يبدو أن منتخبنا الوطني لم يفق من صدمة خسارته السابقة من جنوب أفريقيا، الجمعة الماضي بثلاثية نظيفة، ليعود أمس ويتلقى الخسارة الثانية من مضيفه منتخب الكنغو برازفيل بهدفين نظيفين في التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات المغرب 2015، ويضعف من حظوظه في التأهل وأصبح يحتاج لمعجزة من أجل أن يبقى حياً في المنافسة والتحليق في سماء المغرب، التي أصبحت مثل العنقاء والخل الوفي في ظل الوضع الراهن، وما سارت عليه الأمور في المجموعة الأولى التي جلس منتخب الكنغو برازفيل في الصدارة برصيد 6 نقاط في الوقت الذي يقف فيه صقور الجديان برصيد خال من النقاط والأهداف، في تأكيد صريح على الحال الذي يعاني منه صقور الجديان التي تجمعت حوله كل المصائب من سوء إعداد وافتقاد للاعب الذي يصنع الفارق ويسجل الأهداف. بالرغم من الخسارة أمس إلا أن منتخبنا لم يكن سيئاً بالصورة التي كان يتوقعها له المراقبون من واقع مستواه أمام جنوب أفريقيا وفوز الكنغو برازفيل على نيجيريا ولكن الأخطاء الدفاعية ظلت حاضرة كالعادة بعد أن تلقت شباك منتخبنا هدفاً غير متوقع في الدقيقة الثالثة من انطلاقة المباراة ومن ضربة رأسية، في خطأ مشترك بين المدافعين والحارس المعز محجوب وفي الوقت الذي انتفض فيه صقور الجديان في الشوط الثاني وقدموا مباراة أفضل من الحصة الأولى مع وجود فرص حقيقية للتسجيل وفي الوقت الذي كان يبحث فيه عن التعديل، جاء رد الكنغوليين قاتلاً وفي الدقائق الاخيرة عندما سجل هدفه الثاني في الدقيقة الأولى من الزمن بدل الضائع من الشوط الثاني ومن خطأ دفاعي أيضاً، وسط ذهول الجهاز الفني بقيادة مازدا وفرحة الكنغوليين الذي عبَّروا عن هذه الهدف بصورة جماعية والتفوا حول مدربهم الفرنسي الذي كان سعيدًا بالخروج من هذه الورطة. (2) ضيَّق منتخبنا الوطني الفرص على نفسه وأضعف من حظوظه في التأهل بعد أن خسر مباراتين على التوالي، واستقبلت شباكه خمسة أهداف دون أن ينجح في تسجيل هدف وحيد من باب حفظ ماء الوجه ودخول قائمة الشرف، وأصبحت المهمة أصعب ولكنها ليست مستحيلة وأن منتخبنا أصبح مطالباً بالفوز في مبارياته الأربع المتبقية من المنافسة، مما يؤكد أن حلم الظهور في نهائيات الأمم بالمغرب 2015، بدأت يتلاشى بعد أن بدأت صقور الجديان رحلة الصعود إلى أسفل المجموعة بدون رصيد أو هدف، ووضع المنتخب نفسه خارج دائرة الترشيحات قياساً على مستواه ومستوى منافسيه في المجموعة. (3) تعامل الوسط الرياضي مع خسارة منتخبنا بصورة عادية، دون أن يبدئ أي ردة فعل من واقع توقعه للخسارة وهذا ما جعل الدكتور محمد حسين كسلا المدرب المعروف ونجم الهلال السابق والمحلل بقنوات (بي ان سبورت) يتحسر على الحال الذي وصلت إليه الكرة السودانية، وقال: إن الكرة السودانية ظلت تدفع في ثمن الأخطاء وعدم التخطيط السليم للمستقبل، وقال: إن الحال سيظل كما هو عليه الآن إلى أن تدار الكرة في السودان بصورة علمية تبدأ بالاهتمام بالمراحل السنية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن السياسة الحالية التي تسببت في إعاقة تقدم الكرة في السودان. (4) ما قاله دكتور كسلا يبقي واحدًا من الأسباب التي تسببت في انهيار هرم الكرة السودانية إلا أن منتخبنا الحالي، أصبح في مهب الريح، وأن عودته إلى أجواء التنافس إلى النهائيات مشروط بالفوز على الأقل في ثلاث مباريات مع انتظار هدية من صديق إلا أن واقع الحال يؤكد أن صقور الجديان سيكون (حصالة) نقاط لمنتخب المجموعة، وأن أحلام التأهل ستموت في مهدها إذا أدى المنتخب مبارياته القادمة بذات سيناريو جنوب افريقيا والكنغو برازفيل.