النتائج الأخيرة لمباريات القمة في فعاليات الممتاز توضح بما لا يدعو مجالاً للشك بان الكرة السودانية تعيش في ازمة حقيقية فهنالك تذبذب في مستويات الاندية وبالتالي تذبذب في مستويات اللاعبين وقد سبق ان قلنا بان الاندية تستأسد على القمة فقط وهاهي الاحداث تؤكد صدق توقعاتنا فالأمل العطبراوي الذي هزم المريخ بهدف في الاسبوع الاول عاد وانهزم بثلاثة امام الموردة التي وضعت اول ثلاث نقاط في رصيدها بعد خسارتها من هلال كادقلي والمريخ ونيل الحصاحيصا والسؤال المطروح ايضاً هل ايضاً اجتاحت ظاهرة الغرور نجوم الأمل الذين هزموا المريخ واعتقدوا ان مباراتهم مع الموردة مضمونة في الجيب ولم يحترموا الموردة؟ وهل تذبذب مستوى اللاعب السوداني من مباراة لأخرى سيظل ماركة مسجلة في كافة الاندية بما فيها القمة .. حقيقة انه دوري محير فالمتفائلون بعد النتائج الاولى في المنافسة وحمى البدايات اعتقدوا بان المنافسة هذا الموسم سوف تكون شرسة وان الاندية اعدت نفسها جيداً وستقف نداً للهلال والمريخ ولكن الايام اثبتت عدم صحة هذه المقولة فهذه الاندية لن تستطيع المنافسة على الزعامة والوصافة مهما اعدت من قوة ومن اعداد لان الفارق سيظل شاسعا بين القمة والاندية الاخرى فهنالك امكانيات بشرية ومادية وفنية للقمة لا تتوفر في هذه الاندية كما ذكرنا سابقا فان طموح لاعبي الاندية هو الانتقال للهلال والمريخ ويتبعهم في ذلك المدربون فاي مدرب في هذه الاندية لو تم اختياره مساعداً في الجهاز الفني لناديي القمة لهرول وترك فريقه في نصف المسافة ولا يبالي كيف لا فالمدرب الذي ينتقل للقمة سوف يحظى بالهالة الاعلامية الكبيرة والمرتب المتميز وحتى لو كان الراتب اقل مما يتقاضاه كمدرب في الاندية الاخرى فانه سوف يضحي بهذه الجزئية لان القمة هي السفر وهي الترحال وهي الشهرة والاضواء فلذلك تجد ان مدربي الاندية عندما يواجهون القمة فانهم يخرجون آخر افكارهم التدريبية ويساهرون الليالي ويصنعون الخطط المضادة للظهور كما ان بعضهم يكثر من التصريحات النارية ويؤكد بان فريقه سوف يهزم الهلال او المريخ وهذه طبعاً ذوبعة في فنجان وهو مقتنع بذلك .. اذا لم تتوافر الامكانيات المادية والفنية لهذه الاندية فانها لن تلحق بالقمة مهما فعلت ولكن في آخر النفق نجد ضوءا يسير بقوة نحو القمة وهو الاهلي شندي هذا الفريق الصاعد بسرعة الصاروخ ونتساءل لماذا ظهر هذا الفريق بالمستوى الممتاز وجاء ترتيبه الرابع في الموسم الممتاز وحطم قاعدة الصاعد هابط ونقول انها الامكانيات الهائلة التي وفرها الارباب صلاح ادريس الداعم الرئيسي للارسنال فقد تم استجلاب مدرب تونسي على مستوى عال من الكفاءة وهو الكوكي وتم تدعيم الفريق بمحترفين ممتازين وعلى رأسهم المدافع مالك كما ضم الفريق مؤخرا معظم مشاطيب الهلال والفريق يعيش في حالة استقرار فليست هنالك متأخرات رواتب او حوافز للاعبين ولذلك نرى الابداع ونرى الألق والتألق .. هذا هو دورينا الممتاز بلا رتوش فهو دوري تقوده الامكانيات المادية التي بموجبها تتوافر الامكانيات الفنية وهذا هو بيت القصيد فكرة القدم اصبحت استثمار وصناعة ورأس مال وبدون هذه المعطيات لا يمكن ان تتوافر الفرص للاندية التي تحاول بالكاد ايجاد حق التمارين ناهيك عن حوافز اللاعبين ومرتبات الاجهزة الفنية وغيرها من المنصرفات الباهظة نقول للاندية ان القمة انطلقت ولن تتوقف وسوف يتكرر مسلسل المواسم السابقة في الزعامة والوصافة.. آخر الاشتات تعجبني رائعة الراحل الفنان زنقار التي يقول مطلعها: من بف نفسك يا القطار ورزيم صدرك قلبي طار وينو الحبيب ايه سبب لي الكدر غير عجلاتك يا القطر جوفك ياكل اللهيب وانا جوفي بياكلوا اللهيب