ارتفعت حصيلة هجوم مسلحى حركة طالبان الباكستانية على مدرسة بيشاور، شمال غرب البلاد، إلى 145 قتيلا، منهم 132 طالبا، بالإضافة إلى 182 جريحا. ويعتبر الهجوم الأكثر دموية الذي تشنه حركة طالبان المقربة من تنظيم القاعدة، والتي تحارب الحكومة الباكستانية منذ عام 2007، كما يعتبر الأكثر رمزية لأنه استهدف ابناء الجنود والضباط. ووصف ناطق باسم الشرطة الباكستانية المشهد المروع الذي واجههم عند وصولهم إلى المدرسة قائلا: (وجدنا الأطفال مضرجين بالدماء، والجثث مكدسة فوق بعضها). وقال أحد العاملين في المدرسة أن بعض التلاميذ كانوا يقيمون حفلة حين بدأ الهجوم، مضيفا (رأيت ستة أو سبعة أشخاص ينتقلون من صف إلى آخر، ويطلقون النار على الأطفال). وقدم عدد من الطلاب في المدرسة شهادات تقشعر لها الأبدان حول الهجوم. وبحسب شهادة الطفل أحمد فراز، فقد اقتحم المسلحون المدرسة وهم يصرخون (الله أكبر)، ثم تقدموا مقتحمين الفصول الدراسية، وأكد الطفل أنه سمع أحد المهاجمين يصرخ بسائر المسلحين قائلا: (هناك الكثير من الأطفال تحت المقاعد الدراسية.. اقتلوهم). ويضيف أحمد أنه كان في مسرح المدرسة عندما اقتحم أربعة أو خمسة مسلحين القاعة، وباشروا إطلاق النار على جميع الموجود في الداخل، وأصيب هو نفسه بطلقة نارية في كتفه الأيسر، ويشرح كيفية فراره بالقول: (خرج المهاجمون قاصدين غرفة ثانية، وعندها جريت باتجاه البوابة..). وقال زميله محمد بلال إنه كان يخضع لامتحان في الرياضيات عند وقوع الهجوم، وقد فر مع رفاقه نحو البوابة، ولكنه وقع في الشجيرات المجاورة لها. وأفاد (أثناء خروجنا من الصف رأينا جثث أصدقائنا ممدة في الممرات. كانوا ينزفون، وبعضهم تعرض لإطلاق نار ثلاث أو أربع مرات). وادان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم واصفاً له بالمروع. ووصفته الولاياتالمتحدة بالكارثة المفجعة، مؤكدة وقوفها إلى جانب باكستان، فيما وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاعتداء بالخسيس. وعبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن صدمته واصفا الهجوم باليوم الأسود في تاريخ الإنسانية. وقال السيد تيمو باكالا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في باكستان (نحن نشعر بالهلع لقسوة ووحشية هذا الفعل). وقالت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، إيرينا بوكوفا (بعد أقل من أسبوع من منح ملالا يوسف زاي جائزة نوبل للسلام في أوسلو، يأتي هذا الهجوم الشنيع بمثابة جريمة ضد مستقبل جميع الأطفال والأمة في باكستان). وأضافت (إنها جريمة ضد التعلم والبراءة، ارتكبت في المكان ذاته الذي يأتيه الأطفال كل يوم لتغذية عقولهم – وهو مدرستهم. لن يسكت الإرهاب أصوات الملايين من جميع أنحاء العالم الذين يطالبون بالحق في التعليم وأمن المدارس. لن نسمح للخوف ولا للإرهاب بالسيطرة علينا ). وأعلنت الحكومة الباكستانية الحداد لمدة 3 أيام.