عبد الله حمدوك.. متلازمة الفشل والعمالة ..!!    بريطانيا .. (سيدى بى سيدو)    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    المربخ يتعادل في أولى تجاربه الإعدادية بالاسماعيلية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد ثلاث سنوات ، الانتحاري الجديد وسيناريوهات والإرهاب في مصر
نشر في حريات يوم 26 - 01 - 2014


( دراسات العربية )
بعد ثلاث سنوات ، الانتحاري الجديد وسيناريوهات والإرهاب في مصر
منير أديب
مع عودة العنف إلى الشارع المصري على يد بعض التيارات الإسلامية؛ بعد 30 يونيو، وهو ما اتضح بقوة الأيام الثلاث الأخيرة حتى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، من تفجير مديرية أمن العاصمة، وإسقاط طائرة عسكرية بصاروخ سام في شمال سيناء..تزداد الهواجس كل يوم من تزايد وتيرة العمليات التفجيرية والانتحارية في مصر.
كانت العملية الانتحارية الأبرز هي محاولة تفجير موكب وزير الداخلية الحالي اللواء، محمد إبراهيم، من خلال عملية «انتحارية» في سبتمبر 2013؛ خاصة وأن هذه الظاهرة تبدو جديدة عن المجتمع المصري ومختلفة عن الطريقة التي كانت تتعامل بها التيارات «الجهادية» في صراعها مع الدولة في وقت سابق، والذي بدأ مبكراً في السبعينيات من القرن الماضي وانتهاء بمنتصف التسعينيات ثم جددت عملياتها بعد عزل، محمد مرسي، من منصبة الرئاسي في 3 يوليو 2013، سواء في سيناء أو باقي المحافظات الأخرى، وإن كانت هناك عمليات قبل وبعد هذه العملية، إلا أنها تبقى الأكبر والأكثر دلالة في رمزيتها.
استراتيجية التيارات «الجهادية» متحولة؛ بناء على الأجواء المحيطة من ناحية وظروف «العدو» من ناحية آخري وطبيعة تسليح هذه التنظيمات وتدريبها من ناحية ثالثة، وبناءً على ما تراه هذه التيارات تحدد السلاح الأنجع والأقوى والأكثر إيلاماً في محاربه «العدو» والتصدي له؛ ورغم العلاقة المطردة بين «الجهاديين» والدولة في الأربعين عاماً الأخيرة والتي حملت سمات العداء المتواصل، إلا أنها لم تعتمد وسيلة «الانتحاري»، ولم تعتمد طريقة التفجير عبر حزام ناسف يلفه أحد الجهاديين حول خصره ولا من خلال السيارات المفخخة بواسطة «انتحاري» إلا من خلال حالات معدودة في التسعينات قامت بها الجماعة الإسلامية،
ثم ظهرت مجدداً من خلال الرائد، وليد بدر، الضابط السابق والمقال من الجيش المصري والذي فجر نفسه من خلال سيارة أقلته في موكب وزير الداخلية في سبتمبر 2013، وأطلقت عليها جماعة أنصار بيت المقدس، التي تبنت العملية «غزوة الثأر لمسلمي مصر»؛ وتبدو هذه العملية مختلفة عن العمليات السابقة التي ضربت، طابا ونويبع في أكتوبر 2004، وشرم الشيخ في يوليو 2005، وتفجيرات دهب والجورة في أبريل 2006؛ وكل هذه العمليات وغيرها كانت من خلال عبوات ناسفة وليست من خلال «انتحاريين».
وهو ما يطرح عدة أسئلة مهمة، حول تنامي ظاهرة «الانتحاري» في المجتمع المصري بعد شعور التيارات «الجهادية» بالمظلومية وخسارة السلطة على خلفية المواجهة الدائرة بينها وبين أجهزة الأمن؟ وما تفسير ظهورها في هذا التوقيت؟، وهل توجد علاقة بين استعمال هذه الطريقة في المواجهة لدى التيارات الجهادية في بلدان عربية وبين بداية ظهورها في القاهرة؟، وما دلالة الظهور الآني لهذه الظاهرة؟
وليد بدر..سيرة ذاتية
وليد بدر، تخرج من الكلية الحربية عام 1991 والتحق بسلاح الشؤون الإدارية وتم إقالته بعدما وصل لرتبة رائد، بعدما شكت في سلوكه أجهزة الأمن؛ حيث هاجمت المخابرات الحربية منزله بحثاً عن أدلة إدانته، بعد أن تخلف عن العمل دون إعلام مركز القيادة ودون مبررات غير أنه يرى حرمة عمله في الجيش المصري.
بعدها بدأت رحلته في السفر إلى أفغانستان وعمل مع أسامة بن لادن، ثم سافر للجهاد في العراق ثم سافر إلى الشام ثم عاد مرة ثانية لمصر بعد عزل، محمد مرسي، من منصبة الرئاسي بعد مظاهرات 30 يونيه، وتم اختياره لتنفيذ تفجير موكب وزير الداخلية من خلال تفجير نفسه؛ وكانت العملية تحمل عدة دلالات أهمها، أن المنفذ كان ينتمي إلى الجيش المصري وهو ما يفسر وجود خلاف بين القوات المسلحة والشرطة الداخلية من خلال محاولة الاستهداف التي تمت من قبل أحد أفراد القوات المسلحة السابقين والدلالة الثانية أن العملية «انتحارية» وهو ما يشجع تيارات جهادية للسير في نفس الاتجاه لو أن العملية نجحت.
يقول، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، ممدوح الشيخ،: إن «بدر» ينتمي لأسرة متدينة بما يُعرف بالتدين «الوسطي»، فوالده كان يعمل محامياً ووالدته كانت تعمل في حقل التعليم، ورغم ذلك لم تكن له أخت منقبة، ولم يكن ملتحي ولم يعرف في علاقاته الشخصية أي إمارات تدل على التدين.
ويضيف، كان يغلب على شخصيته البساطة والانطواء وكان قليل الاهتمام بالمسألة الدينية، لم يكن ينتظم في أداء الشعائر الدينية، غير أنه مر بشعور عدم الرضا على عمله في القوات المسلحة، وبالتالي لم يتواءم مع عمله في القوات المسلحة، رغم أنه لم يعرف عليه قبلها تكفيره للدولة أو الجيش ولم يكن على علاقة بأصحاب هذه الأفكار.
ولفت، إلى أن «بدر» أراد أن يترك عمله في القوات المسلحة من خلال الظهور في بعض المساجد التي يسيطر عليها سلفيين متشددين، فسار في طريق كانت نتائجه غير متوقعه وتبدلت مشاعره الدينية والطبيعية إلى آخري عدائية.
وأكد، أنه مر بمرحلة انتقل فيها إلى التشدد الحقيقي بعدما سافر إلى الخارج، ويبدو أنه أراد إنجاز شيء بصلة لم نتحقق منها مع الجهادي، نبيل المغربي، وإن كانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت عنها.
وأنهى كلامه، أن «بدر» انجرف إلى طريق لم يكن يرسمه لنفسه بفضل الثقافة الدينية المتواضعة، حتى أصبح حلقه في ظاهرة خطابها براق مع محدودية الثقافة، فتم تجنيده والتي لاقت رغبة الاستعداد النفسي وبالتالي نفذ عملية التفجير ضد وزير الداخلية، محمد إبراهيم.
هوية الانتحاري
الانتحاري هو ذلك الشخص الذي يُقدم على تفجير نفسه عبر وسائل متعددة بهدف إلحاق أضرار بالغة بالطرف الآخر؛ وغالباً يستنزف «الانتحاري» طرقا كثيرة عبر المواجهة المسلحة ولا تتبقى له سوى هذه الطريقة على اعتبارها تحقق هدفه سريعاً، وتحقق أيضاً خسائر غير متوقعة في نفس الوقت لدى المستهدفين، وغالباً ما يستمد «الانتحاري» عقيدته من الشريعة الإسلامية وتكون سلوته في ذلك متخيلاً أن قتله لنفسه بمثابة بداية حياة جديدة في الآخرة يكون فيها مخلداً بأعالي الجنان مع الرسل والصالحين وحُسن أولئك رفيقا.
وهذه الظاهرة قلما نجدها بين من يرفعون راية النضال ولا تكون لهم خلفيه إسلامية؛ فإزهاق النفس لا معنى له إلا لدى التيارات الإسلامية التي ترى في القتل حياة جديدة بجنات النعيم، فلا تجد «قومي» أو «ثوري» مثلاً يفعل ذلك، ولكنك في ذات الوقت تجد ذلك بين أصحاب الخلفية الإسلامية نظراً لمعتقدهم وبخاصة الذين يأخذون الجانب «الحركي» من الدين وإن شئت فقل الجانب «الجهادي» من تشريعاته، وللتدقيق فقد ظهرت هذه العملية بين «الكاميكاز الياباني»، وعرفت هذه العملية في صفوف المقاومة الفلسطينية في السبعينيات وعرفت بين فدائيي حرب الجلاء في السويس وإن كان لها بُعد ديني أيضاً ولكن بعيداً عن أطر تنظيمية لجماعات دينية، ولكن ما يمكن أن نقوله في هذه النقطة أن الجماعات «الجهادية» زادت من وتيرة هذه العمليات وتحديداً «القاعدة»، واعتبرتها تعبيراً عنها وخاصة فيما يعرف بإستراتيجية الجهاد الفردي في ظل أزمة تنظيماتها، وربما تنفيذ «القاعدة» عمليات «انتحارية» وترسيخ هذا المبدأ دفع الجهاديون في أقطار آخري لتبني نفس صورة المقاومة والجهاد وربما محاولة قتل وزير الداخلية من خلال تفجير موكبه في عملية «انتحارية» كان على رأسها الرائد، وليد بدر، دليل على استنساخ هذه العمليات في أقطار آخري ويعود الفضل في ذلك للقاعدة التي أصبحت ملهمة للتفجيرات وربما كان الحدث الأكبر في ذلك تفجيرات برجي التجارة العالمين في نيويورك سبتمبر 2001.
الإسلاميون يشرعنون طريقة القتل الاختياري عبر فتاوى وأدلة مستقاة من القرآن والسنة حتى تتحول لسلوك وبالتالي تصبح طريقة تفكير يواجهون من خلالها خصومهم السياسيين أو من يظنون أنهم خصوم الدين، وهذه أشد بغضاً لقلب وعقل هؤلاء الجهاديين وهو ما يدفعهم ليس لمجرد البحث عن وسيلة لقتلهم، ولكن لإمعان القتل والتنكيل وهم يتخيلون أنهم يدافعون عن الدين أمام خصومة وأعدائه الذين يناصبونه العداء.
حدث خلاف كبير بين العديد من الأئمة والعلماء والمفتيين حول تسمية «الانتحاري»؛ فهناك من ذهب إلى أنه «شهيد» وبالتالي غلب على ألفاظه العمليات الاستشهادية بدلاً من العمليات الجهادية، وغالباً هذا الجدل حسم لصالح من يواجه عدو يختلف معه في الديانة، مثل حالة حركات المقاومة الفلسطينية واليهود، أم بالنسبة لأولئك الذين ينفذون عمليات تفجير داخل بلدانهم، فإن أغلب الفقهاء فضلاً عن تحريمهم للقتل عموماً، فإنهم يعتبرون الشخص الذي يفجر نفسه منتحراً لا شهيداً بعيداً عن نيته ويستشهدون في ذلك بقوله تعالى،: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، فبعيداً عن فساد المنهج الخاص بالانتحاري، فإن العلماء يرون فساداً آخر بأن الشخص يقبل بإرادته الحرة وباختياره على قتل نفسه وآخرون هو محاسب علي قتلهم، فما بال نفسه.
تاريخ العمليات الانتحارية في مصر
أغلب العمليات العسكرية التي قامت بها التيارات الجهادية ونفذتها في السبعينات من القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات كانت عمليات مسلحة والقليل منها حمل صيغة «الانتحاري»، مثل محاولة تفجير موكب وزير الداخلية الأسبق اللواء، زكي بدر في 26 نوفمبر سنة 1989 تحت كوبري الفردوس بمنطقة مصر الجديدة؛ وكان مخطط تفجير سيارة محملة بمادة ال TNT شديدة التفجير، وبداخلها شخص انتحاري يقوم بتحديد وقت التفجير على أن يكون ذلك أثناء مرور موكب الوزير، وشاءت الأقدار أن فشلت العملية ولم تنفجر السيارة واشتعلت النيران في جسد الانتحاري.
محاولة اغتيال «زكي بدر» كانت في شهر نوفمبر 1988، وكانت تزن السيارة من المتفجرات ما يعادل 200 كيلو جرام، ولخطأ تقني لم تنفجر السيارة رغم اشتعالها واحتراق الشخص الانتحاري بداخلها فلم يمت بطبيعة الحال، وكان يدعى جمال رواش، وقد حاول الاشتباك مع القوة الأمنية المصاحبة لوزير الداخلية والتي ألقت القبض عليه في الحال.
وبعد أن تم القبض عليه، لم تتكرر مثل هذه العمليات وإن فكرت الجماعة الإسلامية تنفيذ عملية بهذا الشكل بهدف اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء، عبد الحليم موسى، بعد محاولات اغتيال عديدة وفاشلة، وإقدام «الجماعة» على محاولة اغتيال وزير الداخلية، ذكي بدر، وقد خطط «التنظيم» وقتها لتفجير موكبه وفي حال فشل ذلك لأي سبب أو عطل فني يتم ضربة بالقنص على بعد أمتار من محاولة تفجير موكبه.
- قامت جماعة الجهاد عام 1993 بمحاولة تفجير موكب وزير الداخلية الأسبق، محمد حسن الألفي، من خلال أحد أتباع «التنظيم» وكان يسمى، ضياء، وكان يبلغ من العمر 17 عاماً، وكان يدرس في المرحلة الثانوية من التعليم الثانوي، وكان ضمن مجموعة الجهادي، نزيه نصحي، وبالفعل فجر «ضياء» نفسه في الموكب وكان يركب دراجة بخارية، إلا أن العملية لم تسفر عن شيء وأصيب «الألفي» وقتها بجروح ولم تقع أي إصابات.
من العمليات «الانتحارية» تفجير مبنى المخابرات الحربية بمدينة رفح الحدودية في 11/9/2013 بحي الإمام علي، والذي سقط على أثرة 6 شهداء و 17 مصاب، ورغم أن جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسئوليتها عن الحادث إلا أنها رفضت الإفصاح عن هوية «الانتحاري» واكتفت بقولها، نفذها أسد من المجاهدين.
من أهم العمليات «الانتحارية» تفجير مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة في 24 ديسمبر 2013، وأعلنت أنصار بيت المقدس، أن منفذ التفجير يدعى «أبو مريم»، والتي راح ضحيتها أكثر من 14 قتيل و24 مصاب.
- من أهم العمليات «الانتحارية»، تفجير مديرية أمن جنوب سيناء في 7 أكتوبر عام 2013، والتي راح ضحيتها 5 جنود وحوالي 50 مصاب، وقد أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس، مسئوليتها ونشرت صور متلفزة للانتحاري والذي يدعى، أبو هاجر محمد حمدان، من قبيلة السواركه.
- عملية انتحارية في 19 نوفمبر 2013 ضد قافلة نقل جنود بمدينة العريش الساحيليه على الطريق المؤدي إلى الحدود مع قطاع غزة، وراح جراء هذه العملية 10 جنود وإصابة حوالي 35 من الجنود، وتم تنفيذ العملية من خلال سيارة ملغومة بواسطة «انتحاري».
- في محاولة لتفجير قسم شرطة الشيخ زويد، محافظة شمال سيناء، بواسطة «انتحاري» مجهول الهوية، الذي فشل بفعل التحصينات من الوصول لقسم الشرطة من الداخل ولم تقع أي إصابات أو قتلى، في حين عثرت الشرطة على السيارة المستخدمة في التفجير وبقايا أشلاء «الانتحاري».
- تم تفجير سيارة ميكروباص مسروقة بمنطقة حي الزهور بالشيخ زويد أثناء محاولة تفجيرها لمعسكر الزهور في 8/12/2013؛ تعاملت معه قوات الأمن وقامت بإطلاق الرصاص نحوها قبل نحو 800 متر من المعسكر، وقتل بداخلها ثلاثة «انتحاريين»، وتبين فيما بعد أن السيارة كان تحمل قرابة 600 كيلوا جرام من مادة TNT شديدة الانفجار.
تلجأ التيارات «الجهادية» لمثل هذه العمليات في الأوقات العصيبة عندما يكون صعباً عليها الوصول للهدف بشكل مباشر، وعندما تريد تحقيق نكاية سريعة ورد قد يدفع من وجهة نظرها الطرف الآخر للاعتراف بالهزيمة، وهذا ربما يفسر لجوء هذه التيارات إلى العملية الانتحارية رغم أن هذه العملية سبقها وتلاها عمليات آخري كانت بين القنص والتفجير ولكن دون وجود شخصية «الانتحاري».
وربما تختلف طبيعة الشعب المصري عن باقي الشعوب الأخرى التي تميزت بمثل هذه العمليات أو ميزتها هذه العمليات مثل الشعب العراقي أو الفلسطيني مثلاً؛ وربما ما تعرضا إليه كان دافعاً لاتخاذ هذه التيارات هذه الطريقة في المواجهة والتي تبدأ آمنه من ناحية إصابة الهدف وتحقيق الضرر البالغ.
ولعل انتشار أمد المواجهة يدفع التيارات الجهادية لاستعمال هذه الطريقة، فتبدو وأنها تطور طبيعي لشكل الصراع من قبل تيارات الإسلام السياسي التي تؤمن بالمواجهة المسلحة؛ وربما استمرار الصراع وشعور هذه التيارات بالمظلومية سواء جراء عزل محمد مرسي من السلطة أو قتل أتباعهم وأفرادهم في بعض التظاهرات والاعتصامات، قد يدفعها إلى استعمال طريقة أخرى لمواجهة الخصم، خاصة وأن عنصر القوة غير متكافئ بين الطرفين، مما يدفع الإسلاميين للبحث عن وسائل آخري أكثر تنكيلاً كما ذكرنا من خلال شخصية «الانتحاري».
وهذا ما يفسر الظهور الآني لمثل هذه العمليات في الوقت الحالي، بعد شعور «الإسلاميين» أن السلطة التي حاربوا من أجل الوصول إليها ذهبت منهم سدى وبدون حق من تيار يطلقون عليه «علماني» تارة و «نصراني» تارة آخري ويرون أنه يناصب «الإسلام» العداء وليس المسلمين فقط، وبالتالي يضطرون للمواجهة، بل وأشد صور المواجهة أيضاً من خلال العمليات «الانتحارية»، خاصة وأن خصمهم مسلح بكافة الأسلحة وتبدو مهاجمته أو القضاء عليه وهو في حالة التأهب القصوى أمراً مستعصياً.
ولعل ظهور هذه العمليات في دول كثيرة من العراق وفلسطين وسوريا وغيرها يفسر دلالة ظهورها في القاهرة، ولعل استنساخ صور المواجهة والصراع بين التيارات الإسلامية وغيرهم عامل مشترك يجمعهم في كل البلدان، ولكن الأهم ويمكن تسليط الضوء عليه، هو أن كثير من الجهاديين الموجودين في مصر كانت لهم تجارب «جهادية في البلدان التي تنتشر فيها هذه العمليات وإذا بحثنا في السيرة الذاتية ل وليد بدر، الذي فجر نفسه في موكب وزير الداخلية المصري، نجده قد سافر إلى العراق وأفغانستان حسب ما تداولته وسائل الإعلام فور تنفيذ العملية، وبالتالي فهذه الطريقة قد استعملها أقرانه من قبل ومن ثم فقد اعتاد عليها وربما وجدها تحرز نتائج سريعة وقوية في تنفيذ الهدف، فضلاً عن كونه شخصية عسكرية، فقد كان ينتمي للجيش المصري، فهو يعرف خطورة التفجير في اتجاه إصابة الهدف.
وهناك احتمال آخر لاستمرار العمليات الانتحارية وبدايتها وتكون حالة «وليد بدر» طليعة عمليات انتحارية قد تحدث في المستقبل، خاصة وأن المجموعة «الجهادية» الموجودة على الساحة بمثابة الطليعة التي تدربت في الخارج الذي يقر مثل هذه العمليات وقد عاش أغلب الجهاديين هناك على فكرة تأثير هذه العمليات في العدو، وهناك سببين في هذه النقطة لابد أن نلمح إليهما، أن الجهاديين الذين يعملون على الساحة يختلفون على الجهاديين الكلاسيك الذين قضوا سنوات طويلة داخل السجن وبالتالي لم تتح لهم الفرصة للتأثر كثيراً بالخارج الذي بدأ إقرار هذه العمليات ووجد من ورائها تأثيراً، نظراً لسنوات السجن الطويل وعدم خروجهم منه إلا بعد ثورة 25 يناير.
وبالتالي لابد أن نعترف أن الجهاديين الموجودين حالياً على الساحة في مصر قد أصابهم حظ من العولمة سواء في طريقة التفكير أو في طريقة ضرب الهدف، وأن هناك اتصالا فكريا ومنهجيا بين هذه التنظيمات إن لم يكن هناك اتصال تنظيمي وعضوي، وهذا ما يدفع الجهاديين في مصر للتأثر بشخصية إخوانهم «المجاهدين» في البلدان العربية الأخرى، من هنا تبدو الخطورة، ولكن إطالة أمد الصراع له عامل آخر مهم في ظهور أكبر لهذه العمليات واستمرارها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.