اعلن الحزب الشيوعي السوداني رسميا رفضه تولي الرئيس عمر البشير ادارة الحوار الوطني في السودان وقال : ان البشير وحزبه المؤتمرالوطني ركن اساسي في الازمة ولايمكن ان يتحول الى خصم وحكم. وافلح الحزب الشيوعي في حشد الالاف في ندوة جماهيرية مفتوحة بميدان المدرسة الاهلية قبالة منزل الزعيم الازهري بام درمان ليلة امس "السبت" ولم تمنع حرارة الطقس الذي تجاوزت (44) درجة مئوية الجماهير من حضور الندوة. وعبأت الحناجر بالهتاف التصفيق والزغاريد ورددت الشعارات المناوئة للحكومة "الشعب يريد اسقاط النظام" نقاوم لانساوم" ثورتنا سلمية .. الدم قصاد الدم مابنقبل الدية". وحيت المنصة ومن خلفها الالاف مشاركة ممثلين لبعض اسر ضحايا هبة سبتمبر الماضي بينهم "هزاع" وسارة عبدالباقي" وخطف كورال الحزب الشيوعي الاضواء باناشيد ثورية كما ارسلت تحايا خاصة لشاعر الشعب الراحل محجوب شريف. وقوبل ظهور رئيس تحالف المعارضة قبل نهاية الندوة بالتصفيق الداوي بعد اعلان المنصة عن حضوره بعد شفائه من الوعكة التي المت به في ندوة المعارضة بشمبات ليلة امس الاول "الجمعة". ودفع عضو اللجنة المركزية للحزب يوسف حسين اثناء مخاطبته الحشد بوصفة "روشتة" لتعافي الاقتصاد السوداني ردا على سخرية الحكومة بان المعارضة لاتملك حلولا لازمات الاقتصاد السوداني المتتالية وقال ان الوصفة تتمثل في وقف الاجندة الحربية وخفض ميزانية الامن والدفاع واسترداد الاموال العامة المنهوبة ومكافحة الفساد. وتوقع حسين انفلات جنوني للاسعار وانهيار شامل لمؤسسات الدولة التي وصفها بمحاولة تسويق الاوهام للمواطنين بشعار سنعيدها سيرتها الاولى.. ورأى ان شعارات السلطة الحاكمة باعادة مشروع الجزيرة والسكة الحديد والخدمة المدنية وغيرها سيرتها الاولى مجرد "فرقعة اعلامية". وقال حسين ان هنالك ثورة شعبية وشيكة تتخلق في رحم الشارع السوداني وان هبة سبتمبر كانت بروفة حقيقية ووقفة اساسية في التاريخ النضالي للشعب السوداني وقال انها ارعبت النظام وجعلته يسارع تحت ضغط الجماهير في طرح اجندة للحوار. وكرر حسين موقف المعارضة بانهم لايرفضون الحوار لكن شريطة ان يفضي الى تفكيك النظام واستعادة الديمقراطية كاملة غير منقوصة مؤكدا ان الانفراج الحالي جاء نتاجا للضغط والحراك الجماهيري وليس منحة اوهبة من احد شخص كان او حزب. وحيا القيادي بتحالف المعارضة المحامي ساطع الحاج شهداء بانتيو وقال ان الجماهير لن تتسامح مع الذين تسببوا في قتل ابناء شعبنا. واكد ان التحالف لم يتراجع عن مواقفه في اسقاط النظام وان الحوار لايعني انتهاء المساءلة والمحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت من وقوع انقلاب الانقاذ في 1989م .وقال ساطع ان السنة الحالية ستكون سنة حاسمة ولن يستطيل امر اسقاط النظام او يستزيد. وفي كلمة قوية قالت عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي امال جبرالله ان ظهور النساء في الندوات العامة هزيمة للمشروع الحضاري الذي كان يخطط لتحويل نساء السودان الى "حريم بيوت" وطالبت بالغاء القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون الامن والصحافة والنقابات بجانب المواد سيئة السمعة بالقانون الجنائي السوداني وحددتها بالمواد"152″ و"153″ التي قالت انها استخدمت لاذلال المرأة السودانية.