سيف الحق حسن توكل كرمان، المناضلة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام -2011- غنية عن التعريف لديك. لمع نجمها في إعتصام ساحات الحرية والتغيير في اليمن والذي إستمر زهاء ثمانية أشهر حتى تنحى الديكتاتور شاويش علي عبدالله صالح. توكل كرمان الزمان الساعية في درب الحرية لنيل الشعوب والأوطان الديمقراطية الكاملة الدسم لها كل التقدير والإحترام. ولكن توكل الآن حادت عن هذا الخط وذلك ربما بتقيدها بإنتماءها السياسي، (توكل عضو فى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو الذراع السياسي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين فى اليمن) والذي لن يشفع لها هذا الإنحراف. الإنسان الحر لا تقيده أي أجندات أو سلاسل أو أغلال لتثنيه عن السير في خط الحرية له ولغيره. لذلك الحرية أمانة ومسؤولية تستدعي دوام الصدق والجد في قول الحق والبحث عن الحقيقة ولو على حساب أي قيود وأجندات وأهداف شخصية أو حركية أو حزبية. الحرية خط مستقيم ليس فيه لف ودوران. توكل أرادت الدخول لمصر والإلتحاق بإعتصام إخوان مصر في رابعة العدوية لنجدة الشرعية التي قال مرسي إنها على جثته!!، متجاهلا ان الشرعية شرعية الشعب أساسا وليست شرعية الكرسي. وأرادت أيضا أن تكون فزعة لديمقراطية الأخوان التي يريدون تفصيلها على مقاسهم بالتمكين واخونة الدولة، ولكن كل ذلك إرتد لها وجعة بعدما منعت من دخول مصر. تابع معي جزء من تغريدات السيدة توكل كرمان –زمان والآن- على حسابها على تويتر الذي ستكتشف منه حيادها عن خط الحرية: فى يوم 29 يونيو 2013 كتبت: "نجح الإخوان خلال عام فى تدمير سمعة مصر والقضاء على قوتها الناعمة التى جلبتها ثورة يناير، وهى الآن تعانى من عزلة مطلقة. ما الفشل إن لم يكن هذا؟". "فشل الإخوان الذريع تمثل فى أنهم يواجهون الجميع عوضا عن التوافق مع الجميع كما كان يفترض، فأضاعوا مصالح مصر وقوتها، وهى فى عزلة تامة كعزلتهم." "إذا استمرت المواجهة بين المسيرات المعارضة للرئيس مرسى والمؤيدة فسيقيله الجيش للحفاظ على السلم الأهلى الذى فشل الرئيس فى الحفاظ عليه." "يبدو لى أن المصطفين ضد الرئيس مرسى عشية 30 يونيو 2013 أكثر بكثير من المصطفين ضد حسنى مبارك فى 25 يناير"، "هذه ليست دعوة للثورة بل للتوافق، وفى حال عدم الاستجابة فمن حق المصطفين ضد مرسى أن يقوموا بثورة لفرض التوافق على قاعدة الشرعية الثورية." فى يوم 30 يونيو، بعد المظاهرات الضخمة كتبت: "من ميدان التحرير إلى كل ميادين الثورة فى مصر مشاهد الثائرين اليوم تعيد إلى الذاكرة مشاهد الحشود الثورية ليلة سقوط مبارك، نعرف ريح الثورة ونشتم عبقها جيدا، ليسوا فلول ولا ثورة مضادة، صفوة القول أن يوم 30 يونيو فصل عظيم من فصول ثورة يناير العظيمة، وامتداد لها، وجزء أصيلا منها، وعلى الرئيس مرسى وحكومته وجماعته أن يظهروا الاحترام والتقدير لجموع الثائرين.. من الجنون الاستمرار فى ارتكاب الخطأ الفادح بالقول أنهم فلول ومتآمرين.. ومن جهة أخرى يعطى دليلا قطعيا بأن الرئيس وجماعته مشروع استبدادى خالص أن خلا لهم الجو، وكلا الحالين يذكى الثورة ويعجل بالرحيل." يوم 2 يوليو 2013، بعد بيان الجيش الذى أمهل مرسى 48 ساعة، كتبت: "لا عجب ولا غرابة.. الجيش المصرى يعيد ما فعله مع مبارك، وهو ما كان متوقع بعد حشود يوم أمس.. فقط اقطعوا عليه الطريق بالتوافق." وبعدما إنحاز الجيش للشعب وأنقذ الفريق السيسي مصر من حالة الإنقسام بدأ اللف والدوران لتوكل كرمان بتغريدة يوم 4 يوليو 2013 فحواها: "خارطة الجيش استثنت الجميع عدا رئيس المحكمة الدستورية والجيش فى مصر". لماذا؟ لأن المؤسسة العسكرية لم تستجب لما أراده التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. التنظيم الدولي أراد التغيير بطريقة لا تغير الأخوان بتشكيل مجلس رئاسي يدير المرحلة الإنتقالية. هذا ما أقترحته فى تغريدة لها يوم 30 يونيو: "لو كنت مكان وزير دفاع مصر لعلقت الدستور وأصدرت بيان دستوري يتم فيه تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من الحائزين على أكثر من 10% بالجولة الرئاسية الأولى". ولكن جاءت رياح الشعب بما لا تشتهي سفن الأخوان ولخبط الفريق السيسي جميع حساباتهم. فقد كانوا يأملون بتغيير الوجوه ولم يتوقعوا أن ينبذوا بهذه الطريقة. وهذا يوحي أيضا بأن هنالك خلافا بين التنظيم الدولي وبين الإخوان داخل مصر يتم تسويته عن طريق التدخل فى الشأن المصري. وللتراجع والضرورة أحكام وهذا ما يبرر الذبذبة و اللف والدوران للسيدة كرمان. ففي يوم 3 يوليو هناك تصريح مهم جدا لها تشمت فيه على خيرت الشاطر شماتة العدو حيث قالت: "بلُغة المصلحة وبتعبير إخواني محض يمكن القول أن قيادة حركة الإخوان فى مصر أوقعت الحركة فى خطيئة (حرق المراحل والقفز عليها) حين سعت خلال عام على أن تستولى على حكم مصر وأن تقيم عليها منفردة ما اعتبرته مشروعها للنهضة. والذى بات واضحا أن مصر لن ترى من نهضة الإخوان واقعا سوى سد فى إثيوبيا يحمل اسم النهضة نكاية بنهضة الاخوان يهدد النيل بالجفاف مع عزلة مطلقة تتهدد حاضر الحركة ومستقبلها فى مصر!! ومن استعجل الشىء قبل أوانه عوقب بحرمانه، أليس هذا ما تعلمناه منكم أيها الأساتذة، بركاتك يا شاطر!!!" انتهى. ولكن لأهمية مصر والحفاظ عليها بأنها حاضر الحركة ومستقبلها بالنسبة للتنظيم الدولي للإخوان رجعت توكل كرمان الحرة لتربط نفسها بالسلاسل والأغلال الحزبية والحركية والتنظيمية في عنقها وتتخلى عن الأمانة وتضع إرادة وحرية الشعوب والأوطان في حر إبط تنظيمها الدولي. الديمقراطية صرح يجب أن يكون ممردا بالحرية. هذا الحادث كشف عن ساقي توكل كما كشفت ملكة اليمن بلقيس من قبل عن ساقيها. ولكن بلقيس أسلمت مع سليمان لله رب العالمين. فهل تسلم الملكة بلقيس الثانية لتدخل مصر المأمنة إنشاء الله آمنة. متى ترجع السيدة كرمان لخط الحرية وتتخلص من الوهم والتقيد بالسجم؟. لها ولمن مثلها أوصيكم بكلام رمز الحرية العظيم "ماديبا" نيلسون مانديلا: "الحرية قيمة. الحرية لا تتجزأ. فالأغلال التي تقيد واحداً منا تقيدنا جميعاً، والأغلال التي تقيد قومي هي أغلال تقيدني. الحرية ليست مجرّد التخلص من الأغلال، ولكن الحرية أن تعيش حياة تحترم فيها حرية الآخرين وتعززها. "