أمر النقل التلفزيوني لمباريات الدوري السوداني الممتاز أصبح محيرا جدا .. صار مثل ( غلوتية ) شائكة ومعقدة يبدأ الجدال حولها في مثل هذا الوقت من كل موسم ( كل سنة وانتو طيبين ).. !! ( غلوتية ) على شاكلة : منقول .. وما منقول .. قروشو كتيييرة وما بتندفع للحول .. دا شنو ..!!؟ في الموسم الماضي تم حل هذا اللغز بعد تدخل جهات عليا في الدولة أمرت بنقل مباريات الدوري بعد أن أريق الكثير من الحبر على صفحات الصحف .. وبحت الأصوات من الونسة والحديث عن نقل الدوري ..ومضي الثلث من الموسم .. !! وربما يحدث نفس هذا السيناريو هذا الموسم .. الأمر الذي يجعلنا نفكر ان هنالك من يعمل على إستخدام هذا (اللغز ) كورقة ضغط على الحكومة حتى يجد الدعم منها .. فيعمد على بث الشكوك و نشر هذا الجدال حتى ترتفع أصوات الناس تذمرًا .. ما يجعل الدولة تتدخل وهي التي من المفترض أن تكون مشغولة بأمور أكثر أهمية ..!! فاتت عليك دي يا أستاذ رمضان عندما كانت قوون تنقل الدوري الممتاز ..!!
عدم نقل الدوري الممتاز يضر بلا شك بقيمته في بورصة الدوريات العالمية ( هو أصلاً ما ناقص ) .. ويضر باللاعب السوداني .. الذي يصبح كمن يلعب خلف الكواليس وفي الظلام فلا يشاهده أحد .. ويضر بعدالة المنافسة فتسجيلات النقل التلفزيوني قد تحتاجها لجان التحكيم ربما للفصل في نزاعات وخلافات عديدة غالباً ما تحدث في منافسات كرة القدم ..!! كما يلغي أمر توثيقها للتاريخ عندما لا يصبح هناك أي نوع من ( الأرشيف ) لمباريات المنافسة الأهم في السودان .. !! في ضرر يا أخوانا أكتر من كدا ..؟؟
الغريب أننا قد فوجئنا مؤخرًا بأخبار عن اختيار الدوري الممتاز السوداني الأفضل على نطاق القارة الإفريقية .. !! لا نرغب في أن نشكك في القيمة الفنية لدورينا فنحن ( الجمل ) الوحيد في الدنيا الذي ( يعرف ) عوجة رقبته .. ولكن نتساءل فقط أين شاهدت الجهة التي وضعت هذا التصنيف مباريات الدوري السوداني حتى الأسبوع الثالث منه تقريباً؟ .. !! ثم كم من المباريات شاهدتها بعد ذلك من جملة تلك التي سمحت ظروف القناة الفنية والتقنية من نقلها تلفزيونياً؟
الإتحاد السوداني لكرة القدم صاحب بضاعة ( الدوري السوداني الممتاز ) التي هي أيضاً ( حق عام ) كان من المفترض أن يقوم بخطوة مهمة للغاية تسبق إتفاقه مع أي قناة ترغب في نقل الدوري .. وهو طرح الأمر في عطاء رسمي معلن يتنافس عليه المتنافسين من القنوات الوطنية والدولية.. على أن يتم الإختيار بناءً على عدة معايير وليس العرض المالي الأفضل فقط .. بل يجب أن يتأكد الإتحاد أن القناة التي سوف تؤول إليها حقوق نقل الدوري تمتلك الإمكانيات الفنية والتقنية من معدات وكاميرات وأستديوهات حديثة ومجهزة .. حتى يضمن الإتحاد بذلك أن بضاعته سوف تعرض بطريقة جيدة لا( تسيء ) لكرة القدم السودانية وللإتحاد نفسه .. ولكن للأسف لم يحدث هذا فذهبت حقوق البث بحسب ما رشح من أنباء لقناة غير مؤهلة فنياً ولا مادياً .. !! ليجد الإتحاد نفسه مشغولاً بمطاردة مستحقاته السابقة .. فالقناة الناقلة للموسم الماضي ( الله يعينها ) لم تجد من يعينها على سداد فاتورة تنفيذ القرار السيادي التي أصبحت ديناً واجب السداد ..!!!
الطريقة التي اتبعها الإتحاد العام الأن وهو يمنح قناة النيلين حقوق النقل وحصريته قبل أن تقدم هذه القناة الوليدة التي نرجو أن تجد إهتمام أكبر من المسئولين قبل ضمانات الوفاء بما عليها من مستحقات واجبة السداد .. ودون أن تطرح ما يقنع بأنها على إستعداد فني وتقني ومادي كامل لتولي عملية النقل التلفازي للدوري يشير إلى تعامل الإتحاد بنوع من الإهمال مع هذا الملف المهم جدًا فطرح بيع حقوق الدوري الممتاز السوداني بهذه الطريقة يشبه تماماً ما يحدث في (المزادات العلنية ) .. فهي من حق من يصرخ بأنه من سوف ( يدفع أكثر ) ولايهم إن كان مالك حقوق البث قناة تلفزيونية .. أو صاحب مغلق .. أو شركة مواصلات .. المهم أن يصرخ بأنه سوف يدفع الرقم الأكبر .. !! ولا يهم الإتحاد بعد ذلك كيف ومتى وأين سوف يتم نقل مباريات الدوري؟ بل المهم هو أن من هتف وقال: إنه الدافع الأكبر .. لم يدفع ياعيني لم يدفع ..!!
داخل الإطار :
يعلم الجميع أن المباريات التي تلقى متابعة كبيرة هي تلك التي يكون أحد طرفيها المريخ أو الهلال .. لذلك فإنني أقترح على قادة الإتحاد العام الذين نلفت عنايتهم لضرورة توظيف مختصين في التسويق الرياضي بطرح هذه المباريات في ( باقات تسويقية ) لكافة القنوات يهدف من خلالها الإتحاد العام لتغطية خسائر ( شباك التذاكر ) بالنسبة للناديين والحصول على قدر يسير من الأرباح .. مثلاً إذا قلنا أن الجمهور الذي سوف يحجم عن الذهاب لمباراة طرفها المريخ والأهلي شندي يقدر بثلاثة آلاف مشجع .. وكان ثمن التذكرة عشرة جنيهات فإن القناة مطالبة بدفع ثلاثون ألف جنيه تقسم على للناديين والإتحاد بنفس نسب تقسيم دخول المباريات .. على أن ينال الإتحاد نسبة من الإعلانات والرعايات التي تنجح القناة في توفيرها .. ويمكن أن ترتفع هذه القيمة في المراحل الحاسمة للدوري .. ويجب أن لا يغفل الإتحاد هنا الإهتمام بالمقدرة الفنية والتفنية لهذه القنوات !!
الظرف الإقتصادي المعقد الذي تمر به البلاد يستوجب أن يتعامل معه الإتحاد العام لكرة القدم ( بواقعية ) فلا يغالي في المطالبة بمليارات لنقل بطولته الأولى .. فيحرم الجمهور والمتابعين وإتحادات الإحصاء الدولية من متابعة ورصد الدوري السوداني .. على الإتحاد أن يخطط للحصول على أرباح من نقل الدوري مستقبلاً وليس حيناً .. فالحين الجيوب راحت في (ستين ) .. ويمكن أن يروح نقل الدوري في ( كم وستين ) ..!!