عبد الباقى الظافر.. في غمرة فرح الاهل والعشيرة بتقدم باراك اوباما للمنافسة للوصول للبيت الابيض اخرجت العمة زيتونة عدد من الدولارات وقذفت بها الى حساب الحملة الانتخابية لاابن اخيها..قبيل الانتخابات بايام قليلة نقب خصوم الرجل في ملفات السيدة اوباما ووجدوها تقيم بصورة غير شرعية على التراب الامريكي..قانون الانتخابات في ذلك البلد يحرم المخالفين لشروط الاقامة من التبرع للحملات الانتخابية..كانت تلك اصعب ازمة واعقد امتحان للقائد الجديد..متحدث بأسم الحملة اكد ان المرشح اوباما لا يعلم عن الوضع القانوني لعمته وان الحملة ردت التبرع للسيدة اوباما. في اخر انتخابات عامة اجريت قبل عامين تسرب شريط فيديو يظهر مواطنا في شرق السودان يحاول (خج) الصناديق الانتخابية ليحملها اصوات زور وبهتان..الجنة االعليا للانتخابات توعدت بالتحقيق في تلك الواقعة..حتى هذه اللحظة لا يعرف عامة الناس نتائج ذاك التحقيق السري..غير ان عدد كبير من المواطنيين يدركون ان ذاك (البطل) يعمل الان مسئولا رفيعا في برلمان البحر الاحمر. أمس حملت عدد من الصحف خبرا عن انتخابات تكميلية تشمل ستة دوائر انتخابية بولاية الخرطوم..نائب رئيس لجنة الانتخابات بالخرطوم عدد الدوائر وحدد الاسبوع القادم موعدا للمعركة الشرسة التي لم يسمع بها احد..من بين الدوائر الخالية الدائرة(16) بالثورة التي توفي الفائز فيها قبل اعلان النتائج..بمعنى ان المواطنيين في تلك المنطقة اصبحوا بدون تمثيل برلماني قرابة الثلاثة اعوام..ثلاث دوائر اخرى لها قصة طريفة..هذه الدوائر كان يشغلها جنوبيون وشغرت بعد الانفصال مباشرة..الغريبة ان الحكومة تذكرت صحف يستثمر فيها جنوبيون فطالها الايقاف القانوني بعد يوم واحد من الانفصال ونست ثلاث دوائر بات ممثليها من سكان دولة اخرى. يقفز سؤالا محرجا لماذا تأخر الاعلان عن هذه الدوائر وظلت شاغرة لاكثر من عامين..الاجابة المباشرة ان لا احد يشعر بأهمية وجود نواب لهذه الدوائر ..وربما وزارة المالية لم تدفع ميزانية لجنة الانتخابات لعدة اشهر..انتظرت اللجنة الموقرة توفر المال لابتدار الانتخابات..وجود ميزانية اللجنة العليا للانتخابات تحت ابط الحكومة يقدح في مصداقية واستقلالية الجهاز المنوط به ادارة الانتخابات بحيادية وشفافية. الملاحظة العامة ان الناس تتجاهل مثل هذه الانتخابات ..من قبل فاز الرئيس صدام حسين بنتيجة مائة بالمائة في احد الانتخابات..حدث ذلك لأن خصوم صدام لم يتحركوا من بيوتهم للتصويت في انتخابات لاتعبر عنهم..ستصبح كارثة اذا شعر جميع السودانيين ان الانتخابات لعبة محسومة مسبقا..كان من الافضل للتجربة السياسية في السودان الا يدفع الحزب الحاكم بممثلين له في هذه الانتخابات..يجعل هذه الدوائر وكذلك الولايات الشاغرة ارضا للتنافس بين احزاب المعارضة الزاهدة في التنافس الشريف. استغربت لخبر يؤكد ان المؤتمر الوطني ابتعث بعض كوادره الى تركيا للاستزادة من تجربة حزب العدالة والتنمية في اكتساح الانتخابات..المنطق يجعل حزبنا الحاكم مصدرا لتجربته الاحتكارية في الفوز بنصيب الاسد في اى انتخابات. الزهد السياسي يجعل الحزب الحاكم يخسر بعض المقاعد البرلمانية ولكن التجربة السياسية ستقوي كلما حدث تنوع في البرلمان السوداني.