عقب توقيعه مباشرة نجحت قوون في الوصول إلى مكان لاعب المريخ الجديد بكري المدينة في قلب الخرطوم وداخل مكتب القطب المريخي على الفادني كان ينتظرنا بكري بكل هدوء..قلت له ( البلد مقلوبة وإنت قاعد رايق كده) ضحك ورد على بعفوية معروفة عنه .. ياأستاذ أنا ماعملت حاجة غلط أنا لاعب كورة وده اكل عيشي الناس ماتزعل مني ساكت وكل زول حر في مستقبلو.. كلماته كانت مدخلا مناسبا لحوار مثير حكى فيه الكثير من الأسرار عن مفاوضات الهلال وتوقيعه لعقد مع رئيس النادي الكاردينال ثم سرد تفاصيل إنتقاله للمريخ ومفاوضاته المختصرة مع رئيس النادي جمال الوالي. بكري ماهي قصة توقيعك لعقد مع الهلال؟ بصراحة الهلال قدم لي عرضا بمبلغ مليون وستمائة ألف جنيه على دفعات وكانت الدفعة الاولى 800 مليون ولكني رفضت فكرة الأقساط وطالبت بالمبلغ كاملا بعد ان شرحت لهم ظروفي ولكنهم تحدثوا مع والدي وشقيقي بعد ذلك وأقنعوهم وعندما قال لي والدي أنه وافق للهلال قمت بالذهاب لمنزل الكاردينال ووقعت على العقد وأستلمت المقدم ولكني لم اكن راضيا. ماذا حدث بعد ذلك؟ قلت لهم بكل وضوح هذا العرض لايناسبني ولكني قبلت به إحتراما لكم وعليكم ان تحترموا رغبتي في الإستفادة من المبلغ كاملا لأنني مقبل على زواج وتشييد شقتي الخاصة وأنني إستدنت بعض المبالغ وبالتالي لدي إلتزامات ومديونيات وتكاليف زواج وال800 مليون لن أستفيد منها شيئا كلها ستذهب في هذه المنصرفات لذلك أنا أطمح في الإستفادة من النصف الثاني في عمل مشروع إستثماري أو شراء قطعة أرض. وماهو ردهم؟ قالوا لي سنتصل بوالدك وسنمنحه متبقي المبلغ كاش وعليك التركيز في مباراة القمة وبالفعل لم أهتم بالموضوع وانتظرت إتصالهم بوالدي ولم يحدث ذلك حتى إتصل على عاطف النور مساء الجمعة طالبا مني الذهاب صباحا للإتحاد لتوقيع إبداء رغبة مع زملائي بويا وبشه. وماهو ردك؟ رفضت وقلت لعاطف لن أذهب ولن أوقع لأن هناك إلتزاما لم ينفذ ومن المفترض أن تتصلوا بوالدي وهو في إنتظاركم لإستلام 800 مليون وبعدها سأفعل لكم ماتطلبونه اما غير ذلك فلن أفعل شيئا وطلبت منه توصيل ذلك الرأي لأعضاء المجلس ورئيس النادي ووعدني بالإتصال بي مرة أخرى ولكنه لم يفعل حتى توقيعي للمريخ. هل كانت هناك إتصالات من المريخ وقتها؟ أقسم بالله لم يحدث ذلك ولم يتصل بي شخص من المريخ عندما قلت ذلك الكلام لعاطف النور ولاقبله وكنت فقط في إنتظار إستلام مبلغي كاملا من الهلال والذهاب للإتحاد والتفرغ لإكمال نصف ديني في قريتي ديم المشايخة وكنت في الخرطوم حرا طليقا وشاركت في مناسبة زواج بحي الأزهري في منزل صديقي الدكتور ازهري منذ الظهر وحتى مساء يوم السبت. إذن كيف تدخل المريخ وكيف فاوضك؟ إتصل بي خالي مساء وقال لي ناس المريخ إتصلوا بي وأنه تحدث مع الريس جمال الوالي بالهاتف وقدم له عرضا مغريا وهو موافق وكذلك والدي وطلب مني الحضور إليه للإلتقاء بالوالي في منزله وبالفعل ذهبت لجمال الوالي في منزله وتم كل شئ في دقائق. أرجو أن تحكي لي أكثر بالتفاصيل؟ لأول مرة أقابل جمال الوالي ولم يستغرق الحديث بيننا اكثر من دقائق تحدث معي بوضوح أنه يرغب في خدماتي وسيقدم لي مبلغا مناسبا يليق بي وسأتسلمه كاش قبل التوقيع وطلب مني ردا فوريا بالموافقة او الرفض وقال لي انا لا أكرر كلامي مرتين ولك حرية القرار. ألم تفكر في أي شئ وقتها؟ بصراحة شعرت بإرتياح كبير لأسلوب الريس جمال الوالي ووضوحه وطريقته المباشرة في الحديث كما ان المبلغ كان مغريا وأعلى وأفضل من عرض الهلال والأهم أنني سأتسلم كاش وأحل كل مشاكلي وكان هذا كل تفكيري. هل دخلت غرفة تسجيلات المريخ ليلة السبت؟ لا لم يحدث ذلك إطلاقا خرجت من منزل جمال الوالي بعد منتصف الليل برفقة خالي وذهبنا سويا إلى منزلي وتركت له امر إستلام المال صباحا وقلت له سأكون جاهزا للتوقيع عندما يخلص كل شئ وأكتفيت بكلمتي وموافقتي على عرض الوالي. كيف قضيت نهار الاحد قبل الحضور للإتحاد؟ خرج خالي باكرا من المنزل وأتصل بي عند العاشرة صباحا طالبا مني ان اكون قريبا من منزل جمال الوالي بحي الصفا للحضور وأستلام المبلغ والذهاب للإتحاد لأنه برفقة بعض الشخصيات المريخية وبالفعل أنتظرت في الرياض شارع المشتل برفقة صديقي وتناولنا ساندوتشات (أقاشي) قالها ضاحكا.. وبعدها ذهبنا لمنزل الريس جمال وهناك تم كل شئ وتحركنا للإتحاد. ألم تتلق أي إتصالات من إدارة الهلال او شخصيات هلالية كل هذا الوقت؟ لا لم يحدث.. كما انني وضعت هاتفي في (الصامت) عندما دخلت منزل الريس الوالي وبصراحة كنت قد إتخذت قراري النهائي بالتوقيع للمريخ ولاينفع وقتها أن أقوم بتغيير موقفي أنا إنسان واضح. ولكنك وقعت عقدا مع الهلال ألا تخشى المشاكل؟ أولا أنا وقعت على عقد بورق نادي الهلال المروس بمنزل الكاردينال وليس عقد إحتراف بمكاتب إتحاد الكرة وقد شاورت عددا من المحاميين وأكدوا لي ان هذا العقد ليس ملزما فقط على إعادة الاموال التي تسلمتها من رئيس الهلال وبالفعل حدث ذلك عندما تسلمت أموالي. ولكن العقد كان بحضور وكيلك أبوبكر مصطفى؟ نظر إلى بدهشة وسألني.. من قال لك ان أبوبكر مصطفى هو وكيلي؟ وواصل: أنا ليس لدي وكيل إطلاقا وكيلي هو والدي وخالي هما المسؤولان عني وعن مشواري في كرة القدم وحتى الهلال تفاوض معهما ولم يتدخل أبوبكر مصطفى في هذا الأمر إطلاقا ربما يكون وكيل بويا او بشه لذلك حضر التوقيع ولكنه لايمثلني إطلاقا. هل أنت عاتب على إدارة الهلال؟ لا لا، لست عاتبا على احد هم أصدقائي واهلي، ربما تكون لهم ظروفهم او تقديراتهم الخاصة وأنا إخترت مصيري بيدي ولا أحمل حقدا على أحد. إعلام الهلال سيهاجمك بعنف في الايام المقبلة كيف ستتعامل مع الامر؟ أنا لا أهتم كثيرا بهذه الامور.. انا لاعب كرة قدم وتعرضت لضغوط كثيرة وإنتقادات عنيفة من قبل ولم تؤثر فيني، أقدر موقفهم ولكن لا أعتقد بأن ردة الفعل ستكون بهذا العنف الذي تتخيله، أنا لاعب محترف إنتقلت إلى ناد كبير بعرض يليق بي وتظل علاقاتي مع الجميع محل إحترام وتقدير. إنتقالك للمريخ ضربة قوية للهلال ألا تخشى غضب جماهير الهلال؟ عبركم أوجه رسالتي لجمهور الهلال العظيم وأقول لهم هذه سنة الحياة وأنا لاعب محترف وكرة القدم مهنتي وأكل عيشي والفرص لاتأتي في الحياة كثيرا ويجب على أن أؤمن مستقبلي خاصة وأنني مقبل على زواج وتكوين بيت وأسرة.. ماتزعلوا مني هذا عصر الإحتراف والإنتقال بين الأندية الكبيرة يحدث بصورة عادية في كل العالم بدون حساسيات وتعصب.. لقد خدمت الهلال بإخلاص وقضيت فيه أجمل سنوات حياتي ولم أبخل عليه بشئ ولا انكر أنه قدمني للنجومية والشهرة..شكرا لكم وأرجو ان تتمنوا لي التوفيق في مشواري الجديد. وماذا تقول لجماهير المريخ؟ بصراحة إندهشت لكل هذا الحب الذي قابلوني به في الإتحاد عند التوقيع..رغم أني كنت ألعب ضدهم بقوة قبل أيام وأحرزت هدفا في شباك جمال سالم في قمة الكأس وضحكت عندما شاهدت زميلي الجديد جمال سالم يقف بجواري لحظة التوقيع..أنا أشكر جمهور المريخ على هذا الإستقبال والإهتمام واعدهم يتقديم كل مجهودي وخبراتي لهذا النادي الكبير وأن أكون جنديا مخلصا وأساهم في تحقيق البطولات المحلية والخارجية. بماذا توصف لحظات توقيعك للمريخ؟ في الحقيقة كنت سعيدا جدا..هذه خطوة جديدة في مسيرتي مع كرة القدم أخترت النادي الأحمر بقناعاتي بعد ان قيمني التقييم المناسب لذلك شعرت بالسعادة والإرتياح.. أعتقد بأنها أسعد لحظات حياتي. وماهو إنطباعك عن الرئيس جمال الوالي؟ بصراحة إنسان مؤدب ومحترم ومقنع وواضح جدا..تحدث معي بأريحية وصدق لذلك لم تأخذ المفاوضات وقتا طويلا وكنت مرتاحا لطريقة تعامله وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه وثقته الغالية في شخصي للعب للمريخ وإجتهاده من أجل كسب خدماتي. حاولت توجيه سؤال آخر ولكنه طلب مني ضاحكا ان اتوقف عن الأسئلة لأنه مرهق ويود الذهاب.. شكرته وطلبت منه كلمة اخيرة؟ سأحتفل بمراسم زواجي قريبا وأدعو الجميع لمشاركتي الأفراح.
