انجاز كبير واداء مشرف لابطال زامبيا لم يعد هناك صغار في القارة والروح والطموح الاقوى مبروك علي زامبيا كاس افريقيا لكرة القدم ومبروك اول انجاز قاري وهو انجاز ليس سهلا وفي تقديري ان المكسب الحقيقي ليس كاس افريقيا وانما الدرس الذي ضربته الرصاصات النحاسية انه لم يعد هناك صغار مع الكبار وان الرغبة الجامحة والروح والطموح اكبر من النجومية وايضا الدرس الذي ضربه شباب زامبيا لافيال ساحل العاج المدجج بالنجوم العالميين انه بالجهد الخرافي والثقة الهائلة والايمان بلا حدود في انفسهم وتعاون جميل وحب اجمل لبعضهم البعض ولمدربهم وحب اكبر واكبر لوطنهم انهم ياخذون مايريدون اخذه وتعلمه فهنيئا لشباب زامبيا اسياد افريقيا الذين اثبتوا جدارتهم في التفوق وايضا التكريم واصرار وارادة وتفوق اوصلهم الي انتصار جميل كانت زامبيا في حاجة حقيقية له درسا جديد لافريقيا المنتخب الزامبي سار نحو اللقب ومن اول مباراة امام السنغال في افتتاح مجموعته الاولي بخطي واثقة والتي ضمت الي جانبهما ليبيا وغينيا الاستوائية فلم يهتز الزامبي ولم يخسر وان تعادل ايجابيا في مباراة واحدة في الدور الاول امام ليبيا 2/2 وكانت عروض الزامبي مصحوبة بالاداء الجيد ليتاهل لربع النهائي ليواجه منتخبنا ويتغلب عليه بثلاثية وفي نصف النهائي لم يعط النجوم السوداء الغاني اية فرصة ومنحه درسا جديدا وهزمه بهدف نظيف وفي نهائي البطولة قدم الزامبي درسا جديدا ايضا في فنون الكرة امام افيال ومحترفي ساحل العاج العالميين في مباراة استمرت لاربعة اشواط لتنتهي نهاية طبيعية ومنطقية وحقق الزامبي الفوز بركلات الحظ الترجيحية. مشوار صعب لزامبيا ومشوار الرصاصات النحاسية لم يكن مفروشا بالورود وكان بحق صعبا ومستحيلا علي كثيرين ليس من بينهم المنتخب الزامبي الذي تمرد علي الواقع ورفض لاعبوه الشباب الاعتراف بوجود مستحيل وراح كل منهم يقدم افضل مالديه من اجل رفعة اسم زامبيا فكان الفوز بالبطولة نتاجا طبيعيا لطموح مشروع عمل واجتهاد شديدين. الحزن والفرحة في الجابون لم يكن طريق زامبيا الي الكاس سهلا وكان مشواره طويلا ومع ذلك حققت الرصاصات النحاسية الفوز والانتصارات في خمس مباريات ورسموا الفرحة علي شفاه ملايين الزامبيين بعد الوصول الي منصة التتويج وما اروعها لحظة تلك التي تم فيها تكريم ابطال زامبيا بملعب الصداقة الشعبية الجابونية التي شهدت اراضيها في بداية التسعينات الحادث الماساوي لسقوط الطائرة التي كانت تقل بعثة المنتخب الزامبي الذي كان يضم افذاذ نجوم الكرة الزامبية في ذلك الزمن. عصر جديد لزامبيا اتمني ان يكون هذا الانتصار بداية لسلسلة من الانتصارات للكرة الزامبية لانها تملك المقومات. الاشادة للفرنسي لايمكن الحديث عن الانجاز الزامبي الكبير الذي تحقق دون الاشادة بالمدرب الفرنسي الشاب الطموح الذي كان وراء هذا الاعجاز فقد تعامل مع المباريات بذكاء مدرب يعرف مايريد فعله فكان الاصرار والعزيمة هما السلاح الذي تحلي به فريقه. لماذا حقق الزامبي الانجاز؟ لاول مرة في تاريخ الكرة الزامبية يحصل منتخبها على اللقب القاري ولاول مرة في تاريخ زامبيا يتفوق منتخبها علي نفسه وتلغي شعار التمثيل المشرف والتواجد في النهائيات من اجل المشاركة فقط هذا مافعله منتخب زامبيا في كاس الامم الافريقية بغينيا الاستوائية والجابون وكان لاعبوه وجهازهم الفني عند حسن ظن جماهيرهم وقدموا صورة جميلة للكرة الزامبية بادائهم الرائع واعلنوا انهم الامل الحقيقي او بمعني ادق الرهان الزامبي في البطولات المقبلة ويبقي السؤال الذي يبحث عن اجابة لماذا تالق هذا المنتخب وحقق هذا الانجاز وكيف وماهي المقومات التي توافرت له حتي يصل الي ما وصل اليه ويشرف الكرة الزامبية بكل ما تحمله الكلمة من معني في هذا الحدث القاري حضر المنتخب الزامبي الي غينيا الاستوائية والجابون ولدي كل لاعب من الفريق الروح القتالية والطموح واعداد جيد وتقارب اعمار اللاعبين والذين جلهم من الشباب منحهم قوة اضافية واستطاع مدربهم الفرنسي رينارد توليفه وعبر بهم الي ذلك الانجاز الرائع ولهذا المدرب جزء كبير من الانجاز الذي تحقق فقد اعتمد علي هيكل اساسي يلعب منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد شاركوا في العديد من المباريات الودية واحتكوا في بطولات ودورات قارية مما جعلهم لايرهبون المنافسين او يخافونهم وان كانوا يلعبون بمحترفين عالميين. علاقة المدرب واللاعبين: اعتقد ان العلاقة الجيدة التي تربط بين الجهاز الفني واللاعبين كانت سببا في انتصاراته وقد لفت نظري حقيقة في مباراة زامبيا مع ساحل العاج مشهد وموقف رائع من مدرب زامبيا حين قام بعد المباراة باحتضان مدافعه الذي اصيب في الشوط الاول ولم يكمل المباراة وظل يبكي بحرقة شديدة لعدم تمكنه من اكمال المباراة حتي نهايتها بل قام المدرب رينارد بحمل لاعبه ليؤكد مشاركته في هذا الانجاز وهذا وحده يظهر ان هناك حالة حب كبيرة بين المدرب ولاعبيه وهو امر جعل النجاح يحالفهم. لم يعد هناك صغار في القارة لم تعد هناك منتخبات صغيرة في القارة السمراء وبمعني ادق واكثر تحديدا لم تعد هناك المنتخبات التي يطلق عليها منتخبات الصيد السهل او التمثيل المشرف هناك كرة مختلفة تقدم من منتخبات تملك الطموح والروح وهما سبب فوز المنتخب الزامبي باللقب القاري. رينارد والتعامل النفسي مع لاعبيه وضح من خلال اداء المنتخب الزامبي ونتائجه المبهرة ان الجهاز الفني بقيادة الفرنسي رينارد يملك مفاتيح التعامل مع اللاعبين نفسيا وفنيا وهذا ظهر واضحا خلال المباراة النهائية التي ادارها امام ساحل العاج بنوع من الدراية باهداف المباراة وحاول الاستفادة من جميع العناصر التي اختارها للمنتخب وخلق نوعا من التجانس بين اللاعبين وتبقي المحافظة علي الروح والانتماء التي يتمتع بها المنتخب الزامبي الان خاصة انه بات يملك منتخبا يعتبر الاقوي في القارة السمراء بفضل كرته الجماعية الجيدة وكل افراده يملكون الروح العالية التي ادوا بها جميع مبارياتهم واكدوا ان لديهم روح الانتماء لمنتخب بلادهم لذلك ادوا المباراة النهائية امام افيال ساحل العاج بنفس الشكل الذي شوهدوا عليه في كل مبارياتهم في مشوار البطولة