تحليل فني لمجموعة السودان في مدينة مالايو في الدور الاول من نهائيات أمم افريقيا 2012م عزيزي قارئ «قوون» بصفة عامة وصفحة المستديرة في القارة السوداء/السمراء وارض الوطن بصفة خاصة نؤكد لكم باننا كنا حريصين كل الحرص بتقديم واستعراض كل الاحداث والاضاءات لمسيرة الكرة السودانية قبل وبعد الاستقلال .. ولكن هيهات فذلك هو المستحيل لذا اكتفينا بالأهم وليس المهم .. ونعترف بان هناك احداثا سقطت منا اثناء تناولنا للمادة التاريخية والتوثيقية الصعبة والتي امتدت من تاريخ دخول الكرة مع المستعمر الابيض «الحكم الثنائي البريطاني المصري» عام 1898-2011 مروراً بمراحلها المختلفة وقد اعتمدنا في ذلك على ارشيفنا الخاص بوثائقها ومستنداتها الشاملة من كتب ومجلات واصدارات محلية وقارية وعالمية مدعمة بالصور الدامغة .. لذا جاءت المادة بصورة نالت رضا الجميع .. ولكننا وبعد المراجعة الدقيقة وبعد ان سقطت منا بعض الاحداث من الاحداث الأهم قررنا الرجوع مرة اخرى لتقديمها واستعراضها تكملة لسلسلة الحلقات السابقة والاحداث والاضاءات في النصف الاخير من 2000-2011م هي: احتفالات الكاف بالعيد الذهبي لتأسيسه بالخرطوم عام 1957م وكان الحدث خلال عام 2007 بالخرطوم بحضور قادة الفيفا والكاف والاتحادات القارية والدول الاعضاء ومن الفقرات الرئيسية مباراة بين المريخ «السودان» واسيك ابيدجان «كوت ديڤوار» اسفرت عن فوز اسيك بكاس المناسبة .. اضافة لتكريم عدد من نجوم القارة وهم روجيه ميلا نجم القرن ونصف القرن في القارة ، محمود الخطيب ، حسام حسن ، كالالا «زائير» ، كالوشا بواليا «زامبيا» ، لورانت بوكو «كوت ديڤوار» .. كما اقيمت احتفالات رمزية ومباريات شرفية للمناسبة بكل من مصر واثيوبيا. هلال السودان لعب في تلك الفترة مرات عديدة في الدور نصف النهائي لبطولتي الكاف للأندية الابطال والكونفدرالية وكان اكثر من مرة اقرب للفوز باللقب ولكنه كان يتعثر في لقاءي الدور نصف النهائي امام الترجي والنجم الساحلي والصفاقسي من تونس ومازيمبي من جمهورية الكنغو الديمقراطية. مريخ السودان تأهل لنهائي الكونفدرالية بعد ان تصدر مجموعته القوية علي حساب الاسماعيلي «مصر» وكوارا يونايتد ودولفين النيجيريين وخسر النهائي امام النادي الصفاقسي التونسي. الكابتن الكبير ونجم السودان والهلال الفذ نصر الدين عباس جكسا تم اختياره ضمن قائمة افضل النجوم الافارقة من خلال استفتاء الكاف للخمسين عاماً الماضية واحتل المركز ال30 في الترتيب العام. خروج منتخب السودان الاول من نهائيات كأس الأمم الافريقية وتصفيات افريقيا لكأس العالم اعوام 2000 ، 2002 ، 2004 ، 2006 ، 2010 وكانت الفرصة مواتية عامي 2004 و2006 و2010 بتأهل اربعة منتخبات وثلاثة واثنين من اصل ست وخمسة منتخبات في المجموعة ولكن!! خروج منتخبات الناشئين والشباب والاولمبي وهي منتخبات المراحل السنية دون اعمار 17 ودون 20 ودون 23 عاماً من تصفيات القارة والاكتفاء بالدور التمهيدي او الدور الاول من التصفيات. على المستوى العربي خرج منتخب الشباب من بطولة العرب الاولى بالمغرب من الدور الاول في المشاركة العربية الاولى. احتلال منتخب الناشئين بقيادة جهازه الفني الوطني المميز من المدير الفني شرف الدين احمد موسى والمدرب العام خالد احمد المصطفى المركز الثالث ونيل الميدالية البرونزيه في اول بطولة رسمية للناشئين بالمملكة العربية السعودية بعد ان تخطوا منتخبات عربية قوية كالعراق ، المغرب ، الجزائر وهذه النتيجة اعادت البسمة المفقودة على المستوى القاري. الاستاذ المحامي مجدي شمس الدين سكرتير عام اتحاد الكرة السوداني اكتسح منافسيه من دول منطقة شرق ووسط القارة في مقعد المكتب التنفيذي للكاف لمدة اربعة اعوام ليكسب السودان عضوية المكتب التنفيذي للكاف والتي فقدها بخسارة د. كمال شداد للمقعد نفسه بعد عامين من انتخابه .. واليوم يحتل الاستاذ مجدي رئاسة لجنة كرة القدم الخماسية والشاطئية. ثلاثة مدربين جدد من السودان ينالون درجة المحاضر بالكاف اضافة للمحاضر الذي سبقهم المدرب القومي الكبير امين زكي وهم محمد عبد الله احمد «مازدا» رئيس لجنة التدريب المركزية ، احمد بابكر الفكي سكرتير اللجنة والمدير الفني للاتحاد ، معتصم محمد عثمان «فوزي التعايشة» المدير الفني للنادي الاهلي الاماراتي والذي حقق انجازات طيبة مع ناديه وعكس الوجه المشرق للمدرب الوطني السوداني. مشاركة اربعة اندية سودانية لأول مرة في بطولات الكاف للاندية هما الهلال والمريخ في الابطال والامل عطبرة ونيل الحصاحيصا في الكونفدرالية. حقق نادي النسور الخرطومي انجازاً كبيراً ونادراً عندما كافح وناضل بقوة وارادة حديدية صاعداً من الدرجة الثالثة للثانية للأولي لبطولة الدوري المحلي والتأهل للدوري الممتاز والبقاء فيه .. وهو انجاز يحسب لكل القياديين والاداريين والفنيين واللاعبين القابضين على الجمر. تأهل نادي الرابطة كوستي لاول مرة للدوري الممتاز كأول سابقة من نوعه لمدينة كوستى العريقة احد الاتحادات المؤسسة للاتحاد السوداني لكرة القدم. تأهل صقور الجديان للمرة الثانية لنهائيات كأس الأمم الافريقية رقم (28) بكل من الغابون وغينيا الاستوائية في الفترة من 21 يناير الى 12 فبراير من العام الجديد 2012م بعد فوزه على سيوزيلاند 3/صفر و2/1 في ام درمان ومبابان وعلى الكنغو برازفيل في برازفيل 1/صفر وقبلها في ام درمان 2/صفر والتعادل امام غانا في كوماسي سلبياً والخسارة صفر/2 في ام درمان. المشاركات الأخيرة في العام 2011 قبل حلول العام الجديد 2012م كانت المشاركة في بطولة LG الدولية بالمغرب وبطولة سيكافا بتنزانيا للمنتخب الوطني الاول حيث لعب في المغرب امام الكاميرون وخسر 1/3 وامام يوغندا وتعادل سلبياً ورجحت كفة يوغندا بركلات الترجيح .. في سيكافا لعب امام اثيوبيا وتعادل 1/1 وامام ملاوي وتعادل سلبياً وسجل الفوز علي كينيا 1/صفر وعلى بورندي 2/صفر وخسر امام رواندا في الدور قبل النهائي 1/2 وفاز بالمركز الثالث والميداليات البرونزيه بالفوز على تنزانيا 1/صفر. المنتخب الاولمبي شارك في بطولة كرة القدم في دورة كل الألعاب العربية بالدوحة ولعب امام ليبيا وفاز 1/صفر والتعادل السلبي امام الاردن وخسر امام فلسطين صفر/2 وخرج من الدور الاول. تحليل فني لمنتخبات مجموعة السودان في الدور الاول من نهائيات امم افريقيا 2012م كما هو معلن ومعروف يلعب منتخب السودان الاول صقور الجديان في نهائيات كأس امم افريقيا رقم 28 بمدينة مالايو عاصمة غينيا الاستوائية الدولة الثانية المنظمة للنهائيات مع الغابون خلال شهري يناير وفبراير في العام الجديد 2012م باذن الله في مجموعة تضم الى جانب السودان كوت ديڤوار ، بوركينافاسو ، انقولا. الملاحظات الفنية العامة مجموعة السودان تضم ثلاثة مدارس واساليب مختلفة من الكرة الافريقية حيث تمثل كوت ديڤوار وبوركينافاسو مدرسة واسلوب كرة غرب القارة المميزة والتي تتسيد دائماً مع شمال القارة البطولات القارية وبطاقات نهائيات كاس العالم واولمبياد كرة القدم وهما من الدول السوداء/السمراء التي تضم تشكيلتهما لاعبين يلعبون في اوربا ويمثلون دولهم في افريقيا وهما المرشحتان لقطع بطاقتي التأهل من المجموعة بدون مجاملة مع اننا نتمناها لبلدنا الحبيب ولكن!! كما ان تجهيزهم الفني افضل من السودان وانقولا .. وهناك نقطة فنية تحسب لكوت ديڤوار وانقولا تفوقهم في عنصر السرعة في كل شئ .. سرعة الانتقال ، سرعة الحركة ، سرعة الاستجابة ورد الفعل والأهم سرعة الاداء «ريتم اللعب» بعد ان اصبحت هذه الميزة اي السرعة السلاح الفعال والحاسم في كرة القدم الحديثة .. كما ان خبرة لاعبي كوت ديفوار ، بوركينافاسو اكبر من خبرة لاعبي السودان وانقولا ودوافعهم ورغبتهم في المضي قدماً اعلى كعباً من منافسيهم. انقولا .. تنتمي لمدرسة واسلوب اتحاد كوسافا «الجنوب الافريقي» حيث تعتبر انقولا احد ابطال المنطقة وكانت قد احدثت مفاجأة سارة لمنطقة كوسافا عندما تأهلت لنهائيات كاس العالم 2006 بالمانيا وجاءت وفشلت في الفوز ببطولة الأمم الافريقية 2010م بارضها هذا التذبذب في الاداء والنتائج والتطلعات هي مشكلة الكرة الانقولية والتي يعرفها لاعبو السودان تماما رغم تفوق انقولا على الكرة السودانية علي مستوى المنتخبات الوطنية والسودان على مستوي الاندية. الملاحظة الفنية الثانية هي ان كوت ديڤوار ، بوركينافاسو تلعبان بمشتقات طرق لعب مختلفة قوامها وهيكلها الاساسي 4/4/2 و3/5/2 و3/6/1 مع مزيج من تكتيك وخطط اللعب الفرعية والعامة. بينما ما تزال انقولا تبحث عن نفسها وهويتها مثل السودان تماماً بالتركيز على تنظيمين فنيين هما 3/5/2 و4/4/2 واحيانا مشتقات هاتين الطريقتين وهي 4/3/2/1 .. نواصل.