لم تصمد نصيحة الغاني كواسي ابياه المدير الفني للخرطوم الوطني للأندية السودانية بالتعاقد مع اللاعبين الغانيين، طويلاً وسقط وبالضربة القاضية أرضاً قبل انتصاف الموسم بعد أن بدأت الأندية مبكراً في الاستغناء عن المحترفين الذين يحملون الجنسية الغانية، في صورة تؤكد أن النجومية في السودان لها معيار وان اللاعب الذي يكون نجماً في الدوري الغاني ليس بالضرورة أن يكون بارزاً في الدوري السوداني باستثناء ايزكال مهاجم الأمل عطبرة الذي تألق بصورة لافتة ولمع مع فهود الشمال ويبقى هو النشاز الوحيد بعد أن تراجعت كل النجوم السوداء في الدوري السوداني وأنخفض بريقها وأصبحت لا تلمع بل أسيرة لدكة البدلاء. لم يجد الهلال خياراً غير الاستغناء عن المدافع الغاني ابيكو ومواطنه نيلسون لازغيلا في خطوة وصفها المراقبون بثورة التصحيح، واعتبرها خبراء التدريب بالصحيحة، فابيكو الذي حصل على جائزة أفضل مدافع بالدوري الغاني في موسم 2014/2015، كان له نصيب الأسد في خروج الهلال من دوري أبطال أفريقيا من الدور الأول على يد الأهلي طرابلس بعد أن تسبب في اهتزاز شباك الفريقين (ذهاباً وإياباً) حيث سجل هدف الفوز لثوار لبييا في ملعب الشاذلي زويتن وساعد الغنودي على هدف الترشح في ام درمان بعد أن أخطأ في التمركز الصحيح لاستقبال الكرة التي سقطت خلفه وجاء منها الهدف الذي أنهى مشوار الهلال في البطولة الأفريقية، وصدم جماهير الهلال التي كانت تتعشم أن يكون ابيكو هو المدافع الذي يبحث عنه الفريق، ولم يكن مواطنه نيلسون لازغيلا الذي أنهى الهلال عقده بأحسن منه بعد تراجع مستواه وابتعاده عن التشكيل الأساسي وسيلقي مواطنهما كينيدي ايشيا ذات المصير في مايو المقبل أو نوفمبر لأن وسط الهلال يضم لاعبين شباب قادرون على تقديم مستوى أفضل منه مما يشير إلى رحيل ايشيا عن البيت الأزرق مسألة وقت ليس إلا، ومعه تنتهي رحلة الغانيين مع الموج الأزرق. وفي المريخ الحال لا يختلف عن الهلال كثيراً فالمدافع الغاني كريم الحسن الذي تعاقد معه النادي لعلاج صداع قلب الدفاع، لم يقدم الأداء المتوقع بل كان بعيداً عن المشاركة قبل أن يدفع به البلجيكي لوك ايمال مضطراً في مباراتي فريق واري ولفز النيجيري في الدور الأول من دوري أبطال أفريقيا ولم يقدم الأداء الذي يؤهله لارتداء شعار المريخ واتضح عن التعاقد معه كان ورطة حقيقية من قبل إدارة المريخ، ونفس الحال ينطبق على مواطنيه فرانسيس كوفي واوغستين أوكرا، حيث جاءت مشاركتهما متقطعة هذا الموسم، فكوفي الذي كان واحداً من نجوم المريخ في الموسم الماضي قدم مستوىً باهتاً هذا الموسم وظل بعيداً عن التشكيل الأساسي فيما أكدت جماهير المريخ على صحة قرار الفرنسي غارزيتو المدرب السابق للمريخ بشأن اوكرا الذي يقدم مستويات غير مقنعة مع الفريق برغم من أن ايمال منحه الفرصة في البداية قبل أن يعيده لدكة البدلاء. فاذا كان ايزكال هو النشاز الوحيد مع الأمل عطبرة حافظاً لوجه اللاعب الغاني في الدوري السوداني فأن مواطنه رزاق ابوبكر المنتقل من الأمل إلى الخرطوم الوطني لم يقدم ما هو مقنع، وفشل في مساعدة الوطني في تخطي الدور التمهيدي من بطولة الكونفدرالية، الشئ الذي جعل مواطنه الغاني كواسي ابياه المدير الفني للخرطوم يشكو من عدم وجود المهاجم القناص برغم من توصيته بالتعاقد مع رزاق الذي لم يؤكد على أرض الواقع على الضجة التي أثيرت حوله واكتفى فقط بتألقه بشعار الأمل عندما سجل هدفين في شباك المريخ. ما بين إنهاء الهلال لعقدي ابيكو ونيلسون وفشل كريم الحسن في أحقيته باللعب للمريخ وتراجع مستوى كوفي واوكرا واختفاء رزاق مع الخرطوم الوطني، فأن نظرية النجوم السوداء في الملاعب السودانية قد انهارت في وقت مبكر وتركت أكثر من علامة استفهام بشأن وصية كواسي ابياه الذي قاد تدريب منتخب غانا في مونديال البرازيل 2014 ويشرف على تدريب الخرطوم الوطني، مما يجعل الأندية تراجع موقفها بشأن استقدام محترفين من الدوري الغاني بعد أن فشلت التجربة الأولى في مهدها ومعها ضاعت كل الأحلام.