* من الملاحظات الغريبة في تسجيلات الهلال في المواسم الأخيرة وحتى اللاعبين المرشحين للانتقال هذا الموسم أن تسجيلات اللاعبين المحليين تشهد تطوراً في الفكر وإستراتيجية واضحة تتخللها استثناءات .. بينما نجد ملف الأجانب يشهد تراجعاً في الفكر وعدم وضوح الإستراتيجية التي تتخللها أيضاً استثناءات طبعاً ! * ومن الواضح جداً أن مجلس الهلال الحالي ركز على تسجيل اللاعبين الشباب أصحاب المواهب العالية وقد نجح في ذلك بدليل وجود عدد كبير جداً من لاعبي الهلال في المنتخب الأولمبي واستمر في هذا الخط وهو يسجل مدافع أمبدة ونجم الأولمبي أمس مع المهاجم الخطير وأحد أفضل المواهب التي ظهرت هذا الموسم اللاعب وليد الشعلة الذي نعتبره نجم نجوم التسجيلات .. ليس لأننا سبق أن كتبنا عنه أو تمنيناه في الهلال ولكن لأنه موهبة أكدت وجودها مع الأمنيات له بالنجاح وإثبات هذا الوجود في فريق كبير مثل الهلال وهو أمر يحتاج إلى مجهود منه ورعاية من الجميع .. وفي تسجيلات بداية الموسم نجد بشه الصغير الذي يسير بخطى ثابتة وهناك الصيني بجانب الدعم الكبير من المجلس للاعبين الشباب أمثال محمد عبد الرحمن وأطهر الطاهر الموجودان أصلاً في الكشف ومن الواضح أن الهلال سيكون له فريق متميز في المواسم السابقة إذا استمر على هذا النهج مع الإعداد الجيد طبعاً .. وتاريخياً فإن بيئة الهلال صالحة لنمو اللاعبين الشباب ويمكن أن نضرب العديد من الأمثال في الأجيال الأخيرة مثل عمر بخيت وهيثم طمبل ومساوي وبويا وكرنقو .. ولكن في الجانب الآخر فإن تجربة اللاعب الأجنبي تتراجع للخلف بدلاً من أن تكون قد وصلت إلى مرحلة متقدمة ومتطورة بعد سنوات من التجارب .. فالهلال في فترة من الفترات كان يسجل لاعبين أصحاب أسماء ومشاركات أفريقية واضحة وانجازات كبيرة مثل كلتشي هداف الكونفدرالية ويوسف محمد صاحب بطولتي دوري الأبطال وقودوين نجم القطن الكاميروني الذي وصل معه للنهائي وسادومبا وكان من المفترض أن يستمر التطور ليكون اللاعب الأجنبي الذي يدخل إلى كشوفات الهلال صاحب اسم وتاريخ خصوصاً في البطولات الأفريقية ولكن الهلال تراجع في المواسم الأخيرة في طريقة الاختيارات، حيث أصبح يسجل عدداً كبيراً من اللاعبين سيرتهم الذاتية ضعيفة جداً بجانب الاستغناء عن معظمهم قبل انتهاء فترة تعاقدهم مقارنة بالنجوم الكبار الذين أكملوا ثلاثة مواسم مع الهلال وداريو كان الذي جدد تعاقده مع الهلال بعد انتهاء فترته الأولى .. لا نريد أن نعود للوراء كثيراً ولكن في فترتي مجلس التسيير فإن تسجيلات الأجانب تكاد تكون أقرب للفشل مع نجاحات بسيطة جداً مقارنة بالعدد الكبير من اللاعبين ورباعي تسجيلات الكاردينال يمكن أن نستثنى منه الحارس مكسيم فهو حارس القطن الكاميروني الذي شارك أمام الأهلي القاهري في الكونفدرالية .. لاعب بهذه السيرة الذاتية حتى ولو لم ينجح يمكن أن يدافع الناس عن اختياره كما حدث مع اللاعب وارغو .. فلا أحد يمكن أن يلوم من سجل هداف دوري الأبطال ولكن عدم النجاح له أسباب أخرى .. ولكن أن تقوم بتسجيل لاعبين غير قادرين على إثبات وجودهم نهائياً أو انتزاع خانة لهم فهذه تكون محسوبة على صاحب الاختيار .. * الآن الأسماء المرشحة للانتقال للهلال لا تبشر بالخير خصوصاً في فريق يسعى من خلال تسجيلات قليلة العدد للتنافس الأفريقي في مرحلة متقدمة من المنافسة وبالتالي من المفترض أن تكون الخيارات على قدر عال من الدقة والأسماء كبيرة ولها مكانتها في الخارطة الأفريقية أو على الأقل قادرة على اللعب الأفريقي بناءً على سيرة ذاتية قوية جداً . * بالقطع نحن لا نستطيع أن نحكم نهائياً على لاعب كرة خصوصاً وأن التوفيق وعدم التوفيق موجودان ولكننا نقول قبل البداية إن الأمر غير مبشر .. فاختيار لاعب من درجة ثانية في دوري مثل الدوري القطري ونادي مثل الشمال وبعد ذلك انتقل للعب في الدوري البحريني أمر غير مبشر ! واختيار لاعب برازيلي يتنقل في كل موسم من ناد لآخر داخل وخارج البرازيل أمر غير مبشر .. واختيار هداف انتقل من فريق الخليج الإماراتي إلى فريق النهضة درجة ثانية في السعودية أمر غير مبشر وأن كان هذا المهاجم المالي ( موسى تيجانا) هو الأكثر قبولاً ولكننا نقيس بالطموحات الكبيرة للهلال في دوري الأبطال من ناحية وبضرورة الاستفادة من تجربة التسجيلات السابقة .. لماذا لا يسجل الهلال مهاجماً وحيداً له اسمه ومكانته في القارة الأفريقية ويترك الثنائي الآخر إذا كانت مشكلة الهلال مالية ! فالأفضل أن يترك الهلال الفرصة الثانية في الهجوم لوليد الشعلة بدلاً من أن يسجل مهاجم يمكن أن ينافسه وليد الشعلة الذي سيكون خارج الكشف الأفريقي إذا سجل الهلال ثلاثة .. أو من المفترض أن يسجل الهلال ثلاثة لاعبين أجانب لهم اسمهم ومكانتهم وقدرتهم على إبقاء وليد الشعلة وغيره من اللاعبين السودانيين خارج الكشف الأفريقي أو التشكيلة.. * لا نقول إن الهلال يحتاج إلى قلب دفاع أجنبي متمكن فنحن نحترم غاية الاحترام اختيار المدرب ولكننا نقول نتمنى أن تكون خيارات الهجوم بدرجة تجعل الدفاع مرتاحاً !!! * وفي النهاية أمنياتنا بالتوفيق للجميع.