عالم فلك يفجّر مفاجأة عن الكائنات الفضائية    فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر    السيد القائد العام … أبا محمد    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    قطر.. تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم الصادرة    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة محمد عبدالفتاح البرهان نجل القائد العام للجيش السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل: ما حدث ليس انقلابًا وإنما استدعاء وطنى للقوات المسلحة
نشر في حريات يوم 07 - 07 - 2013

أكد الكاتب المصرى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى فى حلقات «مصر أين وإلى أين؟» مساء الخميس على فضائية «سى بى سى» أن بيان القوات المسلحة الذى أمهلت فيه الجميع 48 ساعة، أغضب الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى، مضيفا أنه من الخطوات العبقرية حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس حوار القوات المسلحة، مشيرًا إلى أنه تمت دعوة مرشد الإخوان المسلمين لإجراء المشاورات.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين رفضت حضور حوار القوات المسلحة، معتبرة أن أى تدخل فى شؤونهم يعد انقلابا، مؤكدا أن ما حدث ليس انقلابا، لأن الجيش لم يتسلم السلطة.
وأضاف، أنه بعد انتهاء مهلة ال48 ساعة، عرض الدكتور مرسى على الفريق السيسى بعض التنازلات للمعارضة، لكن السيسى أخبره بأن الحركة الشعبية تجاوزت سقف مطالب المعارضة. وأكد أن الفريق السيسى اقترح على مرسى فكرة الاستفتاء لكنه رفض، لأنه أيقن استحالة نجاحه فى حالة الاستفتاء. وأكد هيكل أن الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع كتب بيان ال48 ساعة بنفسه وبحرفية شديدة، وهو ما أذهلنى بصورة كبيرة جدا، مضيفا أن الدكتور مرسى تجاوز كثيرا فى الخطاب الذى ألقاه على الأمة فى قاعة المؤتمرات وذلك فى وجود السيسى وذلك كان غير لائق.
■ ما رؤيتك ومشاعرك؟
- رأيت التدفق الكبير وهى موجة ثورية تاريخية هائلة لأمة استيقظت وشعرت أن شيئا منها سرق وانتفضت لاستعادته.
■ هل توقعت هذا الحشد الكبير؟
- حجم الحشد فاجأنى وفاجأ العالم كله عربيا وإقليميا، وطلبنى أحد الساسة العرب وقال لى لم نصدق لقد عادت مصر التى نعرفها. هذا الخروج حقق مطلبا عزيزا على كل المصريين وكسر قيد الشباب الذى خرج بشكل متصاعد وطموحه خارج أى حساب حتى استعاد وطنه وروحه. لفترة قادت مصر العالم العربى فكريا على الأقل على مدار القرنين الماضيين وفجأة انسحبت خارج الجغرافيا والتاريخ. والمسألة الثالثة أنى توقعت أن يخرج الشباب ليعلن إرادة لا لتحريرها، وهذا أذهلنى جدا. ومنذ سنوات طويلة على مدار 40 عاما مصر كانت تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية سواء بسبب الأوضاع الاستراتيجية أو المعونة الاقتصادية، وتأثيرها أصبح أكثر من اللازم، وهذا ما يتضح جليا فى وضع السفير الأمريكى المبالغ فيه ووزير الخارجية أيضا، وكنا فى موقف سابق تحت ضغطة كبيرة ونرى هاوية تسليم البلاد وهى تنزلق لمن لا يستحقها. والمشير أخبرنى بذلك أن الضغوط كبيرة جدا، وصلت إلى منع المعدات. وسأذكر لك محادثة بين قنديل والسفيرة الأمريكية أنها قالت له وهو يذكر لها مساعدات الخليج أنها تملك مفاتيح الخليج أيضا.
■ قطر؟
- لا هناك دول تساعد لهدف معين وهناك دول أخرى ترفض المساعدة بأسبابها أيضا وهناك من أعطى بمحبة. وأنا قلت إن الأسبوع الماضى خط الاتصال مفتوح بشدة بين واشنطن والقاهرة بكل الوسائل، واتصالات بين واشنطن ممثلة فى أوباما ومرسى، وبين وزير الخارجية الأمريكى ونظيره المصرى، وبين السفيرة الأمريكية والإخوان، ثم بين قائد الأركان مع نظيره المصرى.
■ شكل هذه الحوارات؟
- أمريكا اعتقدت لفترة طويلة وكبيرة أن الإخوان هم الأكثر جاهزية لتحقيق مصالحهم فى المنطقة، وأن الدين هو المحرك الرئيسى للشارع المصرى، ولأنه السلاح الهائل الذى يمكن من خلاله وأقصد الإسلام السياسى محاربة فكرة الوطنية والقومية، لأن الإسلام منطلق فى رقعة جغرافية واسعة مترامية الأطراف يصعب إدارتها والسيطرة عليها، ولأن القوة تحتاج إلى وعاء. نتحدث عن أمة وموارد أوسع من الوطن، فإلغاء فكرة القومية مهم جدا، وكذلك توقعت الولايات المتحدة أن الإخوان لديهم من الموارد ما يجعلهم فى حالة استغناء، وكذلك تنظيم دولى قوى موجود فى العراق وسوريا والسودان، ويمكن من خلاله تحقيق أهدافها. والغريب أن هذه الاتصالات التى بدأت الولايات المتحدة تجهز لها فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وبدأت بتأهيل التيار الإسلامى لإعداده لمحاربة الإسلام، وهنا رفع الفيتو عنهم وأنه يمكن استخدامهم منذ هذا الوقت.
■هل مارسوا ضغوطا لبقاء الإخوان؟
- اعتقدوا أنهم انتُخبوا ديمقراطيا ولكن ثمة اختلاف فى اللهجة مؤخرا، فمثلا وعلى سبيل المثال لا الحصر، تغيرت لهجة كيرى فى اتصالاته، كان يقول فى البداية هؤلاء لديهم الأغلبية، ثم بعد ذلك يقول يعتقدون أن لهم الأغلبية. وسأذكر لك قصة أن زعيما تركيا عندما ضمن وصول الإخوان قال إنهم على استعداد أن يكونوا أكثر مباركية من مبارك، وما حدث فاق التخيل، لأن كل صانع قرار مصرى يضع فى ذهنه العلاقات الأمريكية وصندوق النقد والمعونات، فهم قادوا الأمور دون قيود فى ظاهرة غير مسبوقة فى تاريخ الإنسانية.
■ تظاهرات الريف؟
- الأتراك والولايات المتحدة والغرب اعتقدوا أن القاعدة التصويتية الكبرى للإخوان فى الأرياف بسبب المثقفين فى القاهرة، وأن الوازع الدينى يسيطر بنحو أكبر على الريف ولكن الحقيقة أن مصر دولة مدنية عاشقة للدين وتظاهرات 30/6 أثبتت هذا.
■ وماذا عن صور الطائرة للتظاهرات؟
- الحقيقة أن صور التظاهرات كانت بإيحاء من الرئيس مرسى دون أن يقصد عندما أصر أن التظاهرات لا يتجاوز عددها 130 ألفا، وكان أكثر من مبارك الذى أشار بيده أن من فى التحرير 5000 شخص، أرسلت الطائرة لرصد حجم التظاهرات، ومع ذلك أصر قيادات الإخوان على الإنكار وأن الإخوان ظلوا يرون أن من فى التحرير فلولا ومدفوعين من الخارج.
■ التصريحات الأمريكية متطورة ومتغيرة بالأمس تحدثت عن انقلاب ثم تتحدث عن قلق الإدارة الأمريكية من تدخل الجيش؟
- قرأتها وأعتقد أنها حيرة كبيرة فى مواجهة تغيرات غير متوقعة، أدركوا أنهم أمام موقف صعب فأعطى تصريحات تلائم كل الاحتمالات حتى هذه اللحظة وجرى غير التوقعات.
■ المعونات فى مصر وقطعها هذا هو التلويح؟
- تصريحات أوباما حول النظر فى المعونات. لا بد أن يقول هذا وهذا أمر طبيعى فهو يريد الاحتفاظ ببعض الأوراق فى يده. وأرى هذه التصريحات فى سياق الحيرة، طوفان حدث لا يمكن أن يعيقه جيش وتجاوز كل القيود وسبق التاريخ السياسى.
■ هل فشل مشروع باترسون؟
- لا يوجد مشروع خاص به أى سفيرة أو سفير، هم يعبرون عن مواقف أنظمتهم وليست خارج تعليمات بلادهم.
■ كيف تنظر واشنطن؟
- هناك ثلاثة عوامل مسيطرة على المشهد، أناس لطالما انتظروا هذا الحلم الذى طالعوه ثم نزع منهم، ومن إقليم مصر غائبة عنه كدور رئيسى، وهناك رهانات متضاربة ومتعارضة مثل «الجزيرة مباشر» وغريب جدا دورها ولا أعتقد أنها تعبر عن سياسة أمير قطر.
■ تم القبض عليهم؟
- هناك تجاوزات من هذه القناة، وأنا قلت قبل ذلك إنى أستطيع أن أتقبل فكرة الظهور فى الأفق عبر الأقمار الصناعية، لكنى الآن لا أتوقع وغير المقبول وجود قنوات على أرض مصر، هذا شىء عجيب، دور غريب. ولا أعتقد أن هذا يروق لأمير قطر السابق أو الحالى، وصحيح الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد هى المتحكمة بمفردها على النظام الدولى لكنها قوة ضمن قوى أخرى مثل روسيا والصين.
■ كيف وصل البيان إلى هذه المرحلة بعد ثلاثة بيانات بدأت بمهلة أولى لمدة أسبوع ثم مهلة أخرى 48 ساعة ثم بيان الفصل بالأمس القريب؟
- أنا رأيت خلال الفترة الأخيرة كل الأطراف بمن فيهم الإخوان، وهذا ليس إلا كونى قلقا كمواطن خائف يترقب المشهد، حاولت بقدر الإمكان فى هذا المشهد الملتبس أن أكون صورة معقولة. والفريق السيسى هنا وأحب أن أشير أنه متفهم تماما ولا يرغب المشاركة فى السياسة. وعندما جاء الدكتور مرسى إلى السلطة هو احترم جدا ذلك، وأنه رئيس منتخب وله من الشرعية من الصندوق ومن كثرة احترامه لواجبات وحدود مؤسسة الرئاسة اعتقد لفترة طويلة أنه منتمى للإخوان حتى إن بعض القيادات العربية سألتنى قائلة «هل هو إخوانجى؟»، وهناك تصور لذلك لتدينه الشديد. وأعتقد أن بداية التباين والخلاف بدأ فى وقت الإعلان الدستورى عندما وجهت القوات المسلحة دعوتها للحوار التى أعلن عنها وقتها ورفضتها الرئاسة فى توقيتها الأخير. وقد أشار الفريق السيسى إلى ذلك، ووقتها شعرت بوجود استقطاب فى البلد وغضب شعبى، وحتى الرئيس مرسى اعترف بهذا الخطأ. القوات المسلحة تريد الشرعية حتى تكون غطاء لها من خلال التوافق والتراضى، ثم خطاب سوريا الذى كان الخطأ المزعج عندما هاتف الفريق السيسى فى تمام الخامسة عصرا مخطرا إياه أن لديه نية لقطع العلاقات مع سوريا. وقال له الفريق السيسى إن هذا لن يؤثر فى العملية، لكننا نحتاج إلى أن يكون على أرض مصر علم سورى وآخر فى سوريا مصرى، فقال له مرسى أنا قررت وأردت أن أخطرك، وهو تصور لشرعية السلطة المطلقة، وهى جزء من مصيبة أناس خرجوا من المنافى إلى القصور، ولا يوجد من التأهيل ما يكفى، وهى لا تعطى هذا الحق مطلقا، وكانت هناك ضغوط دون ذكر أسماء، ومن كان يرى أنه أحق أن يدير البلاد لعجزه هو، وكان الفريق السيسى يقدر هذه الضغوط.
■ كان يغازل الجيش؟
- نعم وهذا جزء من المصائب وجزء من ثقافة المصاطب، أن يحب على رأس الجيش ويتأسف له فى ضوء وهم السلطة وجماعته.
■ هل شعر مرسى بالقلق من الفريق السيسى؟
- فى أحد مناقشات مكتب الإرشاد ثار أحد الأعضاء، وقال إن السيسى يخدر الرئيس مرسى، وكان مقررا اليوم الخميس أن تصدر عدة قوانين تفرض قانون تنظيم الإعلام وقانون السلطة القضائية وقانون الشرطة وقائمة اعتقالات وأنا رأيتها بنفسى تضم 21 شخصا ولست كلميس الحديدى من بينهم ولم يغفر لك سوى أنك سيدة، وكنا سنرى هولا.
■ عودة للعلاقات هل كان هتاك توتر؟
- لم يكن هناك توتر، وبتنحى مشهد حركة الشباب الجارف هناك رئيس تتزحزح منه شرعيته، وهو رئيس خاضع للحالة المزاجية ليس لديه فكر استراتيجى، وفى المقابل فكر آخر.
■ كيف بدأ التوتر؟
- أخطاء يونيو الكبيرة بكل كوارثها، والغريب فى الأمر أن الفريق السيسى كتب البيان الأول بنفسه وبصياغته وقلمه، وسألنى عن رأيى وأذهلنى هذا وقلت له هذا جيل شباب محنك، والفكرة أن أخطاء الرئيس خصوصا بعد خطاب مرسى الأخير الذى ألقاه فى كشف حساب عام من الحكم، والذى أكد فيه أنه كرنفال واحتفال قومى ودعا إليه القوات المسلحة رغم أنهم كانوا فى حالة تردد، لكن مرسى قال لهم هذا، وقلوا وجاؤوا وللأسف الخطاب الذى ألقاه بدا غريبا ومتجاوزا كل الحدود. وكان مرسى قد طلب من وزير الداخلية حماية مكتب الإرشاد، لأنه رأى فى حرقه رسالة سيئة للخارج، ويبدو أن المرة قبل الأخيرة التى رأى فيها السيسى مرسى قال له إن الامور خارج السيطرة والغضب الشعبى عارم، وكان هناك حالة من الإنكار من قبل الرئيس مرسى، الذى قال له إن الأمور ليست مقلقة، وكانت النتيجة تصوير التظاهرات بالطائرة الحربية، وأهدى منها نسخة لكنه لم يرها حسب ما أعتقد لكن قيادات الأركان شاهدتها ثلاث مرات.
■ ما الذى دفع القوات المسلحة لإصدار هذه البيانات؟
- القوات المسلحة بدت أمام شرعية لا تستطيع حمايتها وأمن غائب، والفريق السيسى قال إن أسلحة الجيش أسلحة قتالية، ولا نحب أن تتدهور الأوضاع الأمنية فتنزل هذه الأسلحة.
■ هل كان مخططا أن يُقال السيسى؟
- ضمن الإجراءات التى كانت ستتخذ ضمن تعليمات «الإرشاد» أن يتم عزل السيسى وكل القيادات الموجودة وكل هذه القوة التى كان يعتقد «الإرشاد» أنه يستخدمها بفيتو أمريكى ومساندة إقليمية.
■ لماذا لم يُقل السيسى؟
- لا يستطيع أن يفعل لأنه لو أقدم على ذلك سيقال.
■ ماذا قال السيسى لمرسى بعد ال48 ساعة؟
- فى هذا اللقاء قال السيسى لمرسى إن الوضع يبدو أنه خارج السيطرة بشكل مطلق، فعرض مرسى عليه تبنى مبادرة عزل الحكومة والنائب العام، وأن لا ينظر فى قانون السلطة القضائية، قال السيسى ردا عليه: سيادتك سقف المطالب الشعبية ارتفع بقدر كبير، ووصل إلىّ وأرسل صورة الطائرة التى رصدت التظاهرات للجميع ولكل الأطراف والموقف الأخير جعلنى أطلع بشكل أكبر على التفاصيل.
■ ما هى التفاصيل الأخيرة؟
- المرة الحاسمة كانت تلك الأخيرة، وعندما كانت هناك مبادرات بطرح الاستفتاء الشعبى على بقائه فى السلطة، وهذا مقترح رفض بشكل قاطع، لأنه يتوقع النتيجة فى حال طرح الاستفتاء العام.
■ ثم خطاب الشرعية الذى تحدث عنه؟
- عندما قال هذا الخطاب ذكرنى بلويس الرابع عشر، عندما قال أنا الدولة وهذا ما حدث، عندما تخيل أنه الشعب والدولة والسلطة الإلهية.
■ هم يتحدثون عن انقلاب عسكرى؟
- مندهش من هذا الوصف الانقلاب العسكرى هو لحظة استيلاء.
■ أين الإخوان؟
- رأيت الفريق السيسى حائرا عندما دخلت إليه فى مكتبه وسألنى كيف تقرأ الصورة؟ فقلت له رجل فى حوار مع ضميره، قال لى لديك حق، لكن ماذا قلت استمر فى حوارك معه للوصول إلى ما يرضيه. وأود أن أشير إلى أن الإخوان حتى فى الأزمة الأخيرة قال أردوغان لمرسى «أنت تحاول أن تقضم بأكثر مما تستطيع أن تهضم» وكانوا فى حيرة شديدة من أمرهم وماذا يفعلون، لأنهم أحاطوا الرئيس بكل ما يريدون، وقد يدهشنا جميعا أنه فى أحد اجتماعات القصر الأخيرة وبعد الخطاب الأخير الذى ألقاه فى السادس والعشرين من يونيو كان مرسى يجلس مستمعا إلى امتعاضات بعض الوزراء على فحوى الخطاب، بمن فيهم وزير العدل، الذى قال «أنا كقاض لا أستطيع أن أستمع لما يقال عن قاض» فقال لهم مرسى وهم فى ذهول «أنا لدىّ ضده ما يكفى من أوراق تدينه»، وفى أثناء النقاش دخل السكرتير الخاص وقال لهم هذا الأمر لا بد أن لا يناقش بعد الآن، انتهى. والحقيقة هذا أمر محير من يحكم ومن يوحى ومن يقرر، والحقيقة أن الإخوان حاولوا فى الثلاثة والأربعة أسابيع الأولى من الحكم الحصول على كل الوثائق والأوراق من الأجهزة الرقابية وأمن الدولة، حتى تكون لديهم أوراق ضد من يهاجمهم ما عدا المخابرات لم يستطيعوا الوصول إليها.
■ لكن هذا ابتزاز.
- سمه ما تشائين الجماعة ناظرة إلى القوة فى السلطة، والسلطة نظام جديد ينقلب إلى ميليشيا أو مافيا، السلطة ملتبسة عندما قال السكرتير هذا الكلام.
■ من كان يحكم؟
- من يحكم «ضعف» والإحساس بالانكشاف من أكثر ما أخاف الإخوان. ما حدث فى تركيا ونحن نعلم أن نظام الإخوان جزء من حركة دولية موجود بين حائطى صد هما تركيا ومصر، وهما دولتان كبيرتان وموجودتان بينهما بقوة وبقسوة فى سوريا والعراق والأردن. أحد أقطاب الإخوان المحليين فى مصر، قال لى بعد الثورة وهو له اتصالات بالخارج الإخوان فى مصر انتهوا، وعندما حدث ما حدث فى القصير وردت إليهم ثم تطورت الأمور فى تركيا، ثم مشهد الرئيس مرسى وهو محاط بأهله وعشيرته والحكومة تنهار والغضب الشعبى يزداد. وأتذكر أنه عقد اجتماع سرى للوزراء وطلب منهم حضور الاجتماع دون بذلات رسمية بشكل سبور، ودخل الوزير بجاتو ببذلة وكرافتة حمراء، فقال له قنديل هل ارتديت هذا لتقول إن هناك احتجاجا، فالرئيس كان محاصرا وأمامه مكتب إرشاد يتصور أنه يوجه الرئيس بين الفينة والأخرى والتنظيم الدولى وتركيا، أخشى الآن أن تصبح الأمور لديهم هو فكرة الصراع على البقاء، فهم الآن لا يتصورون أنهم يحمون شرعية مرسى ولكن مشروع إسلامى بفكرته القديمة الخاوية.
■ كانوا دائما يصدرون فكرة الحشد الاستباقى المبكر وسط الحشد والدعاء علينا وغير ذلك، لماذا لم ينجحوا فى حشد مماثل مؤخرا؟
- الموقف العام فى مصر تغير بعد عام من حكم مرسى، وأتصور أنها حالة مختلفة وأنا أفرق بين نوعين من الحشد، الأول ذلك الذى فقط يكون تلقائيا بمجرد الإخطار يحضر الجميع، وبين الحشد المنظم وهذا مزيف بالتأكيد، وبالتالى فقدوا القدرة على الحشد. أنا رأيت ورقة بحثية لحفيد المرشد الأسبق وهو شاب رائع اسمه إبراهيم الهضيبى فى معهد هولندى، خطّ فيها كلمات معينة وهى أن الإخوان يفعلون فكر فقه الضرورة، وأنا أضيف حتى لو كان هذا بالصفقة مع الشيطان.
■ بدأت بعض الإجراءات الأمنية والاعتقالات؟
- أتمنى أن لا تكون هناك أى إجراءات أمنية إلا بحكم قضائى. وأعتقد أن فكرة الإقصاء بهذا الشكل تعضد من خطأ كبير، وينبغى استخدام الأساليب السياسية التى من خلالها يمكن احتواء واستيعاب الإخوان لكن ضد الإجراءات البوليسية.
■ هم لا يزالون يتحدثون عن فكرة الانقلاب؟
- حديثهم الدائم عن فكرة الانقلاب مستمد من فكرة من واقع الإنكار العام، فهم لا يعترفون بالخطأ وأنه لا يجب أن يدار بلد بفكر محل تجارى، ويجب أن يسألوا أنفسهم لماذا اصطدموا مع الآخر عبر كل العصور، مع الوفد والأحزاب المستقلة التى دعمتهم ضد الوفد ومع حكم ناصر ثم السادات وانقلابهم عليه ثم قتله، ثم مبارك الذين سعوا إليه وطلبوا منه فى بداية حكمه أن يكون هناك دور لهم، لماذا حدث هذا كله الإجابة ببساطة لأنهم أصروا على فرض أنفسهم.
■ هل قلق من العنف؟
- هذا الإنكار العام لديهم دون التفكير يمثل تدميرا للذات، ولا بد أن يسألوا أنفسهم كيف أخطؤوا وكان معهم كل شىء، وكانوا موجودين فى أكبر البلدان الإسلامية مثل باكستان وتركيا، ولم يتعلموا لماذا تنظر دوما أن كل الأخطاء لدى الآخرين وأنه لا خطأ عندك.
مصر إلى أين؟
■ مصر إلى أين قبل وبعد حكم الإخوان المسلمين خصوصا المرحلة اللاحقة لحكم الإخوان؟
- أعتقد أننا أمام فترة مبشرة جدا، فقد انتقلنا من فكرة الاختيارات المغلقة إلى نطاق أوسع، لكن هناك مشكلة أن كل الأطراف غير متصورة لما حدث، ولم تستوعب التطورات بكامل تفاصيلها، فالكل فى خيال الخروج من المأزق، تصور أن لا تزيد مدة الرئاسة أربع سنوات، أو على الأكثر عامين، وكانت فكرة الاستفتاء تلوح فى الأفق، وأن ثمة فترة بوسع الجميع أن يجهز ما لديه من البدائل، لكن التصور تغير تماما أمام هذا التيار المندفع والرياح التى لا تبقى ولا تذر غير المتوقع، البلد يحتاج إلى بعض الاستقرار وقد لا يكون هذا موجودا الآن، وخطة عمل واضحة تصل بنا إلى الاستقرار، وهذا فى منتهى الصعوبة ما لم نتوقعه وما هو صعب، نحن الآن فى مرحلة بناء دولة جديدة دون الارتجال، وهنا نفعل فقه الضرورات لكن ليس فقه ضرورات الإخوان. نحتاج فى هذه الفترة الحاسمة إلى إعلان دستورى وتعديل لمواد الدستور التى تتعلق ب12 أو 14 مادة وأقوى وزارة فى تاريخ مصر، فالموقف الاقتصادى يحتاج إلى الوقوف والتدقيق نحتاج إلى الحساب بالثوانى، ولا بد أن تظل القوى الثورية فى الشارع إما مادى أو معنوى من خلال لجان تحمى الثورة.
■ لماذا تظل فى الشارع؟
- أمام إعلان دستورى ووزارة قوية وأوضاع تحتاج إلى الطمأنة للجميع بمن فيهم من الإخوان المسلمين، لا يجب أن يشعروا بموقف المطارد طول الوقت، لا بد من وضع النقاط على الحروف وأعود أقول أن نحتاج إلى حكومة قوية وكبيرة ونحتاج إلى رحيل دولة العواجيز الحقيقية. هناك أمور غريبة الدكتور قنديل اتهم الوزراء المستقيلين بالخيانة للرئيس، وقال لهم أنتم مع الشرعية، للأسف نحن أمام شرعية معلبة مكتوب عليها مدة الصلاحية بتاريخ غير واضح، لأنها تحت بئر السلم بخلاف تلك المنتجات الخضراء الزاهية المورقة.
■ هل هناك أسماء تطرحها؟
- أريد رئيس وزراء اقتصادى وشبابا، وأريد أن يختفى كل من هو فوق 65 سنة، لا يمكن أن يوازى حركة اندفاع الشباب فى الشوارع حكومة شبابية، ومن داخل العمق الموجود وليست من خارج السياق.
■ ما هى الأسماء؟
- خطأ لا يجب أن أقول وأحدد أسماء رغم وجود بعض الأسماء فى ذهنى. وأرى الآن من الضرورى وجود الشباب، وسأضرب لك مثالا ثورة 23 يوليو كان الأكثر سنا فيها الدكتور فوزى وزير الخارجية الرائع كان عمره 43 عاما، أعتقد أن المشهد ملىء بالشيخوخة.
■ هل ترى ضمن الأسماء محافظ البنك المركزى؟
- اسم جيد، وأعتقد أنه يجب أن نقوم باستدعاء المسافرين فى الخارج ومنهم الدكتور محمد العريان، وحتى لو مستشار للرئيس ولو زيارة أسبوعية فى الشهر، وتشكيل الوزارة من الشباب، أنا أعرف أين أنا وأنا خارج العصر، لكن نحتاج إلى إعلان دستورى ووزارة قوية، خطاب سياسى يحترم العقل، وأرى أن الرئيس المؤقت قد لا يستطيع الوفاء بهذا الخطاب، ومن ثم فإن الأحزاب فى الساحة عليها دور أكبر من دورها الحزبى وهو دورها الوطنى، وهذا ما أكده السيسى فى بيانه الأخير الذى أكد أننا دعينا إلى مسؤولية وطنية وليست مسؤولية سياسية.
■ كيف قرأت مشهد ميثاق الإعلام رغم دور الإعلام فى الحشد الأخير؟
- أنا من أكثر الناس ملاحظة لتجاوزات الإعلام وأخطائه والصحف قبل الفضائيات، وأتعجب وأنا فى خجل أن أذكر لكم قصة إحدى محطات الراديو التى قالت فى سؤال دينى مطلوب من فقيه الرد عليه، ما حكم علاقة رجل ببقرة؟ ولكن بلا شك الإعلام كان قوة الطليعة أمام المقاومة الشعبية والوطنية ونحتاج إلى العيون الساهرة على المرحلة المقبلة.
■ كيف قرأت بعض القرارات الخاصة بإغلاق بعض المحطات؟
- أنا من أنصار أن يصل كل صوت ولكن من أنصار وضع الحدود، أنا أمام وطن وليس خرافات، ويكفى أن أحدهم -وهالنى ما سمعت- عندما قال إن سيدنا جبريل كان فى ميدان رابعة العدوية، لماذا نستدعى مقدس الدين أمام مقدس التاريخ، هذا خطأ وجنون.
■ هل ترى أن دور الإخوان فى المرحلة المقبلة ممكن؟
- لا بد أن يكون لهم مكان ومن حسن حظ السلفيين مواقفهم الأخيرة التى تعتبر جسرا مستقبليا لهم لدور سياسى، كى يقفوا ويتعلموا من أخطائهم وأن لا يجروا البلد ويندفعوا بها إلى أخطار محدقة.
■ لم أكن أتخيل أننا الآن هنا لكن دائما يبقى السؤال مصر إلى أين؟
- مصر لا تحتمل خلال الفترة المقبلة أى فشل ولا أى ارتجال فى إدارة المرحلة. أدعو الناس أن يدركوا خطورة اللحظة ومحدودية البدائل، وأن نعرف كيف العقل والحكمة ومصر بلد لا يستطيع تحمل الأزمات، فهذا خطر على مصر والعالم العربى والإسلامى.
■ لكنك تقول دوما الأمم لا تموت؟
- بعد ثورة 25 يناير وتضاؤل الأمل فى استرجاعها وإنقاذها عرفت أمام هذا المد والموجة الثورية أن هذا البلد لا يمكن أن يهزم وغير قابل للموت ولا التراجع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.