*لم نكد نخرج من مأساة الاعتداء الآثم الذى افقدنا شهيد الصحافة الكبير المرحوم محمد طه محمد احمد الذى ذهب مبغيا عليه ، بمؤامرة دنيئة اودت بحياته فى وقت احوج مانكون فيها الى جرأته ومواجهته وقلمه ..ذرفنا عليه الدموع العزيزة ومضى لرحاب ربه ليترك فى فضائنا الصحفي فراغا كبيرا ولأسرته فقدا لن يعوض ولأهله حزنا لن ينطفئ .. ولوطنه فراغا لم يملؤه احد ..وظل المجتمع الصحفي في بلادنا مستكينا على قضية مأساوية واكتفينا بالكتابة لعدة ايام عن الشهيد الفقيد دون ان نلح فى السؤال من قتل محمد طه ؟! *وهانحن الان قد أظلنا الزمان العجيب .. زمن الاستاذة فاطمة الصادق التي تكتب بجرأة متناهية عن ان ( في كل بيت سوداني زاني وسكير ومدمن ) وذهبنا للنيابة وشطبت القضية لانها اعتذرت واستأنفنا القرار وظل الوضع على ماهو عليه ، ونكاية فينا كانت حضورا فى عيد الأستقلال فى المقاعد الأمامية بل وأسوأ من ذلك لم تتخذ خطوة واحدة فى عقوبة اتحاد الصحافيين لها ..ومضت الامور على وتيرتها العادية والصحافة يتم تفريغها من محتواها ومن رسالتها التنويرية وسلطتها المفترض ان تقوم بها لتتحول لأداة من ادوات قذف الشعب الطيب الصبور .. *وبناتنا وامهاتنا ممن جوعهم شبع الساسة اللصوص ، وافقرهم سوء التخطيط لاقتصادي ولم يكن امامهم من سبل كسب العيش الشريف سوى ارتياد الشارع باعة للشاي عساه يقيم الاود ويسكت قارص جوع العيال ويعالج مرضى تنصلت الحكومة من حقهم فى العلاج ، وهن فى هذا الوضع المأساوى ، تنتاشهن بعض اقلام الصحافة الموتورة بسئ القول وسئ التناول الذى يرقى لدرجة القذف ، فيلكن على مضض الاساءة ويرتضين بصبر المهانة ، وكأن ستات الشاي قادمات من كوكب آخر وماهن الا امهاتنا واخواتنا وبناتنا .. ولكن صحافة البؤس لاترى الا مايريده سادتهم ان يروه .. *وشعبنا المنكوب الذى يتلقى الفجيعة تلو الاخرى فى اعلامه واقلامه ، يفاجأ بان الصحف تتناول خبر اختفاء صحفي ، ويصنع الخبر صناعة سيئة .. بينما شعبنا يعانى الغلاء وارتفاع العملة وتطبخ فى مطابخ المؤتمر الوطنى وجبة الانتخابات الاحادية والحرب تتصاعد وتيرتها ونفقد حتى منسوبي الصليب الاحمر فى النيل الازرق ، وتكلفة حروبنا الاهلية تكاد تصل الى اربعة مليار دولار سنويا ، واباطرة الأغاثة فى المجتمع الدولي يزدادون ثراء وصحافتنا المكلومة ينشغل كتابها باختفاء صحفي تكتشف الشرطة بعدها انه مع عمه فى عطبرة وانه فى حالة اللاوعي كما افاد هو فى بيان الشرطة !! فمن هو الذى يعيش حالة اللاوعي ؟ الصحفي الذى روجنا لأختفائه ؟ ام الصحافة التى لم يكلف الصحفيون انفسهم عناء البحث عن الحقيقة قبل القيام بدور النائحة؟ *وقبلها وجدنا الأستاذ عثمان ميرغني يضرب داخل مكتبه وينقل للمستشفى ويثير اشفاقنا عليه ، ثم لانسمع عن ماجرى شيئا؟ فاية اصابع هذه التى تضع الواقع الصحفى كله تحت مظلة سؤال الاستاذ الرائع احمد يونس عندما قال : كيف سيصدق الناس اذا تم اختطاف صحفي بحق ؟!صحيح كيف مع قرف الصحافة؟!وسلام يااااااوطن.. سلام يا اربعة عشر صحيفة تصادر فى يوم واحد ؟! لايعادل هذه المذبحة الا بيان مجلس الصحافة الذى لم يحدد موقفا ولم يقدم اجابة !!وسلام يا..