إعترفت الأممالمتحدة بان بعثة حفظ السلام في دارفور (يوناميد) تسترت على تفاصيل هجمات القوات الحكومية على المدنيين . وقال المتحدث بإسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك ، حسب بيان أوردته (رويترز) انهم توصلوا إلى ذلك بعد مراجعة داخلية قامت بها الأممالمتحدة رداً على إتهامت طالت بعثة الأممالمتحدة والإتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) بانها قد حجبت عمداً تفاصيل الهجمات القاتلة على المدنيين . وأضاف دوجاريك في بيانه الذي تلاه على الصحفيين أمس : (في خمس من الحالات التي تم فحصها لم تقدم البعثة لمقر الاممالمتحدة تقارير كاملة بشأن الملابسات المحيطة بهذه الاحداث والتي تضمنت أخطاء محتملة من جانب الحكومة أو القوات الموالية للحكومة). وأضاف ان بعثة (اليوناميد) إنتهجت خطاً محافظا للغاية في التحدث مع وسائل الاعلام ولزمت الصمت في الوقت الذي كان بامكانها فيه ان تقدم للصحفيين معلومات. وقال : ( الامين العام بان كي مون منزعج بشدة لهذه النتائج . وهو يعلم ان يوناميد تواجه تحديات فريدة بسبب تفويضها المعقد وبيئة العمليات). وأضاف( فريق المراجعة لم يجد أدلة تدعم هذه المزاعم . لكنه وجد بالفعل ميلا للتهوين من الاحداث في التقرير). ولكنه إستدرك قائلاً : ( ومع هذا فان التزام الصمت أو التهوين في التقارير بشأن حوادث تتضمن انتهاكات حقوق الانسان ومخاطر أو هجمات على قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لا يمكن التسامح معها تحت أي ظروف) ، مضيفاً ان الأمين العام للأمم المتحدة سيعمل على ضمان الحصول على تقارير كاملة ودقيقة من جانب يوناميد في المستقبل. وكانت عائشة البصري – المتحدثة السابقة باسم البعثة المشتركة لقوات الاممالمتحدة والإتحاد الافريقي بدارفور ( يوناميد )- قالت في إفادت نشرتها مجلة (فورين بوليسي) الأميركية ، ابريل الماضي ، ان هيئات الأممالمتحدة وقوات اليوناميد تتعاون مع حكومة الخرطوم وتتستر على جرائم إرتكبتها القوات الحكومية ضد المدنيين فى دارفور. وطالبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا منتصف يونيو الماضي الأممالمتحدة التحقيق في تلك الادعاءات ، وأيدتها في ذلك عدة دول أعضاء بمجلس الأمن، بينها فرنسا وبريطانيا. وسبق وطالبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأممالمتحدة بالتحقيق في مزاعم تستر بعثتها بدارفور. كما سبق ووصف دبلوماسي بارز في مجلس الامن بعثة (اليوناميد) بانها واحدة من أسوأ البعثات التي تعاملت معها الاممالمتحدة ، ودليل على ان البعثات المشتركة من الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة تعتبر فكرة سيئة. وتم نشر بعثة (اليوناميد) في دارفور عام 2007، وهي ثاني أكبر بعثة حفظ سلام في العالم ، حيث يتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2013.