بسم الله الرحمن الرحيم مبادرة لا لقهر النساء بيان حول حالة طالبات دارفور المعتدى عليهن ونحن نستقبل صباح الذكرى ال50 لثورة أكتوبر العظيمة نحيي نضالات شعبنا السودانى وكفاحه الشرس الصبور ضد الديكتاتوريات وأنظمة القمع…ونحيي نضال المرأة السودانية التى ظلت تدفع الأثمان الباهظة لخرافات وفشل الانقاذ لربع قرن ونشيد بكدحها على مختلف الأصعدة ..ونحيى على وجه الخصوص النساء المقاومات لمخطط إبعاد النساء عن المجال العام والنضالات المختلفة لهن بهذا الصدد.. وعلى رأس موضوعات المقاومة قضية طالبات دارفور و اللائي اعتقلن وعذبن وتم التحرش بهن وتشريدهن ..ولا زالت قضيتهن تشغل بال الرأي العام والنساء السودانيات على وجه الخصوص، مع تصاعد في اللامبالاة من نظام (الإنقاذ). فبعد أن تمت الهجمة البربرية من قبل الصندوق القومي لرعاية الطلاب، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وقوات الدعم السريع، والحرس الجامعي، على الطالبات في شهر حرام، في ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى المبارك، وتم اعتقال (24) منهن (في حين ظلت (26) منهن مختفيات وغير معروف مكانهن حتى الآن) ، وذلك بعد تحويل عدد منهن لبعض الداخليات بولاية الخرطوم، وبعد التصعيد الإعلامي الذي قامت به المبادرة إلى جانب العديد من الجهات الطلابية والمجتمعية والحزبية، بداية بالمؤتمر الصحفى الذى نظمته مبادرة لا لقهر النساء واستضافت به تجمع روابط دارفور وهيئة محامى دارفور. والذى كشفت فيه الطالبات الانتهاكات المروعة التى حدثت لهن؛ وبعد الوقفة التضامنية التي نظمناها بالتعاون مع تلك الجهات، بالإضافة للجنة مناهضة السدود وحركتي التغيير الآن وقرفنا ونشطاء آخرون، أمام المفوضية القومية لحقوق الإنسان، والمذكرة التي سلمتها مبادرتنا للمفوضية وذلك في يوم الخميس 16 أكتوبر الجاري، مطالبين فيها بالتحقيق حول الانتهاكات التي قام بها الصندوق القومي لدعم الطلاب بولاية الخرطوم وجهاز الأمن والمخابرات الوطني في حق الطالبات.. بعد كل هذه المجهودات والمطالبات المتكررة من جهات وطنية ودولية بضرورة وقف الانتهاكات وإنصاف الطالبات ومساءلة الجناة الذين ضيعوا حقوقهن، نجد أن حصيلتنا من التقدم ضئيلة، وأن الانتهاكات تزداد. إننا في المبادرة نثمن كل الجهات التي ساهمت بالضغوط التي أثمرت إطلاق سراح عدد من الطالبات حتى نهاية الأسبوع الماضي وهن: اخلاص بشارة، سوزان عمر، سامية حسن، رحاب حامد، فدوى أحمد، حنان سليمان، أماني، نجلاء، صفاء، رحاب، وسمية خميس تربوش، بالإضافة لإطلاق سراح علياء حسون صباح الأمس. كما نندد بالممارسات غير القانونية واللا أخلاقية لجهاز الأمن والمخابرات الوطني واعتقاله للطالبات بلا جريرة وإخفاء مكان اعتقالهن، وانتهاكه لحقوقهن، حيث روين تعرضهن للتعذيب والتحرش بأفظع صوره، والإهانة والابتزاز والتهديد، فالطالبات اللائي أطلق سراحهن خرجن بأحوال صحية ونفسية سيئة جراء ما تعرضن له من تنكيل، على سبيل المثال سمية خميس التي حولت أثناء الاعتقال لمستشفى الأمل التابع للأمن لتدهور حالتها الصحية، وبعد خروجها من المعتقل وحتى الآن تخضع لفحوص وعلاجات طبية وهي مصابة بكدمتين لا زال أثرهما باقياً في الرأس والبطن، وبعسر الهضم وممتنعة عن تناول الطعام. كما ندين بوجه خاص التحرش الجنسي واللفظي والاساءات العنصرية التي تعرضن لها على أيدي منسوبي الجهاز. ونلفت الأنظار إلى أنه لا زالت هناك (12) طالبة معتقلة بسجن أم درمان في ظروف سيئة، وهناك قلق من أنه يتم تعريضهن للتعذيب، الطالبات هن: سعدية بخيت، حواء سليمان الدومة، رقية موسي، اعتزاز محمد عبد الكريم، سلمي دقيس، منال ابكر، مواهب محمد أبكر، عرفة محمد، نهلة علي عبد الرحمن، رانيا حسن، إخلاص الطاهر آدم، ونعمات أحمد هارون. ونشير إلى أن الطالبات المفرج عنهن قد أشرن تحديداً للتعذيب الشديد الذي تتعرض له أربع من المعتقلات بشكل خاص هن حواء وسلمي ومواهب وعرفة، ذاكرات بأن حالتهن سيئة، معربات عن قلقهن عليهن وعلى كل زميلاتهن اللائي خلفنهن بسجن أم درمان. وفي المقابل يستمر مسلسل تشريد الطالبات، فقد تم إنذار الطالبات اللائي حولن لداخلية (البرهانية) بإخلائها، وتتالت الإنذارات في داخلية (البشائر) والتي طردت منها صباح اليوم(24) طالبة وهن في الشارع الآن. وهذا يعني أنه برجوع الطالبات اللائي سافرن لأهاليهن إبان إجازة العيد واستئناف الدراسة في مختلف الجامعات، سوف تكون هناك نحو خمسمائة طالبة دارفورية كن يسكن مجمع (الزهراء) الذي تم هدمه، في العراء، مما يتطلب أن تتقلد الدولة مسئوليتها تجاههن. إننا في المبادرة نقوم بوسعنا في هذا الصدد، وقد كونا لجنة مختصة بالإيواء تشرف حتى الآن على أربع شقق، وهي بصدد إضافة منازل أخرى، ولكننا نتحرك بطاقة محدودة، ونحن في المبادرة إذ نشيد بالروح الحماسية التي قابلناها من مختلف الأطراف في مجتمعنا السوداني العريض، والتي تؤكد أن (الدم السوداني واحد) فإننا ندرك أن هذه حلول وقتية، ولا بد من حصول الطالبات على حقوقهن في التعليم والسكن الدائم غير منقوصة. ونكرر تعهداتنا ألا يغمض لنا جفن حتى يطلق سراح الطالبات المعتقلات، ويحصلن على سكن لائق وتعويض مادي ومعنوي لما تعرضن له من انتهاكات وسلب للممتلكات، ويساءل الجناة في الصندوق ممن شردوا الطالبات متحججين بأوهى الحجج ومتخذين التنكيل ومستقوين بقوات القمع المدججة، كما يساءل الجناة في جهاز الأمن الذين ارتكبوا تلك الجرائم خاصة التعذيب وما احتواه من جرائم التحرش الجنسي والإساءة العنصرية، معلنين أننا في مبادرة لا لقهر النساء سوف نسعى لتجريم التعذيب عامة والتحرش الجنسي والاغتصاب على وجه الخصوص واستئصاله من ممارسات الأجهزة الأمنية، وردعه بأقسى العقوبات، وذلك بكل ما نملك من قوة ومن صوت نجهر به ليلاً ونهاراً. ونطمئن الطالبات اليافعات بأننا كأمهات وأخوات لهن لن نصمت على إذلالهن عبر التحرشات والتي هى منهج متعمد يقصد به إبعاد النساء عن المشاركة العامة الفاعلة.وهذا ما لن تستسلم له المرأة السودانية بتاريخها النضالي العظيم. إننا نطالب السلطة الإقليمية لدارفور القيام بدورها في تنفيذ وثيقة الدوحة والتعهدات المعطاة لطلاب دارفور في مؤسسات التعليم العالي، ودورها في صون حقوق الطالبات المروعات، كما نهيب بكافة النشطاء والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والدولية، أن يصعدوا ضغوطهم من أجل تحقيق الأهداف المذكورة، وأن يقدموا وسعهم في دفع مجهوداتنا في القضية. والخزى والعار للجبناء. وعاش نضال المرأة السودانية 21 أكتوبر 2014م.