فيما زعم علي عثمان النائب الأول لعمر البشير ان نظامهم تجاوز الإحتجاجات تواصلت التظاهرات لليوم التاسع على التوالي . وخرجت اليوم الثلاثاء 1 اكتوبر نساء العباسية والموردة بأمدرمان يضربن (الحلل) – في إشارة للأزمة الإقتصادية والجوع – ويهتفن بسقوط النظام . وتظاهرت طالبات جامعة الاحفاد اليوم الثلاثاء لليوم الثانى على التوالى ، هاتفات (باى باى مجرم لاهاى ). وأمس الاثنين 30 سبتمبر خرجت تظاهرة حاشدة في عطبرة ، وهتف المتظاهرون ( لا للغلاء) ( حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب) ( الشعب يريد إسقاط النظام) ، وواجهتها الأجهزة الأمنية بقنابل الغاز وإستمرت في إعتقال قيادات وكوادر قوى الإجماع بالمدينة . وخرجت طالبات الأحفاد بأمدرمان أمس يهتفن ( ارحل ارحل يا بشير) ( ما دايرنك ما دايرنك نحنا بنات أرجل منك) ، وواجهت الأجهزة الأمنية التظاهرة بإطلاق قنابل الغاز والضرب بالعصى مما أدى إلى إصابة (12) من الطالبات . وكانت الطالبات يهتفن عقب كل قنبلة غاز تطلق وهن واقفات بمكانهن (مابنخاف من البمبان نحن بناتك ياسودان). وتظاهر طلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم أمام الكلية رافعين شعارات ( يا شعب إتحرك ديل أولادك ماتوا عشانك) . وواصل أهالي بري التظاهر ، وخرجوا في تظاهرة مسائية حاشدة وصلت إلى المنشية ومستوصف رويال كير ، وتعهد الشباب بمواصلة التظاهرات يومياً من منزل الشهيد صلاح السنهوري . ونظم الأطباء والعاملون بالحقل الصحي وقفة إحتجاجية أمام المجلس الوطني ظهر أمس ، إحتجاجاً على إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين وإرتفاع عدد الشهداء والجرحى . كما إحتشد الآلاف من أهالي ودمدني أمام المحكمة التي إنعقدت لمحاكمة أعداد من المتظاهرين المعتقلين بدعوى التخريب ، وإضطرت الحشود الكبيرة قضاة النظام إلى تأجيل المحكمة . كما تجددت التظاهرات أمس بمدينة بورتسودان . وقد تواصلت الإحتجاجات رغم أن أعداد الشهداء زادت عن ال (250) شهيداً ، وزادت أعداد الجرحى عن (300) جريحاً ، كما تجاوزت أعداد المعتقلين الألفي معتقل ، مما يؤكد أن جذوة الإنتفاضة لا تزال متقدة . صفحة جديدة ، سطرتها الجماهير المنتفضة ، صفحة طوت صفحات الحرب النفسية لنظام المؤتمر الوطني ، الحرب النفسية التي صورت نظامهم الاجرامى الدموى كختام لتاريخ الشعب السوداني ، وحاولت زرع اليأس والقنوط بانه لا مكان ولا سبيل للتغيير ، وان الإنقاذ باقية إلى يوم الدين ! الحرب النفسية التي صورت المعركة وكأنها معركة الإنقاذ مع الأحزاب ، أو مع الخارج الذي تبرم معه الصفقات والتسويات . ولكن تدخل الجماهير الآن لتقرر مصيرها بنفسها ، ولتقل ان المعركة معركتها ، وان الإنقاذ ليست قدراً مقدوراً ولا نهاية التاريخ ، وان بدائلها ممكنة ومتاحة من حركة الجماهير ذاتها. والأولويات القصوى الآن ، إستمرار التظاهرات وتوسيعها في جميع المدن الرئيسية ، والبدء في إستخدام سلاح الإضراب وسط الفئات سهلة التنظيم والتعبئة كأساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين والصيادلة والمحامين ، ومن ثم المزارعين والنقابات العمالية ، بهدف نهائي وهو العصيان المدني والإضراب السياسي الشامل. والتحدى الآن أمام القوات المسلحة ، اما ان تنحاز بشرفها العسكرى وسلاحها الى مواطنيها لتوقف آلة القتل التى تحصد شعبها او تثبت انها تحولت بصورة كاملة ونهائية الى مليشيا لحزب المؤتمر الوطنى الاجرامى الدموى ، وحينها لن يتوقف التاريخ ولكن سينتهى الامل في انتفاضة سلمية ، سيكتسب الكفاح المسلح مشروعية اضافية وستنعطف نحوه الاجيال الطالعة ، ورغم ان الاكلاف الانسانية ستتعاظم الا انه في المحصلة النهائية ما من قوة قادرة على مواجهة الشعب المسلح . وسواء نجحت الإنتفاضة الجارية في تحقيق أهدافها أو أغرقتها السلطة الاجرامية في الدم ، فقد سطرت صفحة جديدة في التاريخ السوداني ، أكدت ان السودان ليس إستثناء من التاريخ الإنساني ، وان الشعوب لا تموت والشوارع لا تخون ، لا غرف التعذيب باقية ولا زرد السلاسل ، والليل مهما طال لن يمنع الشمس من الاصباح ، وان عمر البشير الفاسد الكذاب لا يمكن ان يشكل ختاماً لتاريخ الشعب السوداني ، و إسقاط النظام الاجرامى الدموى ليس سوى مسألة وقت .