طالت مدربي القمة السودانية مريخها وهلالها انتقادات واسعة في أعقاب خروج الناديين الكبيرين ووداعهما لبطولة دوري أبطال افريقيا على يد مازيمبي الكنغولي وأولمبي الشلفالجزائري, وحملتهما الجماهير مسؤولية غياب الفريقين عن دور المجموعات والتواجد ضمن كبار القارة الافريقية, وهي المرة الأولى التي يغيب فيها الأزرق عن هذا الدور بعد أن كان دائم الظهور بين الثمانية الكبار. فيما عنفت الجماهير الحمراء مدرب فريقها هيرون ريكاردو وحملتة مسؤولية الخروج على يد مازيمبي بسبب أخطاء التشكيل وعدم فاعلية تغييراتة . ويدور الآن الكثير من اللغط والجدل حول الجدوى الفنية لاستمرارية المدربين على رأس القيادة الفنية للهلال والمريخ, غارزيتو وريكاردو بدآ المشوار معا ويقضيان موسمهما الأول مع الكبيرين، ويطمح كل منهما في تحقيق أحلام وأمنيات القاعدة العريضة لفريقه بتتويجها بألقاب قارية تعيد الأندية السودانية للواجهه وذكريات الزمن الجميل. بدايات غارزيتو منذ مقدمه إلى السودان أعلن غارزيتو ألا اعتماد على الأسماء أو النجوم من دون عطاء. وقال في حديث جمعه بلاعبي الأزرق انه ينتهج أسلوبا يتيح الفرصة للمجاهدين والراغبين في تقديم الاضافة الفنية لفريقه، ما فتح الباب أمام مجموعة من الأسماء والنجوم الجدد بعد أن أسهم في تغيير جلد الفريق الأزرق باتاحته فرصة المشاركة واللعب للعديد من النجوم الشباب، حيث برز نجم الحارس جمعة جينارو، وتألق في عهده عبد اللطيف بوي حتى نافس النيجيري فلنتاين، وأضحى بشه كرتا رابحا يشركه في العديد من الخانات آخرها مشاركته كطرف أيمن، كما أتاح الفرصة للمدافعين صالح الأمين وجمعة ومعهما نزار حامد في خط الوسط, ووصف الفنيون إصرار الفرنسي على إتاحة الفرصة لأسماء عديدة دون احتكارية المشاركة لنجوم بعينها بالجرأة على نحو ما ذهب إليه علي قاقرين نجم الهلال السابق الذي قال: الطريقة التي يتعامل بها غارزيتو مع الفريق وسياسة إتاحة الفرص جيدة وستفيد الهلال وتحسب للمدرب واعتقد أنه شجاع ومغامر ولا يخاف. المشوار المحلي استهل الفرنسي غارزيتو مشواره بسلسلة من الانتصارات في البطولة المحلية (الدوري الممتاز) لكرة القدم جعلته متصدراً لروليت المنافسة بفارق أربع نقاط عن اقرب منافسية, كما أفلح الفرنسي ذي الأصول الايطالية في قيادة الهلال للانتصار على نده التقليدي المريخ، والابتعاد في سباق المنافسة على اللقب الذي يسعى الأزرق لاستعادتة تحت امرة غارزيتو, ولم تتجرع الكتيبة الزرقاء أي خسارة في عهده ولازال دفاعه الأقوى والأفضل بين أندية الممتاز على الرغم من عدم استقراره على عناصر بعينها، حيث ظل كثير التغيير في الخط الخلفي تارة بداعي الايقاف وأخرى بسبب الاصابات التي لاحقت لاعبيه، حيث شارك جميعهم بدءاً من سيف مساوي مرورا بديمبا باري, جمعة علي, صالح الأمين, بوي, خليفة أحمد. المشوار الافريقي عزز غارزيتو ثقة جماهير الهلال في امكاناتة بعيد قيادته للهلال وتأهله لدور الستة عشر والانتصار خارج الديار بثلاثية على نادي الدبلوماسيين من افريقيا الوسطى وبخماسية على ملعبه بام درمان, إلا أن مشواره في البطولة الأغلى، والتي يعتز الأهلة بتألق فريقهم من خلالها، لم يكن على نحو ما ترجوه بعد أن ودع الأزرق منافسته المحببة بالتعثر أمام الهلال بالتعادل أمام أولمبي الشلفالجزائري متعادلا معه بأم درمان وفي الجزائر لتعلن ركلات الترجح وداع الهلال للبطولة, ما عده الكثيرون فشلا للفرنسي، خاصة وأن بعض المدربين والجمهور حملوه مسؤولية ذلك بتغييراته الخاطئة في لقائي الذهاب والإياب؛ ما أدى لخروج الفريق بعد أن كان قريبا من خطف بطاقة الترشح لدور الثمانية (المجموعات), ليتحول الهلال إلى البطولة الكونفيدرالية التي سيواجه من خلالها سيركل باماكو المالي في يونيو المقبل. وعن مسيرة غارزيتو مع الهلال قال فوزي التعايشة لاعب الأزرق السابق: على الهلال أن يعيد ترتيب أوراقه بالشكل الذي يعينه ويمكنه من تقديم المردود المنتظر منه في كأس الاتحاد بعد أن باتت فرصتة الأخيرة ولاسيما أن آمال وتطلعات الجماهير العريضة لا تتوقف عند حدود تخطي باماكو المالي بل إلى الوصول للقب البطولة, وأضاف التعايشة الذي كان يتحدث لقناة الشروق أن غارزيتو مطالب بمعالجة سلبيات الأداء الهلالي قبل فوات الأوان وانطلاق مباريات دور الستة عشر مكرر. ومضى في حديثه: لمسات غارزيتو واضحة على الفرقة الهلالية إلا أن ثمة مشكلات يعانيها الفريق وقطعا سيكون الفرنسي أكثر إلماما وإحاطة بها. صراعات مع النجوم اصطدم الفرنسي غارزيتو بنجوم كبار في الهلال وكانت أولاها احتداده مع كابتن الفرقة الزرقاء هيثم مصطفى عندما وجهه بالتزام حدوده، وعدم تجاوز دوره كقائد للفريق دون التدخل في شؤونه الفنية, وبعد ذلك تطور الأمر إلى تصريحات في الصحف يبين من خلالها أن القائد لم يشارك في التدريبات بمايجعله قادرا على خوض المباريات، وأن الهتافات الجماهيرية والمطالبات بإشراكه لا تعني شيئاً في ظل عدم اقتناعه بتقديم اللاعب للمردود المنتظر, أعقب ذلك إبعاده لبكري عبد القادر الشهير ب(المدينة) من تشكيلة إحدى المباريات بعد أن طالب باللعب أساسياً، تلاها إبعاده لهداف الفريق برفضه تصريحات الزيمبابوي إدوارد سادومبا التي تحدث فيها عن إبعاد غارزيتو لهيثم إلى أن تم احتواء الخلاف قبيل مباراة الشلف, اعتبرت الصحافة صدامات الفرنسي مع نجوم الهلال سببا مباشرا في تذبذب نتائج الفريق، وارتفاع وانخفاض مردوده من مباراة لأخرى، وانقسم كتاب النادي ما بين مؤيد لسياسة المدرب ومعارض لإقصاء النجوم على اعتبار أن المتضرر الأول من ذلك هو الهلال، وهذا ما ذهب اليه المدرب صلاح أحمد آدم بقوله: لا اعتقد أن إبعاد اللاعبين أو حرمانهم من المشاركة في التدريبات أو المباريات يضرهم بقدر ما يضعف من قوة الفريق. وحث صلاح في حديثه لبرنامج عالم الرياضة التلفزيوني إدارات الأندية على إيجاد وسائل بديلة للعقاب حتى لا يدفع ثمنها الفريق. فرصة جديدة تعد البطولة الكونفيدرالية فرصة جديدة لغارزيتو لتحقيق أمل الجماهير الهلالية بإحراز فريقها للقب افريقي في أي من البطولات التي ينظمها الكاف بعد أن أخفق في العبور مع الأزرق لدور المجموعات التي اعتادت على ظهور الهلال في سمائها. ريكاردو بداية متعثرة أخفق هيرون ريكاردو في تحقيق الانتصار في أولى مبارياته مع المريخ عندما تجرع خسارة بمرارة الحنظل في ملعبه وبين جماهيره في استهلالية لقاءات المريخ في بطولة الدوري الممتاز, وعلى الرغم من ذلك حظى الأحمر بمساندة جماهيرية غير متوقعه في اللقاءات التي أعقبت الخسارة إلا أن الفريق ظل يحقق الانتصارات بشق الأنفس، ودون أن يقدم مردوداً يقنع جماهيره وانصاره, ليعود البرازيلي ويخسر من جديد أمام الهلال في أول ديربيات هذا الموسم بعد أن كان فريقه قريبا من الفوز، إلا أن هزيمته وسعت فارق النقاط بينه والهلال المتصدر إلى أربع نقاط، باتت تهدد احتفاظ المريخ بلقبه الذي حاز عليه الموسم الفائت، تحت قيادة المدرب المصري حسام البدري. ما يحسب لريكاردو مع الأحمر أنه أتاح فرصة اللعب لكل النجوم المقيدين في كشوفات الفريق في جميع خطوط اللعب بدءاً من حراسة المرمى وانتهاءً بخط المقدمة الهجومية التي تعد أقوى خطوط الفريق بفضل الامكانات العالية التي يتمتع بها الثلاثي ريمي مارسيل أديكو والنيجيري الأصل سوداني الجنسية كلتشي أوسونوا والزامبي جوناس ساكواها الهداف السابق للبطولة ومتصدر ترتيب الهدافين الآن بعشرة أهداف. إلا أن عدم الاستقرار على تشكيلة بعينها والتغيير المستمر في خطوط اللعب المختلفة أفقدت المريخ هويتة وأهم ميزاته وتسببت في اهتزاز شباكه على الدوام, وهذا ما ذهب إليه المدرب محمد موسى: المريخ ظل يعاني من التغيير المستمر في التشكيلة الأساسية لفريقه ما يعني غياب (عضم) الفريق الذي يمكن أن يمنحه شكلاً مستقراً ويحافظ على تيرمومتر أدائه , وتسبب ذلك في تراجع مردود الأحمر، كما أن ضعف أداء لاعبي المحور في مباريات عديدة بداعي الاصابات أو الايقافات أثر سلبا في الشكل الدفاعي للفريق، وبالتالي سهولة الوصول لشباكة، بالإضافة لعدم الزام المدرب للاعبين بتطيبق توجيهاته والتقيد بواجباتهم وظائفهم داخل الميدان. نجاح ثم إخفاق افريقي استهل المريخ مبارياته الافريقية في دوري الأبطال هذا الموسم بتعادل خارج الديار أمام بلاتينيوم الزيمبابوي بهدفين لكل، ثم تلاه بانتصار عريض بثلاثية أهلته لمواجهة مازيمبي الككنغولي الذي انتصر على الأحمر بثنائية في لوممباشي وتعادل بأم درمان منهيا أمل الجماهير المريخية بالاستمرار في دوري ابطال هذا العام, وعقب الخروج المريخي شنت الجماهير المريخية هجوما على البرازيلي ريكاردو محملة إياه مسؤولية وداع البطولة بسبب التشكيلة الخاطئة التي استهل بها المباراة وتبديلاته التي تأخرت كثيراً, ذات الرأي جاهر به المدرب الطاهر هواري لاعب المريخ السابق بقوله: لم يظهر المريخ بالمستوى المطلوب ولم يقدم لاعبوه المردود الذي يمكنهم من تجاوز مازيمبي ما يؤكد أن التحضير من قبل المدرب لم يكن بالشكل المطلوب، كما أن أخطاءه في التشكيل واضحة وتسببت في حرمان الفريق من مجهودات العديد من اللاعبين المؤثرين، مثل فيصل موسى صاحب القدرات الكبيرة. ومضى هواري في حديثه لقناة الشروق قائلاً: ريكاردو مطالب بتصحيح أوضاع فريقه قبيل خوض لقائي الكونفيدرالية (التي أوقعته في مواجهة ليوباردس الجنوب افريقي). وتعالت العديد من الأصوات مطالبة بإقالة البرازيلي في اعقاب فشله العبور بالمريخ لدور الستة عشر وتقديمه للاضافة المنتظره للفرقة الحمراء التي تفتقد للملامح والهوية الفنية. وسبق أن تعرض ريكارجدو لانتقادات عنيفه من قبل المدربين على نحو ما ذهب اليه محمد الطيب المدرب السابق للرابطة كوستي، بقوله: المريخ يحتاج لمدرب بطولات يقود الفرقة الحمراء لمنصات التتويج، وهي قادرة على ذلك بما تمتلكه من امكانات فنية وإدارية، لكن ريكاردو لم يفلح في قيادة الهلال لم قبل لهذه الغاية، فلماذا أتى به المريخ؟ الكونفدرالية أمل ريكاردو لم يعد أمام البرازيلي هيرون ريكاردو من فرصة لتأكيد جدارته بقيادة الفرقة الحمراء، إلا البطولة الكونفيدرالية التي يواجه فيها ليوباردس الجنوب افريقي، وهي ما يمكن أن يسهم في تراجع الأصوات المنادية بإقالته من قيادة الإدارة الفنية للأحمر. الفرنسي والبرازيلي والمساندة الإدارية يُحظى مدربا القمة البرازيلي ريكاردو والفرنسي غارزيتو بدعم ومساندة مباشرة من رئيسي الناديين جمال الوالي والأمين البرير، حيث صرح الرئيس الأحمر عقب الخروج من دوري الابطال على يد مازيمبي أن الإدارة المريخية تثق في قدرات ريكاردو وستمنحه الفرصة ليؤكد ذلك. وأشار إلى أن الاستقرار الفني هو الذي سيقود الفريق لمنصات التتويج على المستويين المحلي والأفريقي, بالمقابل غارزيتو مؤازرة غير مسبوقة من قبل الأمين البرير الذي أعلن اكثر من مرة ومن خلال منابر عديدة أن مجلسه يدعم غارزيتو إلى ما لا نهاية، خاصة وانه مدرب بطولات معروف يدرك ما يفعله يقوم بواجباته على النحو الأمثل وسيجد منا ما يعينه على تحقيق النجاح محليا وأفريقيا. تجارب وألقاب سابقة خاض البرازيلي هيرون ريكاردو عدة تجارب سابقة، حيث عمل في قطر بعيد انتهاء عقده مع الهلال السوداني الذي عمل فيه لثلاثة مواسم، قاده خلالها لبلوغ الدور نصف النهائي في دوري ابطال افريقيا وكأس العرب، بالاضافة للعديد من الألقاب المحلية مثل الدوري الممتاز وكأس السودان, انتقل بعدها إلى الاسماعيلي المصري، ومن بعده الاهلي القطري الذي لم يمضِ معه إلا أشهر معدودات أقيل بعدها ليعود الى البرازيل. أما غارزيتو فقد استهل مشواره في افريقيا مع الأندية مدرباً لمازيمبي الكنغولي، وحاز معه على الدوري الكنغولي ودوري ابطال افريقيا. وقاد الفريق في كأس العالم للأندية, ثم انتقل إلى الوداد البيضاوي المغربي إلا أنه ترك النادي بعد صراعات عديدة مع إدارة النادي، ومنها إلى السودان مدربا للأزرق.
