صادف يوم أمس الثالث من مايو الذكرى العشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة والذي درج العالم أجمع على الاحتفاء به في هذا التاريخ من كل عام للدفاع عن حرية التعبير وسلامة الصحفيين، وتحت هذا العنوان العريض يُحدد لكل عام هدف محدد وشعار معين، ويجئ شعار هذا العام بعنوان «التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام»، ورغم ان هذا اليوم وهذه الاحتفالية تخص الجميع باعتبار ان الصحافة الحقيقية ملك للجميع، إلا أن الصحفيين معنيون بهذا اليوم أكثر من غيرهم وهم الأولى بتصدر هذه الاحتفالات وقيادتها والتعبير عن مضامين ومرامي الشعار المطروح، ولهذا يصعب على أي صحفي مهني يمارس هذه المهنة ويكابد شقاءها وسهرها وضنكها أن يتجاوز هذا اليوم ويقفز فوقه إلى ما عداه، لذلك ولأن هذا يوم لا يمكن لي الازورار عنه ولأنه أيضاً يوم للاحتفاء والانطلاق والتحدث بأريحية وأمان كما يقول الشعار، رأيت ان احتفى به ولكن على طريقتي الخاصة بالكتابة في الرياضة، وما أمتع ان تكتب في الرياضة حيث الانطلاق والطلاقة والتي قد تصل أحيانا حد السلاطة والبجاحة… أكثر ما يدهشني في الوسط الرياضي هذه الدرجة الكبيرة من التسامح التي قلّ أن تجدها في غيره من قطاعات وشرائح المجتمع، وقد صدق الاديب الطبيب والرياضي عمر محمود خالد الذي قال فيه شعراً «نحنا في الوسط الرياضي لا بنخاصم لا بنعادي.. راس شعاراتنا التسامح والتصالح والتراضي» وهو فعلاً كذلك وإلا لكان عدد من زملائنا الصحفيين والكتاب الرياضيين من مرتادي السجون ولكان أىضا بعض الإداريين والمشجعين زبائن دائمين للنيابات والحراسات، فمهما بلغ ظلم البعض للبعض في هذه المنظومة ومهما كانت قساوة التجريح والتعريض والهزء والسخرية إلا أن كل ذلك ينتهي ببساطة في جلسة صلح وجودية على وجبة سمك بمطعم البربري أو في لمة أو قعدة ينظمها ويدعو لها «والي دار الرياضة، كمال آفرو، لا تزيل اسباب الخلاف وآثاره فحسب وإنما أىضاً تزيل الهم والغم وترطب الوجدان بما يتخللها ويعقبها من قفشات ونكات ومُلح وطرائف، وكثيراً ما كنت أشفق على بعض زملائنا الكتاب الرياضيين مثل محمد عبد الماجد «وإن طال السفر، والرشيد «حاحا» ومزمل أبو القاسم «مزمز أبو القنابل» ومعتصم محمود «الموج الازرق» وغيرهم من أصحاب الأقلام السليطة، من الجرجرة والبهدلة في المحاكم، ولكن سرعان ما اكتشف أنني الأحق بالشفقة وليس هم لقياسي الفاسد بمحاولة إسقاط ما يجري في الصحافة السياسية على الرياضية. الحديث عن الرياضة وتحديداً كرة القدم ذو شجون ومتون وحواشٍ وهوامش لا تسعها هذه العجالة وحسبي منه أن يكون ختامه طرفة كورنجية، يقال إن حارس الهلال الاسبق يور حكى عن نفسه قال إنه في إحدى مباريات الديربي بين الهلال والمريخ أدى أداءً قوياً ورائعاً وزاد عن مرماه بما جعل منه أضيق من خرم إبرة في نظر مهاجمي المريخ وانتهت تلك المباراة بفوز مستحق للهلال وكان هو انشودة الجماهير الهلالية التي كانت تهتف له «يور يور يا دكتور»، كان ذلك طبيعياً يقول يور إلا أن غير الطبيعي هو انه سمع جماهير المريخ تهتف أيضاً باسمه، فسالت مشاعر يور جداول وامتلأ زهواً ظنا منه بأن جماهير المريخ أيضاً تحييه على أدائه الرائع فهرول ناحيتها ليرد لها التحية ولكن عندما صار على مرمى حجر منها إذا به للمفاجأة والصدمة يتبين الهتاف الأسود من الأبيض وكان «عاوزين دكتور يطهر يور».. وشوف لعيبتنا يا حسن فاروق.. شينة كورتنا يا حسن فاروق.. والخمسة ماركتنا يا حسن فاروق.