* كما كان وحدث فى جولة الذهاب باستاد الشاذلى زويتن بتونس عاد الهلال فى جولة الأياب على أرضه ووسط جمهوره عصر أمس بامدرمان وتاه لاعبوه فى النجيلة ، بل فى هذه المرة تركوا منطقة الوسط لمنافسهم الأهلى الليبي الذى ورغم استقبال شباكه لهدف فى الدقائق الأولى من عمرالشوط الأول تحرر من الضغط والخوف والانكماش مبكرا وأحكم قبضته على منطقة الوسط وشرع فى الضغط على جبهة الهلال وشن الهجمات المتواصلة الشرسة من العمق والطرفين مستغلا ضعف وسط الفرقة الزرقاء وارتباك ثنائى قلب الدفاع لعدم التناجس واستسلام خط المقدمة الهجومية الذى كان فى جزيرة معزولة ولم يشكل خطورة تذكر على جبهة المنافس الليبي الا فى مناسبتين من احداها ارتكب المنافس ضربة الجزاء التى نفذها كاريكا بصورة طيبة وضعت الهلال فى المقدمة وهى كل ما قدمه الهلال فى جميع خطوطه طيلة زمن شوط اللعب الأول * الذى دانت فيه السيطرة شبه التامة للفريق الليبي الذى استغل احكام سيطرته على منطقة المناورة الحيوية المهمة وسط حالة ذهول وتوهان العشرى ليفرض اسلوبه على ايقاع المباراة وينجح فى ابعاد الهلال عن منطقته المحرمة ويكتسب الثقة التى جعلته يلعب بثقة وتركيز فى كل الخطوط. * شوط اللعب الثانى ورغم تقدم الهلال بهدف ثاني مع مطلعه الا أن شكل الهلال لم يطمئن ولم ينبئ بتخطيه لمنافسه الليبي فى لحظة من لحظات هذا الشوط لابتعاد لاعبيه عن المنطقة المحرمة للمنافس الذى اكتفى بسيطرته على منطقة الوسط والرجوع بكلياته للدفاع عن مرماه للتصدى للهجمات الزرقاء على قلتها والتى كانت بدون هوية وبدون تركيز وبدون عنوان * محصلة المباراة تأهل الليبي لدور الستة عشر للبطولة الأفريقية وخروج الهلال رغم فوزه بهدفين لهدف وذلك لسابق فوز الليبي بهدف نظيف فى جولة الذهاب وهذه محصلة طبيعية ونتيجة واقعية لواقع الهلال الذى ظل يعانى من التخبط والعشوائية فى الشق الفنى منذ اقالة مديره الفنى السابق الفرنسي كافيالى فى وقت شهد فيه الجميع بتطور مستوى الفرقة الزرقاء من مباراة لأخرى ليحل مكانه العشرى الذى جاء ولا يدرى ماذا يفعل. * ( وين فريق الاحلام ) هكذا هتف بعض من جمهور الهلال الظريف عقب المباراة وهم على حق فقد خدعنا جمهور الهلال بدفاع الهلال الصلب الذى جعل الشباك الزرقاء عصية على المنافسين وخدعناه عندما صورنا الفوز أمام الأمير البحراوى بثمانية أهداف ارهاص لانتصارات زرقاء قادمة داخليا وخارجيا والحقيقة ان الهلال لم يواجه الاختبار الحقيقى لقوته الا فى جولتى الذهاب والأياب أمام الأهلى الليبي بتونس والخرطوم اللتين كشفتا ان عدم الاستقرار الفني الذى نادينا به أضر بالهلال هذا رغم تواضع الليبيين. غيض * شكرا جزيلا لجمهور الهلال الوفى الذى انتعل الدماء والتحف حرارة الأرض والسماء واستقطع من قوت يومه رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية ليأتى للاستاد مبكرا ويقف خلف اللاعبين مؤازرا. * شكرا لجمهور الهلال الوفى الذى خرج عقب المباراة بهدوء ولم يأت بفعل أو قول غير كريم وتقبل النتيجة المرة بصدر رحب بل عزوا بعضهم بعضا بتبادل القفشات وهم يرددون( وين فريق الاحلام ) فى اشارة الى انهم جاءوا ولم يجدوا الفريق الذى يزلزل الأرض تحت أقدام المنافسين ويجندلهم * طالبنا مجلس الهلال فى أكثر من مناسبة قبل وبعد انطلاقة الموسم التنافسى بضرورة وأهمية بسط الاستقرار الفنى والادارى فى ارجاء النادى حتى لا تذهب مجهوداته والأموال الضخمة التى صرفها على الفريق أدراج الرياح ولكن للأسف لقد أسمعت ان ناديت حيا فقد كان المجلس فى واد غير ذى زرع وضرب الاستقرار الفني والاداري فى عمقه وقلبه وأركانه. * المدير الفني المصري العشري الذي صرح بأن الجزولي لن يفيد الفريق وخارج حساباته عاد واتصل من القاهرة يسأل عن مدى جاهزية اللاعب . * العشري وقف متفرجا ولم يفكر فى التبديل والفريق الليبي يحكم قبضته على وسط الملعب مما مكنه من فرض اسلوبه على ايقاع المباراة بجدارة * المحترف موكورو كان عبئا على الفرقة الزرقاء ببطئه وأنانيته المفرطة وتمريراته السيئة وبالرغم من ذلك تأخر العشرى فى سحبه كما تأخر فى سحب أكثر من لاعب كان يستحق الخروج لبعده عن أجواء المباراة. * فشل العشرى فى نقل الكرة الى نصف ملعب المنافس الليبي وتشكيل الضغط على مرماه الا فى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة شئ طبيعى لأن العشري لم يقرأ الملعب ولم يقرأ المنافس فى جولتي تونس وامدرمان * لو قرأ العشرى جولة تونس لسهل عليه قراءة جولة امدرمان ولما ترك لاعب الأهلى صولة حرا للمرة الثانية ولاعتمد على الكرات العكسية فى الوصول الى مرمى الليبيين مستغلا ضعف متوسط الدفاع فى الكرات العكسية الأرضية والهوائية كما استغلوا هم ارتباك متوسط دفاع الهلال * ودع الهلال البطولة الأفريقية مبكرا وللأسف من الدور الأول وهذا ما لم يحدث للهلال فى السنوات الأخيرة ما يعنى عدم التعجل فى اتخاذ القرارات خاصة فى الشق الفنى رغم تحفظاتنا على العشرى الذى منح اللاعبين راحة سلبية قبل جولة الذهاب وكانت قاصمة الظهر ثم غرس الخنجر فى ظهر الهلال بمعسكره التحضيرى الفاشل بالقاهرة قبل جولة الأياب بالخرطوم. * اعلام وجمهور نجمة المسالمة فرحوا لخروج الهلال من البطولة الأفريقية أكثر من فرحهم لتأهل فريقهم لدور الستة عشر على حساب فريق جارى وأنا جارو الضعيف (نحن السابقون وأنتم بلا شك اللاحقون بالمزيكا)