سيف الحق حسن [email protected] لأسطورة الغناء الجامايكي بوب مارلي أغنية جميلة ومشهورة تأتي على نفس منوال المقطع الإنجليزي من عنوان المقال وإسمها No woman No cry. والمعروف عن الراحل المقيم إنه كان داعية كبير للسلام والحرية بأغنياته الإنسانية النبيلة الرائعة، النابذة للحروب والتفرقة العنصرية. يمكنك ان تراجع أغاني War، Get up Stand up Stand up for your rights وغيرها. ومع اني أفهم المعنى الرئيسي والهدف السامي لمعظم أغانيه ولكن كانت تحيرني أغنية No woman No cry. فكنت أفهم فكرة الأغنية تعني بأن عدم وجود نساء يعنى عدم وجود ألم و بكاء. وبطريقة أخرى يعنى أن عدم وجود نساء فى حياة الرجل يعنى تخلصه من البكاء ومن متاهات الحب وإرهاقه. وهناك معنى آخر كان يصلني وهو أن المرأة لا تجلب معها إلا البكاء، أو إذا لم يكن هنالك نساء في الدنيا لم يكن هناك بكاء، مما يعني أن بوب مارلي يمجد التوحد الذكوري. ولكن ما كان يثنيني على تقبل هذا الفهم تماما باقي كلمات الأغنية التي تتحدث عن الذكريات مع الحبيبة. هذه من مآسي تعليمنا اللغات الأخرى بالترجمة الحرفية للكلمات دون تعلم التعابير المجازية وإعتبارات الفوارق الثقافية المختلفة الني كلها قد تؤدي إلى عدم الفهم الصحيح للغة الغير. وعلى كل، فقبل مدة عندما قرأت مقالا للكاتب المصري عمر طاهر أورد فيه تحليلا لغويا موسيقيا للكاتب طارق الخواجي منشور في جريدة الرياض عن أغنية No woman No cry ويعني "لا تبكي يا إمرأة". وهذا المعنى لم أكن لأفهمه لأني إذا أردت أن أقول لا تبكي يا إمرأة بالإنجليزية لقلت: No woman, Don't dry. يقول الخواجى: "تعانى هذه الأغنية إن صح التعبير، من سوء الفهم الذى جره عليها العنوان الذى اختاره لها مارلى، وجعله حجر الزاوية الذى تقوم عليه مقاطع الأغنية، التى ارتبطت باسمه حتى وقتنا الحاضر. فعنوان الأغنية يترجم بما يوحى بالعزاء والسلوان على فراق عاطفى وحياة جديدة، حيث لا بكاء، لأنه لم تعد فى حياة ذلك الرجل امرأة، بينما المعنى الحقيقى للعنوان «لا يا امرأة، لا تبكى»، حيث تقرأ كلمة النهى الثانية فى العنوان، بمقابلها فى لهجة الجامايكيين «ناه» التى تعنى بالإنجليزية «لا تفعل»، ولعل سوء فهم هذه الترجمة يعود فى أسوأ الظنون، إلى اللهجة الثقيلة والتحويرية للألفاظ التى يتحدث بها الجامايكيون على وجه الخصوص للغة الإنجليزية". ويردف قائلا: "إن أفضل تفسير لهذه الأغنية التى اجتاحت العالم ذكرته ريتا مارلى أرملة المغنى الراحل فى كتابها الذى يحمل نفس عنوان الأغنية، والتفسير أن الأغنية عن شاب ينوى الرحيل عن بلاده، وهو إذ يرحل فإنه يعزى أخته أو قريبته أو لعلها حبيبته، لا نعلم، فهو يغيره فى كل مقطع، ويؤكد لها أن الأمور ستكون أفضل، الأمور تتغير لمستقبل مشرق، وهو يرى ذلك، حيث يجلس أناس يعرفهم فى الساحة الحكومية، منشرحين ومبتسمين للحياة، وحيث يلعب الأطفال على النار التى يتركها «جورجى» مشتعلة حتى شروق الشمس عند الفجر. إنه يؤكد لها أن رحيله على قدميه، وانطلاقه فى مسيرة أخرى -لعلها رحلته الموسيقية- لا يستدعى أن تذرف دمعة واحدة، فكل شىء سيكون على ما يرام". وبعد ان عرفت تلك المعاني إزددت عشقا لهذه الأغنية. هذه الأغنية تصور حالة كل واحد منا كسودانيين. فكل الأمور متلخبطة ونبكي نحن الرجال ناهيك عن النساء بسبب كل هذه المآسي التي تحيط بوطننا، ونطمئن بعضنا بأن كل شئ سيكون على ما يرام كما في الأغنية "Everything gonna be alright". ولقد أصبحت أردد أحيانا مع الأغنية No Sudan No cry، بالإشارة لعزة. وتذكرت الأغنية الأخرى الرائعة .Don't cry for me Argentina فهل يجب أن نردد أيضا لا تبكي علينا السودان Don't cry for us Sudan. وبالمقابل معظم اغانينا تهبط إلى نوع الشق الثاني من عنوان المقال: "يا ماشي لي باريس جيب لي معاك عريس". وبنفس الطريقة ندعوا لي عزة آمين. وفتح عينك قدر الريال: عزة بالعين وليس بالغين. وبإذن الله خير، في إنتظار أن يأتي العريس من باريس لأن إعلان باريس يعتبر حجر أساس جيد لبناء دولة صحيحة إذ يقوم على مبدأين مهمين هما: التغيير السياسي السلمي، ووقف الحرب. والتطلع لتكوين السودان الواحد الذي يستظل تحت العدالة والحرية والسلام. ومن هنا يكون الخلاص كما عبر عن ذلك بوب مارلي المبدع الخالد في أغنيته الممتازة: Redemption songs والتي أدعوك لمراجعتها وتأمل معانيها.