وصفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة، اليونيسف،عام 2014 بانه عام من الرعب والخوف واليأس بالنسبة للملايين من الأطفال، حيث شهد تعرضهم للعنف الشديد وعواقبه، والتجنيد قسرا والاستهداف المتعمد من قبل الجماعات المتحاربة. وحذرت المنظمة من أن العديد من الأزمات لم تعد تلفت انتباه العالم. وأكد المدير التنفيذي للمنظمة، أنتوني ليك في بيان أول أمس إن الكثير من الأطفال الذين يعانون أصبحوا طي النسيان ، أو لم يظهروا في تغطيات وسائل الإعلام العالمية، مثلما هو الحال في أفغانستان والكونغو ونيجيريا وباكستان والصومال والسودان واليمن. وأضاف (لقد كان هذا العام مدمرا بالنسبة للملايين من الأطفال. فقد قتل الأطفال وهم يدرسون في الفصول، وهم نيام في أسرتهم، وتعرضوا لليتم والخطف والتعذيب والتجنيد والاغتصاب بل حتى بيعوا كعبيد. ولا تعي الذاكرة الحديثة مطلقاً أن مثل هذا الكم من الأطفال تعرضوا لمثل هذه الوحشية التي لا توصف). وقال ان 230 مليون طفل يعيشون في دول ومناطق متأثرة بالصراعات المسلحة على مستوى العالم. وأشار إلى أنه في عام 2014، تم اختطاف المئات من الأطفال من مدارسهم أو وهم في طريقهم إلى المدرسة. كما تم تجنيد عشرات الآلاف أو استخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة. وتزايدت الهجمات على المرافق التعليمية والصحية واستخدمت المدارس لأغراض عسكرية في العديد من الأماكن. وسبق ونشر نيكولاس كريستوف الصحفى الامريكى بصحيفة نيويورك تايمز وثيقة داخلية ليونيسيف تكشف بان سوء تغذية الأطفال فى السودان من الأعلى المعدلات فى العالم . وبحسب الوثيقة فان 817 الف طفل سودانى يعانون من الهزال ، وان 16% من الاطفال دون الخامسة يعانون من الهزال المحدود والشديد ، وان 5% من الاطفال يعانون من الهزال الشديد (تعتبر نسبة 2% مؤشراً على سوء التغذية الحاد الحرج severe acute malnutrition فى البلدان النامية ، حتى بالنسبة للمستشفيات ، خصوصاً وان 20% – 30% من الاطفال الذين يعانون منه يتوفون). وتؤكد بيانات تقرير يونيسيف ان السودان يعد رابع أسوأ دولة فى العالم من حيث هزال الاطفال . ويضيف التقرير ان اجمالى عدد الاطفال الذين لا يجدون تغذية كافية malnourished يبلغ سنة 2013 ، 939،10,02 طفل ، من بينهم 203 ، 555 يعانون بصورة حادة acute . وتبلغ نسبة الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد acute malnutrition فى شمال دارفور 28% ، جنوب دارفور 18% ، شرق دارفور 15% ، غرب دارفور 8% ، البحر الاحمر 20% ، النيل الازرق 19%، كسلا 15%، جنوب كردفان 10% ، (قبل ظهور آثار الحرب الاخيرة). وتبلغ نسبة سوء التغذية المزمن chronic فى وسط دارفور 45% ، شرق دارفور 40% ، غرب دارفور 35% ، شمال دارفور 35% ، جنوب دارفور 26% . وتعتبر الاممالمتحدة نسبة 15% من سوء التغذية الحاد (حالة طوارئ انسانية ). وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيو 2014 أن السودان يعد أحد مواطن أكبر أزمات الأطفال فى العالم. وقال جيرت كابلر ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة بالسودان ، ان المثير للانتباه ان غالبية الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد (ليسوا فى مناطق النزاع ، حيث غالبيتهم فى شرق السودان ، مما يعنى ان سبب سوء التغذية لايتصل بالنزاعات المسلحة وحسب وانما كذلك بالاستثمار المنخفض فى الخدمات الاساسية ، قائلاً انها (حقيقة مهمة ولكنها محزنة). وقال تقرير للمنظمة نوفمبر 2014 ، إن نحو 4 ملايين طفل سوداني يعيشون أزمة إنسانية ملحة، فضلاً عن حاجة الأطفال في 76 محلية ب 12 ولاية في السودان إلى المزيد من الاهتمام، خاصة تلك التي تشهد نزاعات مسلحة . وأكد التقرير الذي عرض في اجتماع مراجعة نصف الفترة لبرنامج التعاون المشترك بين حكومة السودان والبعثة ، أن السودان لا يزال من أكثر الدول التي يواجه فيها الأطفال أزمات متفاقمة . وقال ممثل البعثة في السودان جيرت كابيلري إن سوء التغذية يمثل مشكلة كبيرة في السودان يجب أن تضطلع بها وزارة الصحة، وأكد أن نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية تجاوزت ال15%.