[email protected] شاهدت اليوم إعادة لبرنامج نقطة حوار من قناة البي بي سي الفضائية العربية حول حجم الفساد في كل دول العالم..حيث جاء السودان ضمن الدول الخمس الأعلى فساداً دولياً وليس الدول الخمس الكبرى طبعاً..! وهي جائزة لايمكن الإعتزاز بها ولا ينبغي أن نحتفي بشماتة إهدائها الى نظام الإنقاذ رغم أنه قد كرس للفساد في عهده كثقافة باتت هي القاعدة ، فيما عدم الفساد في كل شيء هو الإستثناء كما لخص أحد الذين استطلعتهم كاميرا القناة وسط الشارع السوداني وعلقت مسئؤلة محاربة الفساد الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط قائلة طالما أن الناس في السودان يتحدثون هكذا بالعامية وبصراحة حول إنتشار الفساد فذلك يعني أنه قد بات ظاهرة عامة يؤسف لها حقيقة في بلد إبتلي بسوء إدارة أبنائه لموارده الغنية ! حقاً إنها سبة في جبين وطننا كله لا وجه الحكم الحالي القبيح فحسب وإن كان هوالذي زاد من بلة طينها..بل وأصبح الأمر شرخاً في مرأة سمعتنا التي لطالما فاخرنا بها وسط العالمين الذين نعمل معهم خارج بلادنا فشهدوا لنا طويلاً بالأمانة والصدق ! وخليفة دولتنا لا ينفك ينكر كل هذا الذي بات معلقاً على مشجب الفضائح العالمية..! ومعه ألفُ حق حينما يطالبنا رئيس بلادنا وكأنه يرهبنا بضرورة إبراز الوثائق والمستندات التي تثبت فساد رجال حكمه على كافة مستوياتهم بل ومستويات أسرهم وهو أولهم..! لأن إثبات الفساد أضحى مجرد رائحة تفوح مع هواء الجو العام ويزكم الأنوف حيثما حاولت أن تستنشق هواءاً نقياً تحت سماء هذا الوطن وفي ظل هذا النظام الذي لن ينعدل حاله ولو بدل من حكوماته بمعدل كل شهر طالما أن فكره هو الحاكم وصلفه هو السائد وغروره هو الموجه! أما إذا أراد رئيسه إثباتاً لفساده ..فليوفر لنا كميات من الأكياس لنعبئها له من الجو العام المشحون به ..لان الأوراق والملفات لم تعد قادرة على استيعاب سطوره التي كتبت بمداد يتواضع حياله ماء النيلين..! ووافضيحتاه ! ولاحول ولا قوة إلا بالله العظيم .