تبقى فلسفة التدريب في عالم كرة القدم موجودة بشكل كبير، هناك مدربين تجدهم يعشقون تحقيق الانتصارات دون "العروض" وتارة أخرى تحبذ الانتصارات والعروض في نفس الوقت ومجموعة ثالثة تبحث عن الانتصار مع نسبة قليلة من العرض، فلسفة الانتصار دون المظهر الفرنسي ميشيل كافالي المدير الفني السابق للهلال اعتمد عليها كثيراً باعتباره حديث عهد في القلعة الزرقاء آنذاك الوقت، إلا أن المتابعين للشأن الفني انتقدو الرجل كثيراً إلى أن غادر الديار الزرقاء، ومع خروج كافالي تدهور مستوى الهلال أكثر وأكثر سواءً أكان على الصعيد المحلي أو الأفريقي ليفشل المصري طارق العشري بشكل واضح في تعويض غياب الفرنسي باعتبار أنه وجد فرصة أكثر من الفرنسي الذي تمت إقالته بعد توليه لخمس مواجهات فقط للفريق محلياً. 180 دقيقة أفريقياً رسوب أشرف المصري طارق العشري على 180 دقيقة لعب للهلال أفريقياً أمام الأهلي الليبي خلالها حصل على درجة الرسوب ليغادر الأزرق البطولة الأفريقية من أوسع الأبواب في واحدة من المفآجات بالنسبة للهلال الذي لم يغادر البطولة الأفريقية من هذه المرحلة خلال السنوات الماضية. 450 دقيقة وخبرة اللاعبين تنقذ المصري محلياً من خلال المواجهات التى خاضها الهلال محلياً اتفق الخبراء والفنيون أن لا مظهر للفريق في تلك المباريات لتلعب خبرة اللاعبين دوراً بارزاً في تلك الانتصارات التي حققها الفريق في عهد العشري 450 دقيقة أشرف عليها العشري على الهلال في الدوري الممتاز إلا وخرج الجمهور وهو غير راضٍ عن الأداء. بالصغار والكبار المحصلة غياب الهلال عقب الخروج من السابق الأفريقي تعالت بعض الأصوات مطالبة بضرورة الدفع بالعنصر الشبابي في محاولة جادة لمنح الأساسيين قسطاً من الراحة وبالفعل كثف الإطار الفني من الجهد مع الشباب إلا أنه عاد ودفع بمجموعة منهم مع بعض عناصر الخبرة أمام الأهلي الخرطوم واستمر الحال على ذات التفاصيل ليكسب الفريق مواجهة الفرسان بشق الأنفاس مع عملية الغياب المستمر للمظهر الذي يميز الهلال عن أقرانه في بطولة سوادني الممتاز، الآن فقط يرى الخبراء والمحللين أن مشكلة الأزرق الحقيقي ليست في اللاعبين باعتبار أن المدير الفني دفع بكل عناصره. جولات الخارج تهدد بفقدان اللقب بات شكل الهلال وحتى وهو يلعب داخل ملعبه غير مطمئن بالنسبة للجماهير الهلالية التي دائماً ما تشن هجوماً عنيفاً على اللاعبين والجهاز الفني، في ظل هذه المعطيات سيطر القلق والخوف كثيراً على الجمهور باعتبار أن الفريق تنتظره مواجهات من العيار الثقيل في الدوري خارج قواعده أمام الأهلي شندي والأمل عطبرة والنيل شندي والأهلي عطبرة، استمرارية العشري في المنطقة الفنية تهدد الهلال بعملية فقدان لقب النسخة الحالية من بطولة سوداني الممتاز خاصة وأن كل أندية الممتاز أصبحت تصارع بقوة من أجل الحصول على مراكز متقدمة في روليت المنافسة وهو ما يحتم عليها عرقلة أندية القمة. زحمة في المنطقة الفنية يبدو أن العشري أفضل من يعكس مقولة (الكترة غلبت الشجاعة)، بالهلال أكثر من ثلاثة مدربين وكل مدرب منهم دائماً ما يظهر برأي وفكر مختلف، وهو الأمر الذي أحدث ربكة على المستوى الميداني للفريق ليعيش الفريق أسوأ أيامه في الوقت الراهن بسبب وجود أكثر من مدرب على المنطقة الفنية. الكاريزما .. الحلقة المفقودة انتقد نقاد كثيرون شخصية العشري خاصة وأنه في البدايات دائماً ما يصعب عليه حتى عملية الوقوف على المنطقة الفنية لتوجيه اللاعبين، ففي كثير من الأوقات دائماً يظهر مساعده وهو يفضل البقاء على كنبة الاحتياطي فضلاً عن تعامله المرن مع اللاعبين حتى في أوقات التقصير لتمثل الكاريزما حلقة مفقودة بالنسبة للمصري، ويبقى في عالم كرة القدم هناك تعريف بالنسبة للمدرب هو" المدرب شخصية" أن فقدها فمن الطبيعي عن يفقد المباريات داخل المستطيل الأخضر وأن وجدت بالطبع سيحصل على الانتصارات بفضل القرارات السليمة والقراءة الصحيحة للملعب فضلاً عن عملية اختيار العناصر الأساسية والكروت الرابحة. امتداد لضعف المدرسة العربية إرشيف المدرسة العربية المتعاقبة على تدريب الهلال في السنوات الأخيرة ضعيف جداً مقارنة ببعض المدارس الأفريقية، حيث فشلت تلك المدرسة في إثبات الذات مع الفريق، والآن العشري يقدم الشخصية المصرية الكروية في أسوأ حالاتها مع الهلال بسجل ضعيف لا يجعله يواصل مع الفريق لفترة أطول خاصة وأن هناك تراجعاً كبيراً في المستوى أقلق الشارع الهلالي الذى بدأ ينادي بالتغيير لعودة الهلال إلى مكانه الطبيعي مقدماً أفضل العروض ومحققاً أغلى الانتصارات. مقاطعة الجزولي تخصم من السيرة لم يسلم المصري طارق العشري من النقد عندما نال من مهاجمه الدولي صلاح الجزولي لحظة مغادرة الفريق إلى تونس، حيث اعتبر الخبراء أن ذلك الأمر يخصم من السيرة الذاتية للمصري لا سيما وأن الجزولي من منظومة فريق الكرة، وهنا حصل الفرنسي كافالي على شهادة امتياز وهو الذي كان يجهز الجزولي على أفضل ما يكون مع منحه فرصة المشاركة في أوقات كثيرة جداً، رأي العشري السالب في صلاح الجزولي جعل الجمهور يصب جام غضبه على المصري رغم أن الجزولي من الأعمدة التي لا يركز عليها الهلال ولكن عندما يتحدث مدرب عن لاعبه بهذه الطريقة فذلك أمر غير مقبول أن دل على شئ إنما يدل على عدم امتلاك المدرب لثقافة وفلسفة التدريب، لأن ذلك اغتيال معنوي صريح. تغيير الجهاز الفني بعد عملية الدفع بالكبار ومن ثم الصغار لم تعد هناك أسباب واضحة بالنسبة للجمهور خلاف تغيير الجهاز الفني الحالي، خاصة وأن كل المجموعة شاركت ورغم ذلك لا شكل ولا مضمون للفريق، وهنا يبقى السؤال الذي يطرح نفسه أين علة الهلال؟. قال إنه الأضعف مقارنة بالمدربين السابقين أبو شامة : لو كنت مكان العشري لما وافقت على تدريب الهلال في ذلك الوقت قال الكابتن محمد عبد القيوم أبو شامة إنه لو كان في مكان المدير الفني الحالي للهلال طارق العشري لما وافق على تولي زمام الأمور الفنية بالهلال باعتبار أن التوقيت لم يكن مناسباً، وتابع : العشري لن يضيف شيئاً للهلال لأنه ببساطة ضعيف وجميع المدربين الذين تعاقبوا على الهلال في السنوات الماضية أفضل منهم من حيث الأرقام والاحصائيات، إقالة كافالي قرار خاطي من مجلس إدارة نادي الهلال دفع ثمنه بالخروج المبكر للفريق من البطولة الأفريقية، لأن الفرنسي كان هو الأفضل والأكثر معرفة بحال الفريق. كندورة : العشري أقل قامة من الهلال وذهاب كافالي غلطة عمر رأى الكابتن كندورة أن المصري طارق العشري أقل قامة من تدريب الهلال وواصل المصري ومن خلال المواجهات التي أدارها لم يعد هناك تفاصيل فنية واضحة بالنسبة للمتابعين، حيث تراجع المستوى الفني كثيراً وأصبح الأزرق بلا شكل ومضمون، وأقولها بالفم المليان هو من تسبب في مغادرة الفريق من البطولة الأفريقية، وتابع منذ أن تمت إقالة الفرنسي توقعت أن يخرج الهلال لأن الاستقرار الفني جزء لا يتجزأ من السباق التنافسي فمن يغيِّر في كل أسبوع مدرب حتماً لا يستطيع الحصول على بطولات أو المضى قدماً في البطولة ذهاب كافالي غلطة عمر أطاحت بالهلال من البطولة الأفريقية حالياً برأي على الهلال أن يبحث عن مدرب بإمكانه أن يقود الفريق، لأن العشري ليس لديه ما يقدمه للهلال، فمن الأفضل أن يستعجل الهلال ذلك الأمر حتى لا يفقد البطولة المحلية، ولم يخف كندوره استياءه من الهجوم اللازع الذي يتعرض له بعض اللاعبين قائلاً : إن ذلك الأمر جديد بالنسبة للهلال وغير متعارف عليه في التاريخ القديم للنادي الأزرق، مطالباً الجماهير بضرورة الوقفة القوية خلف اللاعبين والفريق في المرحلة القادمة التي اعتبرها مهمة ويحتاج فيها الهلال لكل أبنائه.