في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يكون الغاني كينيدي ايشيا النجم الأول في فريق الهلال من واقع سيرته الذاتية التي سبقته للسودان قبل التوشح بالأزرق، في نوفمبر من العام الماضي بجانب أهدافه الصاروخية في بطولة كأس العالم للشباب، واحتلاله للمركز الثاني في لائحة هداف الدوري الغاني في الموسم، إلا إن كل هذه المميزات لم تشفع لايشيا بحجز مكانه في التشكيل الأساسي للفريق في عهد المدرب الفرنسي جون ميشيل كافالي الذي رحل مقالاً بأمر النتائج السيئة وعدم اقتناع إدارة الهلال بالعمل الذي يقوم به برغم من توفير كل معينات التدريب. منح ايشيا الجميع انطباعاً جيداً عنه خلال معسكر الفريق الذي عقده بمدينة سوسة التونسية الساحلية قبل إنطلاقة الموسم الحالي وكان واحداً من نجوم المعسكر من واقع قدرته على التهديف وحركته في الملعب التي لا تهدأ وإجادته التامة للتمرير من لمسة واحدة، مما جعل كافالي يضعه مبكراً في التشكيل الأساسي قبل أن ينقلب عليه بعد مستواه المتواضع الذي قدمه في المباراة الودية التي أداها الهلال ببورتسودان أمام قورماهيا الكيني في الحادي والعشرين من يناير الماضي، وكان اداء اللاعب فيها اقل من المتوقع ليتم سحبه قبل انطلاقة الحصة الثانية ومن تلك المباراة لم يجد طريقاً للتشكيل الأساسي. عاني الهلال كثيراً في أولى مبارياته بالدوري الممتاز على ملعب مارتا بكادوقلي أمام اسود الجبال وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبعد مرور ربع ساعة من الحصة الثانية دفع الفرنسي جون كافالي بورقة ايشيا لعل وعسى أن يكون المنقذ وكان اللاعب عند حسن ظن المدرب به، وسجل الهدف الأول قبل أن يضيف زميله وليد الشعلة الهدف الثاني وخرج الهلال فائزاً وفي يده الثلاث نقاط وفي ذات الوقت خرجت الصحف الغانية قبل السودانية تمجد في ايشيا الذي نجح في التسجيل من أول مباراة له مع الفريق. كعادته كان كينيدي احتياطياً في مباراة هلال الأبيض، وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي استعان كافالي للمرة الثانية بايشيا، من أجل القيام بعميلة الإنقاذ مرة أخرى ولكنه فشل في كسب الرهان وتاه مع التائهين ولم يفتح له عليه بتهديفة واحدة في المرمى، وقد وجد له الجميع العذر من واقع قوة المنافس وضيق الوقت الذي لم يسعفه في تقديم شئ يذكر، ومن تلك المباراة بدأ اللاعب في رحلة البحث عن نفسه، حيث منحه كافالي فرصة الظهور كبديل في مباراة مريخ نيالا ولكنه لم يفعل شيئاً. فقد الفرنسي كافالي مدرب الهلال السابق، ثقته في ايشيا قبل جماهير الهلال التي احتارت في مستوى اللاعب الذي كان مرشحاً لسحب البساط من الجميع وبرغم من جلوسه بديلاً في مباريات، الأهلي مدني والأهلي شندي والرابطة كوستي، مما زاد الضغوط على اللاعب الذي اعتبرت وسائل الإعلام الغانية غيابه عن فريقه السابق (ليبرتي) بالخسارة بعد إنطلاقة عجلة الدوري الغاني امس الأول. بعد رحيل كافالي واستلام المصري طارق العشري لمهامه رسمياً واشرافه على تدريب الفريق، ستكون الفرصة سانحة أمام ايشيا لمسح الصورة الباهتة التي ظهر عليها في المباريات السابقة، والتقديم المستوى الذي جعل عيون الهلال تصطاده لدعم مشروع (فريق البطولات) الذي بشر به مجلس إدارة نادي الهلال، في الوقت الذي يرى فيه مواطنه الغاني كواسي ابياه عن ايشيا يملك كل مقومات اللاعب النجم وعدم سطوعه مع الفريق الأزرق لا يقلل من إمكاناته، وتوقع انفجاره في أي وقت وأحداث انقلاب في الهلال وكسب الرهان والتأكيد على أنه صفقة ناجحة.