لاشكّ أن دييغو غارزيتو من الأسماء التدريبية الكبيرة التي عرفتها الكرة السودانية في عقدها الأخير، والرجل صاحب سجل تدريبي حافل بالبطولات ويكفيه نجاحه في كتابة اسمه ضمن المدربين الحائزين على دوري أبطال إفريقيا رفقة مازيمبي الكونغولي، وعندما برز اسم المدرب ضمن خيارات مجلس الإدارة عقب رحيل الصربي ميشو شكك الكثيرون في قدرة المجلس على التعاقد معه باعتباره من الأسماء الكبيرة التي يحتاج التعاقد معها إلى مبلغ مالي ضخم ربما لاتتوافر عليه ميزانية الهلال، لكن الذي حدث هو أن التعاقد تمّ وبات غارزيتو مدرباً للهلال، وإذا عدنا إلى حصيلة الموسم الذي قدّمه المدرب مقروناً بالظروف الصعبة التي عمل فيها فيمكننا القول أنّه حقق نجاحاً نسبياً. خاض غارزيتو خلال الموسم الماضي أربع بطولات مع الفريق هي دوري أبطال إفريقيا، وكأس الاتحاد الإفريقي وبطولة الدوري الممتاز وكأس السودان، في الأولى ودّع الفريق بركلات الحظ الترجيحية أمام أولمبي الشلف الجزائري بعد جولتين كان سوء الطالع أبرز ماوسمهما، ومن ثمّ كان التحول لكأس الاتحاد الإفريقي وفيه أبلى الفريق بلاءً حسناً لكن مصيره لم يكن أفضل من موسم ألفين وعشرة عندما عاد الفريق أدراجه من الدور نصف النهائي وبذات الطريقة التي ودّع بها الفريق دوري الأبطال حينما عبس له الحظ ورفضت ركلات الترجيح الوقوف إلى جانب لاعبيه، ومع أن الوصول إلى هذه المرحلة يعد نجاحاً يستحق التحية إلاّ أنّه كان تكراراً لانجاز سابق وإن كانت مسيرة الفريق قد تميزت بالنتائج الجيدة حيث لم يخسر الفريق ميدانياً إلاّ أمام المريخ في مباراة (ركلتي) الجزاء الشهيرة. * محلياً أعاد غارزيتو الممتاز لخزائن النادي ونجح في تحقيق ذلك بدون هزيمة، ومثلما عبست له ركلات الحظ في بطولة الأبطال وكأس الاتحاد عاندته في كأس السودان الذي ذهب للمريخ، وإن كانت هذه هي حصيلة المدرب فمن المؤكّد أن البيئة التي عمل فيها الرجل كانت صعبة حيث تفجّرت ازمة بينه وبين هيثم مصطفى كابتن الهلال السابق وكان لجماهيرية اللاعب وقت ذاك أثرها في خلق أجواء عدائية جعلت الجماهير تحصي على المدرب أنفاسه وتنتظر منه أي خطأ، وقد غذى المدرب حالة الاحتقان هذه بارائه التي ظلّت تظهر من خلال وسائل الإعلام من وقت لآخر .* وعلي أي حال فإنّ المدرب الذي نفّذ له مجلس إدارة نادي الهلال كل شروطه فاستغنى عن اللاعبين الذين لا يريدهم وسجّل له كل الأسماء التي رشحها باستثناء سامي عبد الله ونصر الدين الشغيل، وإضافة إلى ذلك تعاقد معه المجلس بمبلغ ربما كان غير مسبوق في تاريخ تعاقدات الأندية السودانية، هذا المدرب لن يكون لديه أي عذر إذا لم يقد الفريق إلى تحقيق انجاز خارجي لفريق اُتخم وجماهيره بالبطولات المحلية وباتت لاتعني له أي شيء.