الهلال والمريخ خرجا من البطولة الأفريقية مبكراًِ ومنذ تلك اللحظة وحتى تاريخه لم نجد أي ردود أفعال لهذا الخروج من الأدوار الأولية وكل ما رأيناه كانت عبارة عن امتصاص لحماس الجماهير فكانت آراء الإداريين لا تتماشى مع الواقع المحبط للجماهير فكل ما وجدته الجماهير كان عبارة عن استقالات ثم عدول عنها وعودة مرة أخرى وصراع في قيام الجمعية العمومية وارهاصات الترشيحات وقائمة فلان وعلان والسؤال الذي يطرح نفسه على ماذا يتصارع إداريو الهلال والمريخ وسبق أن أكدوا بأن الإدارات طاردة والصرف تجاوز السقف ولا يتمكن أي إداري من مجاراة هذا الصرف، طيب لماذا بعد كل هذه السلبيات التي يطفح بها العمل الإداري لماذا تتصارعون حول مقاعد هذه المجالس؟ كتبنا وظللنا نكتب عن أزمة الكرة السودانية ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي، فالوسط الرياضي ملئ بالمتناقضات وعديم الفكر المؤسسي والمنهجي الصحيح .. تخلق للهزيمة عدة تبريرات منها التحكيم واللاعبون والشماعة الكبرى هم المدربون .. نكتب عن الهزيمة ولا يستطيع أي أحد أن يوضح لنا أسباب هذه الهزيمة نفس الأخطاء ونفس السيناريوهات استقالات ، تراجعات ، هزائم ، انتكاسات. إن الجروح الغائرة للكرة السودانية لن يتم تضميد جراحها مالم تكن هنالك مؤسسية ومنهجية وبحوث علمية، فإدارة الكرة بالفطرة والعشوائية والصرف البذخي لن يقود إلى التطور، بل يقود إلى الهاوية ورغم هذه الأخطاء المتكررة إلا أننا لم نتفاعل معها ولم تحرك في دواخلنا أي شئ جديد والحال ياهو نفس الحال. إن تجارب الأمم وخبراتها هي المرجعية وهي الوسادة التي يتكئ عليها الجميع فماذا يضير إدارتي الهلال والمريخ باستيعاب إداريين للتدريب داخل أروقة الأهلي المصري أو الزمالك أو الاتحاد جدة أو مازيمبي الكنغولي أو الترجي التونسي فكل نادي من هذه الأندية له أسلوبه وطريقته في إدارة الكرة، فمثلاً الأهلي القاهري لديه إدارة للتسويق وبها خبراء متخصصون في هذا المجال ولديه ملفات للاعبين تحدد أعمارهم وتدريباتهم وعدد المباريات التي خاضوها وانجازاتهم وغيرها.. فالترجي التونسي نادي صاحب تجربة مثالية في الاحتراف فلديه خبراء متخصصون في هذا المجال ولديه كشافين يعرفون جيداً كيفية استجلاب المحترفين من أدغال أفريقيا بأسعار أو بمبالغ ضئيلة جداً ولديهم مقدرة واضحة في تسويق هؤلاء وشهدنا الترجي التونسى يصول ويجول في أدغال أفريقيا بأفذاذ المحترفين.. ومازيمبي حالة أخرى من الحالات التي يمكن أن يقف عندها الجميع وكذلك اتحاد جدة وغيرها من الأندية وهذا على سبيل المثال لا الحصر.. أعتقد أن تسفير إداريين شباب لهذه الأندية ونقل تجاربها الثرة أفضل للهلال والمريخ من هذا الصرف غير المرشد وضحكت كثيراً في خبر قرأته أن حافز نجوم الأهلي القاهري عند فوزهم بكأس أفريقيا كان 200 دولار فقط للاعب الواحد وقارنوا بين هذا الإنجاز الكبير وضآلة الحافز قال 200 دولار تعتبر مصاريف جيب عند نجوم القمة. نعم يجب أن تتغير كل الأفكار القديمة في منهج الرياضة إذا أردنا حقيقة أن نسعى للتطور وبلوغ الأمجاد.