أرجع الكابتن محمد محي الدين الديبة، نجم الهلال الأسبق والمدرب المعروف ومدرب منتخبنا الأولمبي، المستوى الطيب الذي قدمه الهلال خاصة في الشوط الثاني بالتعديلات النجاحة للجهاز الفني بدخول الثلاثي مدثر كاريكا وبشه وإيشيا، مؤكداً أن اللاعبين الشباب قدموا أداءً طيباً في الشوط الأول إلا أنهم لا زالوا متأثرين بالابتعاد عن جو المباريات، لافتاً إلى أن هلال الفاشر لم يكن نداً للهلال وفشل في استغلال الظروف النفسية التي يمر بها الهلال، والتي انعكست على الحضور الجماهيري للمباراة وأشار الديبة في تحليله للمباراة ل(قوون) أن المستوى الذي ختم به الهلال مباراة هلال الفاشر مؤشر جيد لأداء ونتائج أفضل في المباريات السابقة ولكنه اشترط إجراء بعض التعديلات على التشكيل، إلى جانب الكثير والمثير في التعليق التالي: قال الديبة: إن الجهاز الفني للهلال بقيادة المصري طارق العشري ومبارك سليمان دفعا بتشكيل غلب عليه عنصر الشباب مع وجود ثلاثة لاعبين خبرة هم: مساوي ونصر الدين الشغيل ومعاوية فداسي، وأشار إلى أن الهلال بدأ المباراة بتشكيل ضم كل من: (يونس الطيب في حراسة المرمى، أطهر الطاهر، سيف مساوي، عمار الدمازين، معاوية فداسي، نصر الدين الشغيل، أبوعاقلة عبدالله، وليد علاء الدين، صهيب الثعلب، محمد عبدالرحمن وولاء الدين موسى)، مشيراً إلى اللاعبين الشباب قدموا مباراة مقبولة قياساً على ابتعاده عن أجواء المباريات التنافسية، خاصة في الشوط الأول واعتقد أنهم اجتازوا المرحلة الصعبة ولكن لابد من منحهم الفرصة باستمرار حتى يقدموا مستواهم الحقيقي لأنهم يملكون الأفضل. هلال الفاشر بلا استراتيجية ذكر الديبة أن هلال الفاشر لعب بدون استراتيجية واضحة، ولا يملك رؤية أو تنظيم واضح في الأداء ولم يكن نداً للهلال، أو خطة للمباراة وفشل في استغلال الظروف النفسية السيئة للاعبي الهلال خاصة بعد الخسارة من النيل شندي والأداء غير المقنع أمام الأهلي الخرطوم، خاصة أن الهلال اعتمد على تشكيل معظمه من الشباب ولم يقدم الأداء المتوقع منه في مثل هذه المباريات. علتان للأزرق كشف الديبة أن المباراة حفلت بعديد الجوانب الإيجابية للهلال من تحقيق الفوز وتجاوز خسارة النيل شندي، ولكن الفريق يعاني من علتين منذ بداية الموسم ودون أن يكون هناك معالجة من الأجهزة الفنية لا من الفرنسي كافالي الذي رحل ولا من المصري طارق العشري المدرب الحالي، وقال: العلة الأولى البطء في خط الوسط، بالرغم من وجود أبوعاقلة الذي تحرك بكل فعالية على مستوى الدفاع والهجوم وسجل هدفاً على طريقة اللاعبين الكبار، والمشكلة الثانية هي عدم وجود عمق في متوسط دفاع الهلال، وأي هجمة عن طريق العمق تسبب خطراً على الفريق وقد وجد هلال الفاشر فرصة من انفراد كامل قبل هدف أبوعاقلة، واعتقد أن التجانس مفقود بين مساوي وعمار الدمازين، خاصة في الوقوف وإذا لم تكن هناك وقفة صحيحة للمدافعين في عمق الدفاع فإن هذه المشكلة ستقصم ظهر الفريق، ولم يمكن أن يقف جميع المدافعين في خط واحد وأي هجمة أصبحت تشكل خطورة على مرمى الهلال. ردة فعل قوية للحارس الطيب قال الديبة: إن الحارس الشاب يونس الطيب ، وقدم مباراة كبيرة ولعب دوراً كبيراً في المحافظة على شباك الفريق نظيفة، وحرم هلال الفاشر من هدف محقق ومن حالة انفراد كامل، حيث تعامل مع الكرة بعقلية الحراس الكبار وكانت له ردة فعل قوية وتصرف بصورة صحيحة وإذا نجح هلال الفاشر في تسجيل هذا الهدف كان سيسبب مشكلة كبيرة في المباراة خاصة وأن الجمهور غاب بصورة كبيرة عن المدرجات احتجاجاً على تراجع الأداء في المباريات السابقة. الثلاثي غيَّر شكل الأزرق أكد الديبة أن بداية الشوط الثاني كانت مثل الشوط الأول تماماً اجتهاداً من قبل اللاعبين الشباب من أجل إقناع الناس بعطائهم، ولكن بعد دخول بشه وكاريكا وإيشيا تغيَّر شكل الهلال تماماً، حيث شاهدنا اللعب الممرحل، وبناء الهجمات عن طريق الأطراف عبر تحركات بشه وكاريكا ومحمد عبدالرحمن، وسجل الفريق هدفين ملعوبين عن طريق كاريكا ومحمد عبدالرحمن، واعتقد أن سوء الطالع كان بالمرصاد لبشه الذي في مباراة أمس الأول ولكن دخولهم غيَّر شكل الفريق وجعلنا نشاهد الكرة التي ظل يلعب بها الهلال في المواسم السابقة. الخبرة لا غنى عنها طالب الديبة وسائل الإعلام بعدم تقسيم فريق الهلال إلى كبار وشباب، وقال : ينبقي التعامل مع الهلال كفريق واحد، حتى ندخل اللاعبين في نزاعات فيما بينهم، وقال: إن اللاعبين الخبرة لا غنى عنهم في أي فريق، مؤكداً أن وجود بشه وكاريكا في تشكيلة الهلال أمر مهم جداً ويدعم اللاعبين الشباب ويجعلهم أكثر ثقة وثباتاً في الملعب. مشاركة أمبدة وإيشيا من البداية لفت الديبة انتباه الجهاز الفني الهلال، إلى الاعتماد على محمود أمبدة في الطرف الأيسر وتساءل عن سر غيابه عن مباراة هلال الفاشر أمس الأول بعد أن كان نجماً لمباراة النيل شندي، وقال: إن الغاني إيشيا كينيدي يستحق المشاركة من البداية في أي مباراة من واقع إمكاناته العالية وقدرته على المشاركة في الدفاع والهجوم، والحركة كما أنه يملك الحلول الفردية التهديف والتمرير الصحيح، وهو لاعب صاحب إمكانات عالية ومكانه التشكيل الأساسي وليس لعب دور اللاعب البديل. هذا هو التشكيل الأنسب ذكر محمد محي الدين أن حركة اللاعبين الشباب في المباراة كانت جيدة ولكنهم تأثروا بافتقاد لياقة المباريات التنافسية، ومن الأنسب للهلال أن يلعب معاوية فداسي في قلب الدفاع بجانب مساوي بدلاً عن عمار الدمازين، لأنهما منسجمان، وفداسي يستطيع تشكيل العمق الدفاعي وسيشكل ثنائية مع مساوي، مع الاعتماد على محمود أمبدة في الطرف الأيسر ليقوم بصناعة اللعب من واقع قدرته على إتقان الكرات المعكوسة وحركته النشطة على الجهة اليسرى، وهو أفيد للهلال حتى تكون هناك حركة تتناسب مع الأداء وشاهدنا وليد علاء الدين يتحرك بصورة رائعة في الملعب وقدم مردوداً ممتازاً بالرغم من تأثره هو الآخر بالبعد عن المباريات على أن يشارك كاريكا في الهجوم مع محمد عبدالرحمن الذي تحرك بعد دخول بشه وكاريكا وقدم مباراة كبيرة بعد أن شال الشيلة لوحدة في الشوط الأول، وهناك أطهر الطاهر الذي اعتبره واحد من نجوم المباراة بعطائه الوافر ومجهوده الكبير في الجهة اليمنى، حيث يعرف أطهر واجباته الدفاعية والهجومية ، ولا بد أن يلعب إيشيا في الوسط بجانب أبوعاقلة، حتى يمنح الحرية لبشه ليتحرك في الهجوم وإذا لعب الهلال بهذا التشكيل فإن أداءه سيكون أفضل وأجمل في المباريات القادمة. أجمل ختام يرى الديبة أن الصورة التي ختتم بها الهلال المباراة كانت جميلة ويكفي أن الجمهور الذي كان يتناوش في المدرجات نسى خلافاته وعاد للتشجيع ودعم الفريق بعد أن شاهد ارتفاع مستوى الأداء، واعتقد أن المباراة كانت خطيرة على الهلال ولكن تجاوزها بنجاح تام وهذا مؤشر جيد، للمباريات القادم. العشري تهائه قال الديبة: إن الأداء الذي قدمه الهلال في الشوط الثاني كان بمبادرة من اللاعبين وليس للعشري أي دور فيه غير إجراء التعديلات، ولم تكن له استراتيجية ولا يعرف ماذا يريد وكثيراً يقوم المدربون بتحجيم اللاعبين في الملعب ولكن عندما يتحرروا يقدمون الأفضل. هلال الفاشر نجوم بلا فريق أشار الديبة إلى أن هلال الفاشر لديه نجوم كرة قدم حقيقيين، ولكنه لا يملك فريق، والأداء الفردي لا يصنع النجاح إنما جماعية الأداء عكس الأهلي مدني الذي لا يملك لاعبين نجوم ولكنه يملك فريق، حيث نجح في تقديم مباراة كبيرة أمام المريخ. يونس الطيب رجل المباراة توَّج الديبة، الحارس يونس الطيب نجماً لمباراة الهلال وهلال الفاشر أمس الأول وقال إنه قدم مباراة كبيرة وتفوق على نفسه في المباراة وقدم واحدة من أجمل المباريات بالرغم من أنه المشاركة الرسمية له الأولى مع الفريق، ولم يتهيب المشاركة وكانت ردة فعله في محلها تماماً، واعتقد أنه مكسب حقيقي للهلال. كما قدم أطهر الطاهر ومحمد عبدالرحمن وأبوعاقلة مباراة كبيرة وكانوا نجوماً وساهموا في الفوز الذي حققه الفريق، وشدد الديبة على ضرورة معالجة بعض السلبيات واختيار التشكيل الصحيح حتى يواصل الهلال أداءه بذات الشكل الذي أنهى به مباراة هلال الفاشر.