماح لنجوم المريخ بالمغادرة في وقت كان يحتاجهم المنتخب . لكن لماذا حدث ذلك فان الامر له علاقة بعلاقات الاتحاد مع أدارات الأندية . المنتخب هزمه أتحاد الكرة بسياساته تلك هي الحقيقة الأولى غير القابلة للتنفيد . هزمه باصراره على مازدا في الادارة الفنية وهزمه بعدم توفير الامكانيات التي تمكنه من الظهور المشرف هزمه بغياب الإنضباط وسيهزمه في المباريات القادمة ما لم يتم تدارك الأمر او كما قال ذلك الناغم (لن يفلح منتخب تول أمره أتحاد لا يضعه في أهتماماته .