تعانى سمية خميس تربوش، طالبة دارفور التي اعتقلت وتعرضت للضرب المبرح وأطلق سراحها بالأربعاء ، تعانى من حالة صحية سيئة الآن، فيما تظل 15 طالبة أخرى من طالبات دارفور في سجن أمدرمان. وقالت الأستاذة أمل هباني رئيسة اللجنة التنسيقية لمبادرة (لا لقهر النساء) ل(حريات) إن (سمية عرضت على كشف طبي بمستشفى البراحة أمس، وذلك بعد استخراج أورنيك (8) لها ببحري، وهي تعاني من عسر هضم جراء كدمات بالبطن، ومن آلام جراء ضربة شديدة بالرأس، وهي ممتنعة من تناول الطعام بسبب ما تعانيه من آلام، كما أنها في حالة نفسية سيئة) وأضافت: (الطبيب الذي كشف عليها قال إن حالتها مستقرة وسوف تتحسن وفق توقعاته، وقد أعطاها أدوية لتخفيف الآلام وبدائل غذائية لأنها ترفض الأكل) مؤكدة إنهم في المبادرة يتابعون حالتها عن كثب، بمساعدة دائرة من النشطاء والمحسنين. وأعربت على قلقها على حالة (15) طالبة لا يزلن معتقلات بسجن أم درمان. وكشفت عن أن المبادرة قامت حتى الآن بإيجار شقتين لإيواء الطالبات بعد جمع تبرعات من عضوية المبادرة، كما تبرعت سيدتان بشقتين لإيواء عدد من الطالبات، وكشفت عن أنهن كذلك سيقمن اليوم بإيجار منزل خامس يؤوي نحو خمسين طالبة، كل ذلك عبر اتصالات المبادرة بالخيرين الذين يقدمون مواد عينية تموينية أو يشرفوا على إيجار الشقق للطالبات عبر لجنة مخصصة للإيواء في عضويتها الأستاذات سوسن الشوية وصباح الجبل وأمينة محمود. وأكدت أن المبادرة تسير في خطوط موازية، فهناك إضافة للجنة الإيواء لجان مالية لتلقي الدعم، ولجنة سياسية للاتصال بالسلطة الإقليمية وغيرها من الجهات والأحزاب للضغط والاستنفار، ولجنة إعلامية أشرفت على عقد المؤتمر الصحفي الأخير وتنوي إطلاق حملة إعلامية مناصرة للقضية. وأكدت أمل أن المبادرة تفضل تلقي مساهمات عينية، وفي حالة الإيجارات تفضل أن تشرف الجهة المتبرعة بالإيجار على الإجراءات. وقالت الزميلة الاستاذة رباح الصادق عضوة التنسيقية ل(حريات) إن مجهود الإيواء والإعاشة يشكل جزءاً فقط من تحركات المبادرة التي تسعى بالضغط والتصعيد لإطلاق سراح ال(15) اللائي لا زلن قيد الاعتقال بسجن أم درمان، وكذلك بالاتصال بالسلطة الإقليمية لتوفير سكن دائم وملائم فالمجهودات الحالية بإيجار شقق وتوفير تموين هي فقط لإطفاء الحرائق ولئلا تظل الطالبات في العراء والمسغبة، ولكن الحل النهائي يكمن في توفير سكن ملائم بأسعار رمزية مثل الذي كانت الطالبات تتمتعن به في الماضي القريب، وقالت: القضية الأخرى المهمة والتي نهتم بها للغاية في المبادرة هي قضية التحرشات الجنسية والعنف اللفظي والعنصرية الذي قوبلت بها الطالبات، وأضافت: نحن على قلق عظيم من أن يكن الطالبات المعتقلات قد تعرضن لانتهاكات فظيعة في هذا الصدد، فالمعتقلات اللائي أطلق سراحهن في نهاية الأسبوع الماضي خرجن في حالة نفسية يرثى لها، وأضافت: عضوة المبادرة التي التقت ببعضهن عبرت عن قلقها بصراحة. وقالت: إن قضيتنا الكبرى بمحاربة العنف ضد النساء تظل حية في هذه القضية بشكل مؤلم، مؤكدة استمرار مجهودات المبادرة في إطلاق حملة كبرى متعددة الأوجه تتناول كل هموم وقضايا الطالبات سواء إطلاق سراح المعتقلات، أو إيوائهن وقتيا، أو توفير سكن دائم، أو محاربة العنصرية والتحرش وكافة أشكال العنف ضد النساء، أو توفير دعم مادي ونفسي للطالبات المروعات، معتبرة أن هذا واجب إنساني ووطني وديني أصيل.