* تسارعت وتيرة الأحداث بصورة دراماتيكية أمس في المشهد الرياضي الموغل في العشوائية والأفعال الغريبة والتي لا تتسق مع طبيعية الأشياء، الصورة القريبة لهذا الوصف، لاعب عادي جداً من لاعبي كرة القدم بالسودان يقال له شرف الدين شيبوب قد يكون هذا اللاعب يتملك بعض موهبة حباها الله له، ولكنه بأي حال من الأحوال ليس ميسي أو نيمار أو الموهبة القادمة بقوة في عالم الساحرة المستديرة الأرجنتيني ونجم السيدة العجوز اليوفي باولو ديبالا، أو حتى قريباً من النجم الكبير فيصل العجب . * هو لاعب برز فجأة في عالم المريخ بعد أن اكتشفه الفرنسي العجوز غارزيتو وآمن بقدراته البدنية العالية والفطرية، فأشركه في مباراة اتحاد العاصمة بدوري أبطال أفريقيا الموسم المنصرم، فبرز فيها اللاعب بمستوى متميز جداً وكان عند حسن ظن مدربه، فكانت هذه المقابلة علامة فارقة في مسيرته الكروية، وبعدها توالت مشاركات اللاعب حتى أصيب في إحدى المباريات . * بعد بروز موهبة اللاعب بشكل لافت خلال المشاركة الأفريقية قررت لجنة تسيير نادي المريخ، تقديم عرض مناسب له، وتغيير هوية اللاعب من هاوٍ إلى محترف وقدم له عرض مالي، رفضه اللاعب وأسرته في بادئ الأمر وهذا حق طبيعي لا خلاف حوله، ولكن الشئ غير الطبيعي هي المزايدة وطلب أموالاً خرافية لا تتناسب إطلاقاً مع مردود اللاعب الذي قدمه مع الفريق في هذا الموسم . * بعدها تدخل الهلال في محاولة منه لكسب خدمات اللاعب عن طريق الكبري الشهير الذي عرف بالملكية جوبا، وفعلاً تم تسفير اللاعب إلى دولة جنوب السودان في فيلم مكسيكي طويل و«بايخ» تابعه الملايين بمشاعر مختلفة منهم من أعجبته خطوة الهلال من أنصار الأزرق، وبالطبع كثيرون من عشاق الأحمر الوهاج لم يرضوا خطوة أسطورة زمانه شيبوب، وبعدها توالت الأحداث المثيرة والحزينة لنا في آن واحد ، بمشهد من مسرح العبث الخيالي باستنجاد اللاعب بالمريخ ، ومن ثم هروبه على طريقة اللصوص من الطابق «الما عارف كم» وقفزه بصورة فيها احترافية كبيرة له ، واختفائه عن أنظار مرافقيه وحراسه . * وبعدها خروجه من جوبا بوثيقة سفر بديلة بعد احتجاز جواز سفره عند مندوب الكاردينال بعاصمة الجنوب ، بعد بطولات وروايات فاقت شهرتها كتابات السينارست الأشهر في عالم الدراما العربية أسامة أنور عكاشة ، حكايات ولا في الأحلام ، والكل أصبح فيها بطلاً من العدم . * وكانت الحكاية قبل الأخيرة فجر أمس حوالي الساعة الثانية صباحاً عودة اللاعب رفقة أبو جريشة من أديس أبابا بعد تنقله إليها من كينيا ، في عودة أشبه بعودة الفارس من معركة حربية انتصر فيها بعد مقاومة شديدة من الأعداء أو هكذا صورها لنا بعض الإعلام «السالب» ، مع «أنو الموضوع ما بستحق قدر ده». * وكانت خاتمة المشهد المؤسف أمس «بالرغم من أنني اعتقد أن الفيلم لسه طويل » هروب شرف شيبوب مرة أخرى من قبضة المريخ، بعد رفضه للعرض الذي قدم له من القطب آدم سوداكال بمنح اللاعب مليار جنيه إضافة لمبلغ ال 25 ألف دولار التي تسلمها من رئيس نادي الهلال ، حيث ظهرت صور «كمية» في كافة وسائط التواصل الاجتماعي لفريد عصره وزمانه مساء أمس رفقة رئيس نادي الهلال وهو سعيداً جداً . * سؤال برئ جداً يتبادر للذهن من هو شيبوب ليفعل كل هذه «العمايل» بفريقي المريخ والهلال ، ويتلاعب بإدارة الناديين بصورة شائهة، تنم عن سلوك غير احترافي بصورة مبالغ فيها وتخرج عن الإطار الرياضي، نعم من حق اللاعب وأسرته المطالبة بحافز كبير نظير قيده أو تغيير هويته « لأن الفرصة تأتي مرة في العمر» ، ولكن ليس من حق اللاعب المزايدة بهذه الصورة الغريبة والمهولة والتي لم تحدث قريباً بالسودان، وهل هذا اللاعب بالفعل يستحق هذه المليارات التي ستدفع فيه، وهل تضمن إدارة الهلال أن بادرت بتنفيذ مطالبه «الجشعة» أن تضمن ماذا يفعل غداً، ولماذا أصلاً إدارة الأزرق التفتت إليه بعد غدر بها في المرة السابقة وهرب منهم بجوبا، هل هذه أخلاق للاعب مستقبل كنا نظنه كذلك، هل بعد كل ما فعله، ينتظر منه أن يقدم الإضافة المطلوبة فنياً . * اعتقد أن هذا اللاعب مغلوب على أمره من المحيطين حوله من أسرته وأصدقائه بعد أن صوروا له أنه وحيد زمانه وأنه يمكنه أن يفعل ما يشاء ويطلب ما يريد، في سبيل تحقيق مطالبه، وعلى إدارة المريخ ولجنة تسييره أن تصرف النظر فوراً عن اللاعب، حتى لو جلب للفريق كأس أفريقيا،وكأس العالم للأندية، فمثل وقيم الكيان المريخي تعلو ولا يعلو عليها . * آخر الأشياء * * يا شيبوب حيرّت الناس * ونواصل