خرج الهلال بفوز مريح امام الخرطوم بالامس بهدفي اتوبونغ وباري ديمبا في اللقاء المؤجل لحساب الجولة الثانية والعشرين , حيث رفع الهلال رصيده الى 55 نقطة في المركز الثاني , وهي مباراة كان فيها شكل الازرق مقبولا رغم ان الفريق مازال مفتقدا للكثير من هيبته ورونقه التي كان عليها في فترات سابقة , ورغم الانتصار الا اننا مازلنا ننتظر شخصية الهلال الذي استعاد بعض عافيته من خلال تخطيه لعقبة فريق في حجم الخرطوم اعتاد على الوقوف امام اندية القمة بالدوري . خاض الفاتح النقر المباراة بتشكيل مختلف وكان المدرب مضطرا لاقحام بعض العناصر واشراكها في مراكز لم تعتد عليها كما هو الحال مع اسامة التعاون والذي لعب في محور الوسط الى جانب عمر بخيت , وكان خط وسط الهلال الذي شارك فيه ايضا مهند الطاهر كصانع العاب اساسي الى جانب بشة كان الخط في حالة جيدة وتحرك مهند بشكل ايجابي . وكان من المهم ان يبدأ المدرب النقر في منح مهند فرصة المشاركة الكاملة بالمباريات وذلك بهدف منح اللاعب فرصة كسب المزيد من الثقة خصوصا وانه اصبح مرشحا في الفترة القادمة لتحمل مسؤولية اللعب في وسط الملعب دون وجود القائد هيثم مصطفى والذي اعتادت جماهير الهلال على رؤيته دائما في هذا المكان . كان مهند دائما مكملا للبرنس ولكن في مباراة الخرطوم وقبلها امام النسور والامل لعب وحيدا وهذا بداية مرحلة اخرى في مشوار هذا اللاعب الذي نجده في اوقات كثيرة لم يحصل على فرصته الاساسية ولكن عليه ان يعرف حجم وقيمة المشاركة واللعب باسم الهلال . لم تخلو المباراة من الاخطاء الدفاعية خاصة في العمق وهي المشكلة التي ظلت هاجسا يطارد الهلال في مبارياته الماضية وكانت احد اسباب السقوط امام الترجي التونسي , وفي لقاء الامس مع الخرطوم اخطأ ديمبا ومساوي اكثر من مرة , ولم نجد أي مبرر لهذه الاخطاء الساذجة من لاعبين بحجم المساوي وديمبا خاصة وانها تكررت كثيرا واصبحت في حاجة الى معالجة. جاء الوقت في اعتقادي لمنح العناصر الجاهزة فرصة المشاركة الاساسية , وعلى الجهاز الفني بقيادة النقر ان يتبع هذا النهج اذا اراد ان ينقذ للهلال موسمه الحالي , لان الفريق به لاعبين جاهزين ربما لم يكن يجدوا فرصة اللعب بشكل اساسي امثال مهند او بشة او اثير توماس الذي دخل بديلا في مباراة الامس . قلص الهلال الفارق بينه والمريخ مع وجود مباراة اخرى مؤجلة ستجعل الفارق خمس نقاط اذا ما حقق فيها الهلال الفوز , ولكن رغم ذلك نقول ان الدوري ابتعد عن الهلال منذ وقت طويل واصبح بالفعل اقرب الى المريخ الذي يبدو تركيزه اكبر في الخطوات الاخيرة , وتبقى للهلال ربما بطولة الكاس التي يمكن ان ينافس عليها بشكل مباشر عندما يلتقي المريخ في النهائي . مازال في الهلال بعض القيمة الفنية ولابد ان يعي مجلس الهلال اهمية المحافظة على العماد الاساسي للفريق وعدم الانجراف خلف الاراء العاطفية والتي تريد ان تتخلص من عدد كبير من لاعبي الفريق في فترة التسجيلات القادمة , واذا ما تجاهل المجلس القرار الفني في عملية الاحلال والابدال فانه سيكون ارتكب خطأ فادحا قد يعيد الهلال خطوات للوراء . فالمتابع لتحركات ادارة الهلال في التسجيلات نجد انها اتفقت تقريبا مع ثلاثة لاعبين هم صالح الامين ونزار حامد وفيصل موسى ولانجد فيهم من يحل ازمة الفريق الحالية والتي تتمثل في ضعف اطراف الملعب , وهي المشكلة التي رافقت الفريق طوال الموسم الحالي , فالى متى ستظل السطوة الادارية هي الحاضرة والرأي الفني هو الغائب ..؟