التقى العندليب الأسمر فراش القاش فكان الفنان المبدع زيدان اتحف الساحة الفنية بكم كبير من الغناء وكان جديراً بالاستماع بدأ مشواره الفني مقلدًا للموسيقار وردي وأجاز صوته 1963م بأغنية (بيني وبينك والأيام) لقد ظل العندليب الأسمر زيدان ينتقي النصوص والألحان ويتفوق في الأداء الأخواء القراء الأعزاء .. إذا اهتزت جوانحنا طرباً فإن هناك مبدعاً داعبت أنامله أوتارًا فانسابت انغاماً طروبة مع خيال شاعر رقيق إحساسه يغزل حرير قصائده بأحلى الكلام .. هذا هو المبدع العندليب الأسمر زيدان الراحل المقيم في وجدان أهل السودان الفنان المتفرد المجدد الذي ولد بحي العباسية 1943م واسمه الحقيقي في شهادة الميلاد محمد إبراهيم زيدان وقد بدأت رحلته الفنية وهو يافعاً بمدرسة حي العرب الوسطى برعاية وتشجيع مدرس الموسيقى الأستاذ محمد أحمد قاسم وعشقه وحبه المطبوع للفن كلفه الفصل النهائي من صفوف المدرسة الثانوية الأهلية بأم درمان وكان آنذاك قد عرف بتقليد الموسيقار محمد وردي حتى لقب ب«وردي الصغير» في غضون عام 1959م كانت أولى تجاربه الناجحة انضمامه إلى فرقة ابادماك التي كونتها كوكبة من الاشتراكيين وفي عام 1963م قدمه الشاعر الكبير عوض أحمد خليفة للإذاعة السودانية ولقد اجازت لجنة الألحان والأصوات الجديدة صوته بالإجماع بعد أن تغنى أمامها بنداوة الصوت وطلاوة الألحان ثلاث أغنيات من بينها الأغنية اللوحة رائعة حادي ركب الوطنية خليل أفندي فرح بعنوان «ماهو عارف قدم المفارق» (وبيني وبينك والأيام) لوردي وأول أغنية له «قلبي مشغول يا حبيبي» للشاعر عوض أحمد خليفة، لحن الموسيقار عبد اللطيف خضر ود الحاوي من ثم جاءت النقلة الكبيرة التي ارتقت به إلى مصاف المطربين الكبار وهي بعنوان «معذرة» للشاعر كباشي حسون المعروفة لدى المتلقي باسم كل الحصل والله ما مني ولم تنفك الدهشة عن أذن وذهن المتلقي فإذا بالفنان زيدان يتحف الساحة الفنية بكم كبير من الأغنيات وكان جديراً بالاستماع وكانت رائعة التجاني حاج موسى «قصر الشوق» لحنها الموسيقار عمر الشاعر الذي كوّن معه ثنائية ناجحة وجاءت رائعة الشاعر الرقيق عبد الوهاب هلاوي «فراش القاش» وقد ظل الفنان زيدان ينتقي النصوص والألحان ويتفوق في الأداء ولذلك تعامل مع عدد كبير من الشعراء والملحنين فكانت الروعة فيما قدم .. وكان المطرب زيدان يمثل مداً كبيراً من العطاء الهب العواطف ومس الأرواح فانداح إحساس تبثه المعاطف.