تونس استمرت الاحتجاجات في تونس على الرغم من تنحي الرئيس زين العابدين بن علي في يناير/ كانون الثاني الماضي، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتثبيت الاستقرار في البلاد. وكان الرئيس بن علي قد غادر تونس بعد أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة واشتباكات بين المحتجين والشرطة، وتوجه الى المملكة العربية السعودية حيث تقول أحدث التقارير إنه في حالة صحية متردية بعد إصابته بجلطة دماغية في مقر إقامته بمدينة جدة. يذكر ان الاحتجاجات في تونس تفجرت إثر إشعال محمد بو عزيزي، وهو شاب جامعي يعاني من البطالة، النار في نفسه يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول عندما منعه مسؤولون من بلدته من بيع الخضروات في منطقة سيدي بوزيد. تونس احتجاجات تونس أدت إلى رحيل الرئيس وانتشرت الاحتجاجات اثر ذلك في شتى أرجاء تونس. وقد فاقم الأحداث رد الفعل العنيف من قبل السلطات، حيث فتحت الشرطة النيران على المتظاهرين، ونتج عن ذلك مزيدا من الاحتجاجات التي نجحت في الاطاحة بالرئيس. وقد أدى رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، بعدها طلب من محمد الغنوشي، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 1999، أن يشكل حكومة وحدة وطنية. وقد تعهد رئيس الوزراء بترك منصبه بعد اجراء الانتخابات في غضون ستة اشهر. وتجري مساع في تونس وخارجها للكشف عن ثروة الرئيس المخلوع بن علي تترافق مع مطالبات بالملاحقة القانونية له ولمقربين منه. مصر في 11 فبراير/شباط 2011 أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق في بيان مقتضب بثه التلفزيون المصري تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية. وكان ذلك تتويجا ل 18 يوما من الاحتجاجات المتواصلة في القاهرة ومدن أخرى. وكان مبارك (82 عاما) قد اعتلى سدة الحكم في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1981 اثر اغتيال سلفه محمد أنور السادات. وقد اعتبرت مصر لفترة طويلة مركزا للاستقرار في منطقة متوترة، لكن المشكلات المزمنة التي عانت منها البلاد طوال سنوات فجرت احتجاجات شعبية في 25 يناير/ كانون الثاني ضد نظام حكم مبارك الذي دام نحو ثلاثين عاما. المظاهرات في مصر نجحت في إبعاد الرئيس عن الحكم وأصبح ميدان التحرير في العاصمة المصرية مركزا للاحتجاجات الحاشدة التي أودت بالرئيس مبارك، ولا يزال منظمو هذه الاحتجاجات مستمرين في مطالبهم بتحقيق العدالة والديمقراطية في البلاد. وبعد تنحي مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، وذلك لمدة ستة أشهر على الأقل أو لحين إجراء انتخابات. ووعد المجلس بإجراء انتخابات نزيهة وتسليم الإدارة لحكومة مدنية. ليبيا وقعت في ليبيا اشتباكات بين المحتجين والسلطات يوم 16 فبراير/ شباط في مدينتين ليبيتين هما بنغازي والبيضاء. ونقلت الأنباء خبر مقتل أربعة محتجين في مدينة البيضاء شرقي البلاد. كما أصيب العشرات في مظاهرات عنيفة يوم 15 فراير/ شباط في مدينة بنغازي شرق البلاد. ويمنع الاحتجاج في جميع صوره في ليبيا ولكن الاضطرابات الأخيرة كانت نتيجة اعتقال محام ينتقد النظام. يذكر أن العقيد القذافي هو صاحب أطول مدة حكم في افريقيا والشرق الاوسط وهو واحد من أكثرهم ديكتاتورية. اليمن بعد أيام من الاحتجاجات التي نظمها المعارضون للحكم اليمني، أعلن الرئيس علي عبدالله صالح في الثاني من فبراير /شباط أنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة، بعد أن قضى ثلاثة عقود في السلطة. وأبلغ صالح البرلمان أيضا بأنه لن يسلم السلطة لنجله، وقال “لا تمديد، لا توريث، لا عودة بعقارب الساعة إلى الوراء". ولكن الاحتجاجات مستمرة، في صنعاء وتعز وعدن. ويطالب المتظاهرون المناهضون للحكومة بالإصلاح السياسي وقد اصطدموا مع المؤيدين للحكومة وأرسلت قوات الشرطة للفصل بين الجانبين. واليمن هي الدولة الأكثر فقرا في العالم العربي، حيث يعيش نصف السكان على دولارين في اليوم. وهي تواجه معارضة شديدة من قبل القوى السياسية المعارضة والأقليات، إضافة الى وجود نشاط للقوى مسلحة مثل تنظيم القاعدة.