لاشك ان قضية المدافع الهلالي سيف مساوي اخذت الكثير من حظها في التناول على مدى الايام الماضية لتصبح مادة دسمة للاعلام الرياضي الا انها شكلت صدمة كبيرة للشارع الرياضي في ظل التخوف الكبير من صدور قرار سحب نقاط الفوز على زامبيا , وقبل ان نتحدث عن تقصير الجهاز الاداري للمنتخب الذي كان عليه ارسال استفسار قبل المباراة للاتحاد الدولي بواسطة الكاف , لابد ان ننتقد سياسة الاتحاد الافريقي ولوائحه التي اضرت كثيرا بمنتخبات القارة . فالفصل بين العقوبات بين بطولة كاس افريقيا للامم وتصفيات كاس العالم ليس بالامر الصعب وقد سبق وان قام بهذه الخطوة الاتحاد الاسيوي الذي لايخلط بين عقوبات كاس اسيا وتصفيات كاس العالم , حيث وضع الاتحاد الاسيوي في عهد رئيسه السابق محمد بن همام عدة تشريعات تؤكد مدى الاحترافية التي يعمل بها والتي ساهمت في حماية منتخباته .
وقد ذكرت من عدة ايام حادثة مهاجم قطر سبستيان سوريا الذي اوقف في اخر مباراة لقطر امام الامارات في كاس اسيا عام 2007 وعاد ليشارك في اول مباراة للمنتخب القطري بتصفيات كاس العالم 2010 امام سيرلانكا .
حالة المهاجم القطري تتطابق تماما مع ماحدث مع مساوي ولكن الفرق ان الاتحاد الاسيوي يفصل بين العقوبات التي تخص مسابقته عن عقوبات الاتحاد الدولي , بينما الاتحاد الافريقي يترك الحابل على النابل ويتسبب في ضرر بالغ لمنتخباته بسبب هذا التخبط .
ونحن هنا لانعفي الجهاز الاداري لمنتخبنا بقيادة اسامة عطا المنان الذي يتحمل المسؤولية كاملة في هذا الخطأ وكان عليه ارسال استفسار قبل المباراة باسبوع او خمسة ايام الى الاتحاد الدولي ( فيفا ) بواسطة الكاف , وكان سياتيه الرد حتما في ظرف 24 ساعة اذا كان اللاعب يحق له المشاركة ام لا ..
اعتقد ان قضية مساوي كانت بمثابة الدرس القاسي للاتحاد السوداني والذي اعترف رئيسه معتصم جعفر اخيرا بالخطأ الذي حدث وهذا شئ جيد نتمنى ان يكون بداية لعمل احترافي في ادارة شؤون المنتخب الاول الذي يخوض تصفيات كاس العالم ويستعد لخوض مباراتين مؤهلتين لنهائيات كاس افريقيا القادمة 2013 في شهر سبتمبر المقبل ..
بشة في الوحدة
بعد اقل من شهر ربما سيلتحق نجم الهلال محمد بشير بشة بناديه الجديد الوحدة السعودي والذي سيلعب معه الموسم القادم في دوري زين السعودي , وسيكون بشة امتدادا لعدد من لاعبي الهلال الذين احترفوا من قبل في السعودية امثال علي قاقارين ومصطفى النقر ومصطفى كومي وعاكف عطا حيث تعتبر تجربة الاخير هي الافضل , فالمدافع الهلالي الاسمر الذي لعب ايضا للوحدة كان مثالا للمحترف الذي قدم الاضافة لفريق الوحدة , ولا انسى هدفيه في مرمى الاتحاد باحدى مباريات الدوري السعودي والتي وضعت عاكف ضمن افضل المدافعين الذين سجلوا في مرمى النمور .
ولكن لابد من الاشارة الى ان فشل تجربة عاكف الاحترافية في نادي الوكرة القطري كانت سبب نجاحه الباهر مع الوحدة السعودي لان التجربة في قطر كانت بمثابة الدرس القاسي لعاكف الذي استفاد منه تماما .
واذكر ان رئيس نادي الوكرة الشيخ خليفة بن حسن حدثني عن تجربة عاكف حيث اكد ان اللاعب كان حديث العهد بالاحتراف وسقط في المحظور فكثيرا ما وجده يعود الى مقر سكنه في ساعات متأخره من الليل وهو ما اثر على مستواه بشكل واضح ..
اتمنى ان يستفيد بشة من التجارب الاحترافية الفاشلة لعدد من اللاعبين السابقين امثال هيثم طمبل وانس النور وريتشارد , فهذه التجارب كانت سيئة بكل المقاييس وكشفت عن ابتعاد اللاعب السوداني عن متطلبات الاحتراف وتأثره بعقلية الهواية .
فبشة مطالب بعمل وجهد ليثبت قدرته مع ناديه الجديد وسيكون عليه ان يحفظ متطلبات الاحتراف ويعمل على تطبيقها تماما اذا اراد ان تكتب لتجربته النجاح , ليفتح الباب امام عدد اخر من اللاعبين للانتقال الى الدوري السعودي الافضل فنيا بكل المقاييس عن دورينا ..