فشل تدشين حزب المؤتمر الوطنى لحملته الانتخابية مساء أمس الثلاثاء باستاد المريخ بأمدرمان . ويتسع استاد المريخ لحوالى 50 ألف من الجمهور ، بينما اقتصرت جموع المحتشدين فى الاستاد على جانب واحد – المقصورة – وظلت الكثير من جنبات الاستاد فارغة طيلة وقت الفاعلية ، كما تؤكد الصور المرفقة . وقالت مصادر مطلعة ل(حريات) ان مجموع حضور التدشين لا يتجاوز الثلاثة آلاف ، وأضافت ان المؤتمر الوطنى بقدراته على الرشاوى كان يمكن ان يحشد أكثر من ذلك بكثير ، وعزت ضعف الحشد الى عدة أسباب أهمها ، الخلافات العميقة التى تصدع صفوف المؤتمر الوطنى ، وولاء غالبية الكوادر المتنفذة لنافع على نافع والذين يعتقدون بان عرابهم قد تم تهميشه حالياً ولذلك دخلوا فى شبه اضراب عن العمل ، اضافة الى الهمود المعنوى للعضوية لما يرونه من انصراف غالبية الشعب عن انتخاباتهم الصورية وتصاعد مقاومة الجماهير التى تنبئ بوصولها لغاياتها قريباً ، وأضافت المصادر ان الهمود المعنوى للعضوية أدى كذلك الى ان (مقاولى الانفار) المسؤولين عن تنظيم الحشد وايجار وسائل المواصلات ودفع النثريات تصرفوا على اساس (كان دار ابوك خربت شيل ليك منها شلية ) فنهبوا غالب المخصص لميزانية الحشد . وأكدت المصادر المطلعة ان الضغط المركزى المباشر ربما يسعف تدشين حملة عمر البشير يوم الخميس بالجزيرة ، ولكن مثل هذا الضغط وبطبيعته نفسها لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة ، وفى ظل الهمود المعنوى الواضح لغالبية كوادر وعضوية المؤتمر الوطنى – خصوصاً فى العاصمة – فان العميان وحدهم من لا يرون بان الانتفاضة الشعبية تلوح فى الافق .