الخرطوم 17 سبتمبر 2014 ارتفعت حالات الإغماء والتسمم وسط تلاميذ المدارس بسبب أمصال التطعيم ضد التراكوما بمدينة القضارف شرقي السودان إلى أكثر من 850 حالة، وأبلغت مصادر "سودان تربيون" أن حملة للتطعيم اطلقتها إدارة الصحة بالبلدية بدون علم وزارة الصحة الولائية تسببت في الأزمة. تلميذات مصابات بآثار جانبية لمصل التراكوما في فناء مستشفى القضارف صورة من فيس بوك لكن وزير الصحة بولاية القضارف عبد الله البشير قلل من الحالات وقال إن نحو 170 حالة فقط هي التي وصلت المستشفى، نافيا وجود أي حالة وفاة وسط المصابين. وأكد الوزير ل"سودان تربيون" اقتصار حالات الإصابة على الفتيات، ورجح تعرض عدد محدود منهن لآثار جانبية للمصل، لكن البقية ونتيجة للخوف دخلن في حالات إصابة بسبب التهيوء. وشهد مستشفى القضارف حتى، ليل الثلاثاء، اكتظاظا لافتا بتلاميذ المدارس المصابين وأسرهم، وسط حالة من الذعر والغضب، وحال تدخل الشرطة دون انفلات الموقف، عقب حملة تطعيم بأمصال التراكوما. واضطرت إدارة المستشفى لاسعاف العديد من الحالات في الفناء الخارجي بعد امتلاء العنابر والأسرة بالتلاميذ المصابين. ووفقا لمصدر من القضارف فإن المدينة تعاني من ارتفاع كبير في الإصابة بمرض التراكوما الذي يؤدي إلى العمى، وتصل نسبة الإصابة إلى 10%. وأكد المصدر أن إدارة الصحة ببلدية القضارف نفذت حملة تطعيم ضد التراكوما بالأحياء الغربية لمدينة القضارف بدون اخضاع فرق التطعيم للتدريب وبلا علم من وزارة الصحة بالولاية، كما أن إدارات المدارس تفجأت بالحملة التي لم تسبقها أي حملات إعلامية أو إعلانية. وأوضح أن جرعة التطعيم التي هي عبارة عن أقراص كان يجب اعطائها التلاميذ وفقا لقياسات الوزن وهو الأمر الذي لم يتم، كما أن الجرعة التي تتطلب تناول وجبة غذائية منحت قبل الإفطار ما تسبب في حالات ألم في المعدة وقيئ. وسارع مجلس تشريعي الولاية الى إصدار قرار بإيقاف الحملة الوقائية في المدارس لحين فتح تحقيق لمعرفة مسببات وملابسات الإصابات. وقال رئيس المجلس بالإنابة صلاح كشة عقب اجتماع عاصف بوزارة الصحة إن المجلس وجه بإيقاف تنفيذ الحملة في المدارس ومنح جرعات العلاج بالمنازل وسبقها بحملات تثقيفية عبر وسائل الإعلام المحلية. وافاد أن المجلس التشريعي وجه بإجراء تحقيق عاجل بشأن جرعات العلاج التي تسببت في وقوع الإصابات المتمثلة في التقيؤ وإلتواء الامعاء والدوار. و"التراكوما" من الامراض المعدية ويصنف مع الأمراض المدارية المهملة، ويمكن ان يؤدي الاحتكاك الدائم للرموش بالقرنية بعد مرور الوقت إلى العمى وتحتفظ بكتريا "التراكوما" بحيوية لمدة أسبوع أثناء الرطوبة والبرد أما فترة العدوى غير الظاهرة، التي يكون المريض خلالها حاملاً للمرض بدون أن تظهر الأعراض. وحددت منظمة الصحة العالمية هدفا يتمثل في القضاء على المرض بحلول عام 2020، بالتعاون مع الحكومات الوطنية والعديد من المنظمات غير الربحيه باستخدام برامج مراقبة منظمة الصحة العالمية.