نظمت مجلة اللافتة التي يصدرها منتدى شروق منبرا من أجل إنجاح الحملات القادمة تحت عنوان (تقييم وتقويم حملة مكافحة التراكوما بولاية القضارف) يوم أمس الأحد بقاعة عدن . تحدث في المنبر وزير الصحة الأسبق الباشمهندس مصطفى السيد الخليل الذي قال أن المشكلة ليست واضحة وأن الحملة افتقرت للأسس الصحيحة لتنظيم الحملات ، وقال أن مسح 2005 كشف أن نسبة الإصابة بالتراكوما بلغت 5,9 % في بلدية القضارف ، ووصلت إلى 10,6% في عام 2012 وهي العتبة التي تستدعي التدخل حسب معايير الصحة العالمية ، وقال الخليل أن الحملة تم تسييسها بحرصهم على أن يفهم المواطن أن بلدية القضارف هي من قدمت الخدمة ، وأكد أن الصرف على الحملات لا يتجاوز خمس المبلغ المرصود وأردف هذا على مسئوليتي ، وتساءل : كم المبلغ المرصود لمكافحة التراكوما ؟ وكيف تم الصرف ؟ واعتبر أن المسارعة بإعادة الحملة مثل خطأ فادحا وكان ينبغي أن تسبقها حملة مدروسة لرفع الوعي . ومن ناحيته قال محي الدين عمر/أكاديمية العلوم الصحية أن المشكلة الكبرى تمثلت في غياب التوعية ، وأن المضاعفات حدثت ربما من زيادة الجرعة ، وقال أن تناول الدواء مع المعدة الفارغة مشكلة ، وأكد أنه تم تدريب 500 شخص في ثلاث ساعات فقط في حين أن التدريب يحتاج إلى 6 أيام بمعدل 8 ساعات يوميا . وتساءل الصحفي عبد اللطيف عوض أنه ربما تمت زيادة نسبة الإصابة إلى 10% للحصول على تمويل الحملة . وأكد الأستاذ شرف الدين حسن إدريس أن انعدام الثقة في الحكومة قد بلغ درجة أن اشترط مواطنو حي كادقلي أن يتم استيعاب أبناء الحي لتنفيذ أي حملة قادمة في حيهم كما اشترطوا أن تقوم وزارة الصحة بتأهيل خبير من أبناء الحي ليتابع الحملات لضمان سلامة أبنائهم . وسط هذه التعقيدات لن تنجح حملة التراكوما مرة أخرى ما لم تقر وزارة الصحة وبلدية القضارف بخطئها وأن تعطي تفسيرا صحيحا لما حدث وتعتذر للمواطنين وتوضح المعالجات والتدابير التي اتخذتها للحملة الجديدة مع حملة توعوية واسعة ذات مصداقية كبيرة . إن لم تفعل ذلك فهي تتحمل وزر عدم نجاح هذه الحملة أو أي حملة أخرى .
