أمر حزين جدا تأكد هبوط أحد أندية مدينة ودمدني الإتحاد وجزيرة الفيل .. بل وربما كلاهما إذا ما تعادل الفريقان في المباراة التي سوف تجمعهما في الأيام القادمة .. ما يعني غيابهما من الظهور في بطولة الموسم المقبل وفي هذا بلا شك خسارة كبيرة جدا لبطولة الدوري الممتاز ولجماهير ولاية الجزيرة عموما وجمهور كرة القدم في ودمدني على وجه التحديد. مؤسف جدا ان يكون الطيش ومن هو قبل الطيش من ضمن أندية مدني التي لا يستطيع التاريخ ان ينكر فضلها الكبير على كرة القدم السودانية منذ أن رُكلت أول كرة قدم في هذه البلاد .. ولكن جاء الزمان الذي وصلت فيه كرة القدم في هذه المدينة المعطاءة إلى هذا الدرك السحيق .. وإنتكاسة هائلة تاتي إمتدادا لإنتكاسات أُخر لا يسمح المقام للتفصيل فيها ..!! أين حكومة ولاية الجزيرة من هذه الأندية التي تمثلها في البطولة السودانية الاولى وتحمل لواءها .. وهل من الفخر في شيئ للوزارة المختصة في حكومة الجزيرة أن تصل الرياضة في الولاية إلى أقصى درجات التدهور في عهدها .. أين هذه الوزارة واندية النيل الحصحيصا والإتحاد وجزيرة الفيل تفشل في مقارعة أندية الولايات الاخرى في الدوري الممتاز وتختار أن تكون هي الأسوأ الذي لا يستحق الإستمرار في هذه المنافسة .. !! وقبلها النادي الأهلي الذي هبط الى الدرجة الأولى في الموسم الماضي ويقاتل الآن لأجل العودة مرة أخرى .. وربما لا ينجح في ذلك فتخسر مدني كل مقاعدها في بطولة الدوري الممتاز مع العلم أنها كانت الولاية الثانية بعد الخرطوم من حيث عدد الأندية التي تتنافس في بطولة الدوري الممتاز..! هبوط أندية مدينة ودمدني من دوري الأضواء ليس مسئولية هذه الأندية فقط .. ولكنه مسئولية الجماهير التي هجرت المدرجات ومسئولية ولاة الأمر الذين وعلى ما يبدو يضعون الرياضة في آخر أولوياتهم بما في ذلك الوزارة المختصة.. وفي البال الفضيحة التي صاحبت أمر تاهيل ملعب إستاد ودمدني خلال بطولة الأمم الإفريقية للمحليين التي إستضافتها البلاد وتلك ( العاهة ) المستديمة التي أصابت ملعب الجزيرة .. الملعب الوحيد في الولاية الكبيرة الذي يمتلك ( أقل ) مقومات وشروط إستضافة مباريات كرة القدم ..!! تخيل أن ولاية الجزيرة التي كانت في سابق الزمان سلة غذاء السودان والقارة الإفريقية لا يوجد بها سوى ملعبين فقط لكرة القدم .. لا يتشرف بهما أي مواطن من أبناء هذه الولاية ..!! حكومة ولاية الجزيرة إن كانت تعتقد أن كرة القدم ما هي إلا لعب ولهو فقط عليها أن تدرك أنها على خطأ كبير .. فكرة القدم أصبحت سفارة يميز الناس من خلالها تطور الحكومات من تخلفها عن ركب التطور .. أصبحت كرة القدم هي المجس الذي من خلاله يعرف الناس أن العقل السليم .. في الولاية السليمة ..!! داخل الإطار : مدني التي أنجبت الإسيد .. قلة عصام الدحيش الفاضل سانتو.. غبينة.. الجكن.. عليوة.. سنطة الجار.. علي قلد .. حمد والديبة .. الفاتح رنقو .. حموري الشعلة .. وعصام غانا وغيرهم من أفذاذ اللاعبين .. أصبحت أنديتها تقاتل طوال الموسم ( للبقاء ) في منظومة الدوري الممتاز ..البقاء لله ..!! رغم بعد المسافة بينهما كان التجار والمتبضعين في السوق الكبير يسمعون هدير الجماهير يشق عنان السماء من إستاد ودمدني في (السوق الصغير ).. ولكن كيف يسمع هذا الهدير مرة أخرى وجمهور كرة القدم من أبناء مدني غادروها لأجل تحسين أوضاعهم المالية .. ومن ضمنهم أنا ..!! أصلا كان يا أقعد في مدني ( أسوق ركشة ) يا أتخارج ..!! كان لاعبو كرة القدم ( زمان ) في الأهلي والإتحاد مدني يفصلون أحذيتهم ( الكلودو ) عند العم التوم نمر بالقرب من مكتبة الفجر .. وبها يهزمون أندية أمدرمان الهلال والمريخ .. الآن ورغم الأحذية المستوردة و( الكدايس ) الحديثة .. أصبحت اندية ودمدني حصالة تسترزق منها أندية الولايات الاخرى ..!! المشكلة موش في ( الجزمة ) لا مؤاخذة .. المشكلة في القلب الموجود في جسد من يرتدي ( الجزمة ) ..! فهلا تكرم علينا أبناء وأحفاد العم التوم نمر بتفصيل قلوب ( كلودو ) للاعبي الأهلي والإتحاد وجزيرة الفيل ..!! قف : السوق الصغير .. عمره ما يكبر