تضاربت الأنباء حول قرب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في جنوب السودان، بعد أن توقعت مصادر أن يجري التوقيع أمس، غير أن متحدثا باسم مجموعة المتمردين بقيادة رياك مشار استبعد ذلك، مؤكدا أن القضية الخلافية حول إطلاق سراح المعتقلين من قيادات الحركة الشعبية ما زالت تمثل عقبة في التوقيع على الاتفاق، الذي قطع فيه الجانبان شوطا كبيرا باتفاقهما على مجمل قضاياه. في غضون ذلك، قال مصدر مطلع في أديس أبابا، حيث تنعقد المفاوضات، ل(الشرق الأوسط) عبر الهاتف أمس، إن الطرفين اتفقا على مجمل قضايا وقف إطلاق النار، ومنها وقف العدائيات وآلية للمراقبة يجري تحديدها من قبل الأطراف المتنازعة ووساطة الإيقاد. وتوقع المصدر (التوقيع على الاتفاق في أي لحظة خلال اليوم (أمس)، موضحا أن الخلافات تتركز حول قضية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين التسعة، وأن مجموعة مشار طلبت تضمين سحب القوات الأوغندية وقوات حركة العدل والمساواة التي تحارب الحكومة السودانية من جنوب السودان، حيث تتهم مجموعة مشار هذه القوات بالمشاركة مع الجيش الحكومي. وكان وزير دفاع جنوب السودان كوال ميانق نفى دخول القوات الأوغندية في الحرب بين الجيش الشعبي وقوات مشار في جنوب السودان، وقال إن القوات الأوغندية موجودة في مناطق غرب الاستوائية بموجب اتفاق بين الدولتين. فيما نفى رئيس هيئة أركان الجيش الحكومي جيمس هوث مشاركة قوات العدل والمساواة السودانية في المعارك التي دارت في ولاية الوحدة الأسبوع الماضي، وعد ذلك ذريعة من مجموعة مشار لخلق تعاون مع الخرطوم. من جانبه، استبعد يوهانس موسيس فوك، المتحدث باسم مجموعة مشار في المفاوضات، أن يجري التوقيع دون إطلاق المعتقلين. وكشف ل(الشرق الأوسط) أن جوبا تقدمت بمقترح حول الإفراج عن المعتقلين بضمانات وربطتها بأن يجري في المقام الأول التوقيع على وقف إطلاق النار، لكنه قال إن (الضمانات غير كافية، ورفضنا ذلك لأن الطرف الآخر لم يحدد فترة قاطعة بالإفراج عن المعتقلين). وأوضح فوك أن فريقه طلب في ورقته حول قضايا الحوار السياسي تعيين رئيس انتقالي جديد في البلاد بدلا عن كير، وعد أن رفض الحكومة مناقشة قضية تقسيم السلطة والثروة يعبر عن موقفها التفاوضي، وأن هذه القضايا سيحددها الوسطاء ضمن جدول الأعمال. ويتناقض ذلك مع ما أعلنه وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان مايكل مكواي، الذي قال في تصريحات إن الطرفين قريبان من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، وأنه (جرى الاتفاق على فصل ملف إطلاق سراح المعتقلين عن ملف التفاوض). من جهة أخرى، قالت مصادر من جنوب السودان ل(الشرق الأوسط) إن مشار بعث بموفد خاص منه إلى الخرطوم لإجراء لقاءات مع الحكومة السودانية، ولم تفصح المصادر عن تفاصيل أكثر. غير أن فوك نفى بشدة تلك الأنباء، وقال إنه (من المبكر الحديث عن علاقات مع الخرطوم حيث لا توجد علاقات معها الآن).