قدم تقرير أميركي معطيات مفصلة عما اسماها ب"مؤامرة قطرية- تركية- إيرانية" تهدف إلى تخريب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مصر في مايو/أيار، وإفشالها عبر مخطط للعنف وبثّ الفوضى وتدمير مؤسسات الدولة. واكد مسؤول سابق في الكونغرس الأميركي أشرف على إعداد التقرير، وجود محاولات لإنشاء "جيش مصري حر" على غرار "الجيش السورى الحر"، هو الآن قيد التدريب والتجهيز في ليبيا بهدف نشر الفوضى لتخريب الانتخابات الرئاسية. وقال جوزيف بودانسكي، المدير السابق لمجموعة العمل في الكونغرس بشأن الإرهاب والحرب غير التقليدية في الفترة من 1988 حتى 2004، إن هذه المحاولات تشرف عليها جماعة "الإخوان المسلمون" بالاشتراك مع تنظيم "القاعدة" وترعاها كل من قطر وتركيا وإيران، ويتم التخطيط من خلالها ل"استهداف المنشآت الحيوية بما في ذلك مطار القاهرة الدولي، واقتحام السجون لإطلاق سراح عناصر الإخوان المعتقلين ونشر الفوضى". وأضاف بودانسكي في تقرير نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الاثنين، أن المخابرات الليبية إما أنها تسمح، أو على الأقل ليست قادرة على منع هذه التحضيرات. وكشف الخبير الأميركي عن أن مصانع ليبية هي الآن بصدد إنتاج الزي الرسمي الذي يرتديه الجيش المصري، كما يجري توزيع هذه الملابس على عناصر "الجيش الحر"، استعدادا للتسلل إلى مصر وتنفيذ المخطط الإرهابي. وأضاف بودانسكي وهو حاليا مدير البحوث لدى جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية، أنه وبينما ينتظر الإرهابيون "ساعة الصفر التي ستحددها استخبارات البلدان المشرفة على العملية"، فإنه بالتوازي مع ذلك يجري تسليم العناصر المتدربة، التي تضم إرهابيين من ذوي الخبرة من السودان وغيرهم ممن قاتلوا في سورية وأماكن أخرى رفقة مصريين، أسلحة ومركبات وغيرها من المعدات يجري تخزينها في إقليم برقة شرق ليبيا في انتظار نقلها إلى مصر. وأوضح بودانسكي استنادا إلى مصادر لم يسمها، أن مقاتلا شارك في نشاطات ارهابية في سوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، يدعى شريف الرضوان هو الأمير أو القائد المفترض ل"الجيش المصري الحر". وان المدعو إسماعيل الصلابي هو من ينسق مع الدوحة وانقرة وطهران ووكالات الاستخبارات المشرفة على المخطط الإرهابي. وقال بودانسكي إن القيادي الليبي "أبو عبيدة" يشكل ايضا حلقة الاتصال مع قطر، الذي أكد أن مسؤولي الاستخبارات والجيش القطريين المتواجدين على الأراضي الليبية التقوا به مرات عدة للحصول على تقارير بشأن تدريب الإرهابيين. وكشف التقرير أن إسماعيل الصلابي يرتبط بعلاقة صداقة مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، ويلتقيان في كثير من الأحيان، كما بين أن المدعو كامي الصيفي وإسماعيل الصلابي، اللذين ينتميان لتنظيم "القاعدة"، وكانا على اتصال دائم بنائب المرشد العام ل"الإخوان" خيرت الشاطر، يلعبان دورا مهما في المخطط الإرهابي لمنع مؤسسات الدولة المصرية من تنظيم الانتخابات الرئاسية وإدخال مصر في حمام دم. ووفقا للمعلومات التي قدمها التقرير فإن غالبية عناصر "الجيش المصري الحر" هم الطلاب المصريون الذين استطاعوا الفرار إلى ليبيا، ويخضعون لقيادة أبو فهد الزاز، الذي عاد لتوه من سورية إلى ليبيا للمساعدة في تدريب الإرهابيين الذين تقرر إرسالهم الى مصر. واشار التقرير إلى أن "الإخوان" اتخذوا أحد فنادق غزة (سماه بالاسم) مقرا لنشاطاتهم بعد فرار قياداتهم إلى القطاع في أعقاب الإطاحة بهم من السلطة في يوليو من العام 2013، وأن المقر يخضع إلى إدارة محمود عزت، عضو مكتب الإرشاد. وأكد بودانسكي أن ستة من كبار قيادات الإخوان فرّوا واستقروا بالفندق المذكور مباشرة بعد الإطاحة ب"الإخوان" من السلطة، ثم تسلل المزيد في ما بعد، من أبرزهم القائد الأعلى للذراع السرية ل"الإخوان"، تسميه مصادر من "حماس" "السيد x".