* جمعتني مكالمة هاتفية بنجمين من الزمن الجميل ,صالا وجالا في ملاعبنا الخضراء وعطرا سماواتنا بإبداعاتهما الكروية الأصيلة التي سوف تبقى ملتصقةً بذاكرة المدى الطويل لدى عشاق الساحرة المستديرة في بلاد ملتقى النيلين. * كان الحديث مع النجمين الكبيرين الفاضل سانتو وحمد دفع الله ذو شجون ,تناولا من خلاله رحلتهما مع كرة القدم والفرق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم. * جاء الثنائي الذهبي من جزيرة الخير ,وتحديداً من حاضرتها مدينة ود مدني التي ظلت ترفد مجتمعنا السوداني بأرتال من المبدعين وفي مختلف المجالات. * إرتدى الفاضل سانتو القميص الأحمر مدافعاً عن ألوان شعار نادي المريخ ومن ثم أهلته إمكاناته الفنية المهولة للإنضمام للمنتخب الوطني ليصول ويجول الملاعب الأفريقية مدافعاً عن الشعارين. * نقل الفاضل سانتو إبداعاته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حينما إحترف الكرة في نادي النصر بإمارة دبي ليشكل ثنائية مع الدكتور محمد حسين كسلا. * كان الفاضل سانتو من مواليد منطقة الجزاء يجيد إحراز الأهداف الصاروخية بالقدمين ,إضافةً لضرباته الرأسية المحكمة. * أما النجم الآخر فهو الموسيقار حمد دفع الله والذي تألق تألقاً لافتاً مع الفرقة الزرقاء بعد إنتقاله إليها من سيد الأتيام. * شكل حمد دفع الله ثنائية رائعة مع رفيق دربه محمد محي الدين الديبة ,حيث كان التفاهم بينهما سيد الموقف ليزعزعا دفاعات المنافسين ويحرزان الأهداف. * تغنت جماهير الهلال والكرة السودانية بهذه الثنائية الرائعة وكانت تردد :"حمد والديبة ..حاجة عجيبة". * جمعني بالنجمين الكبيرين عبر الهاتف الصديق المشترك والهلالي القح محمد علي بابكر وهو من أولئك الذين يذوبون عشقاً في الهلال. * تحسر النجمان الكبيران على التدهور المريع الذي تشهده الكرة السودانية وفقدانها للمواهب الحقيقة التي تصنع الفارق ,مثلما كان يحدث في السابق. * لم يندهش الثنائي لخروج أنديتنا من حلبة التنافس الإفريقي وقالا أن هذه النهاية كانت متوقعة بسبب عدم وجود العناصر التي تستطيع مقارعة اللاعبين الأفارقة. * إنتقد النجمان الكبيران ظاهرة التعصب الأعمى التي طفت إلى السطح مؤخراً في الوسط الرياضي وتحديداً بين أنصار الناديين الكبيرين الهلال والمريخ وصار التهكم والإستخفاف وعدم تقبل الآخر سمة سائدة في أوساط جماهير الناديين. * وقالا أن هذه الظاهرة إن لم تجد من يلجمها ويأد الفتنة وهي في مهدها تهدد بالقضاء على أخضرنا ويابسنا الرياضي والإجتماعي ودونكم ما يحدث في مصر والجزائر وتونس والكنغو. * وإتفق سانتو وحمد بأن وسطنا الرياضي وحتى وقت قريب كان يعتبر من أفضل الأوساط في مجتمعنا قبل أن تظهر على وجهه هذه البثور والدمامل حتى أصبح طارداً ,مستشهدين بهجر الجماهير لمباريات كرة القدم وخواء الإستادات إلا من قلة قليلة تتناقص في كل يوم. * قالا أن لاعبي القمة في السابق كانوا أصدقاء وكان التنافس لا يتعد حدود الملعب وفي زمن المباراة وبعدها الكل إخوة وأصدقاء. * شكراً لنجمينا الكبيرين الفاضل سانتو وحمد دفع الله .. متعكما الله بالصحة والعافية. * أسدل الستار أمس على فترة التسجيلات الشتوية والتي عملت الأندية من خلالها على سد الثغرات التي ظهرت من خلال النصف الأول من الموسم التنافسي. * ضم الهلال نجوماً جدد نتمنى أن يشكلوا الإضافة المطلوبة والفرصة أمام جماهير الهلال لتقف بنفسها على هذه الإضافات في مباراة الخميس المقبل والتي تجمع فريقها بسانت جورج الإثيوبي. * وكذلك الفرصة أمامها لتقف على الفكر التدريبي لصائد البطولات الروماني إيلي بلاتشي. * الهلال عالم جميل.
