إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل حول افكار وتجربة حسن الترابى الرسالة : (69)
نشر في حريات يوم 07 - 03 - 2015


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ )
(للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح.)
للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,……. سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ….. كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ….. والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ……. ….. بل هناك سؤال أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,… المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ….. جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , …….يأتون بشىء مغاير ومجافى تماما لحقيقتها , ……. بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ….. ليكيدوا لديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! …….. فهل هناك فتنة أكبر وأعتى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟
الرسالة رقم (69)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( رسالة الى منتسبى الحزب الشيوعى السودانى (1). )
و لو انا اذا متنا تركنا * لكان الموت اسهل كل شئ
و لكنا إذا متنا بعثنا * و نسئل بعد ذا عن كل شئ
أرجو أن أشير هنا الى أنه من ضمن الرسائل العديدة التى وصلتنى , هناك مجموعة منها كانت كلها تسأل عن موضوع محدد , أوجزه فيما يلى : " درجت فى كل رسائلك الموجه ( للانقاذ ) أن تضعها فى سلة واحدة مع الأنظمة الشمولية التى حكمت تحت رايات من ضمنها رأية : (الشيوعية ) ولم تكتفى بذلك , بل وصل بك الحد أن تصف الرجل القامة مؤسس أول دولة شيوعية فى العالم بأنه : (دمى) كغيره من زعامات الشمولية , فمن أين لك هذه المعلومة وأنت تعلم أنه لا يزال هناك زعاما ت وطنية , وقامات كبيرة من معتنقى هذا المذهب ولهم أحزاب منتشرة فى معظم دولنا العربىة والاسلامىة ؟؟؟ "
واستجابة لذلك فقد أعددت هذه الرسالة , وفيما يلى موضوعات البحث :
(1) من هو الأب الروحى (للشيوعية ) وما حقيقة هذا المذهب ؟؟؟
(2) ما حقيقة أول من أنزل تعاليم وموجهات هذا المذهب على الأرض , وهل حققت عملية انزالها ما بشرت به من حياة سعيدة , يهنأ فى ظلها الانسان على ظهر هذه البسيطة كما كانوا يعتقدون ؟؟؟
وكما أشار الاخوة موجهى السؤال , ألى أن جل معتنقى هذا المذهب داخل منطقتنا العربية والاسلامية هم : ( مسلمون ) اذن قبل أن ندخل فى الموضوع لابد من التعريف بحقيقة تعاليم وموجهات هذه الرسالة الخاتمة التى تركناها وراء ظهورنا , لاسباب معلومة , ونبدأ بتوجيه هذا السؤال الجوهرى والهام وهو :
" هل القرآن كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى كرسالة خاتمة جاءت أصلا لتنظيم حياة البشر كل البشر على ظهر هذه البسيطة لعيشوا فى ظل مجتمع يقوم على قيم الحرية , والمساوات , والعدالة المطلقة , بالصورة التى تحفظ لكل منهم , مكانته , كانسان كرمه الله , أم ماذا ؟؟؟
تعلمون أن هناك كم هائل من كبار العلماء , والمفكرين , وقامات رفيعة من كل انحاء البسيطة شرقا وغربا , ومنذ بذوق فجر الاسلام , جندوا أنفسهم , وجردوها تماما للبحث الجاد عن حقيقة هذه الرسالة الخاتمة 'ومدى صحتها من عدمه , وعندما تأكدوا من صحتها , تحولوا الى الاسلام ,وقبل أن نتطرق لهذا الموضوع فيما يلى نبذة مختصرة عن المنهج الالهى :
" المنهج الالهى "
الدين هو المنهج الالهى الذى جاء أصلا لتنظيم حركة خلافة الانسان فى الأرض , وهو مصاحب له منذ أن خلق الله أبو البشر آدم عليه السلام , وأوجده على الأرض , وهو أول من تلقى الوحى الالهى لينقله لأولاده وذريتهم من بعده , ونظرا لأن الدين يتدخل فى حركة حياة الانسان , لينظمها : ( بأفعل ولا تفعل ) فمن هنا تأتى السعادة المرجوه طالما التزموا به , ولكن النفس البشرية لما فيها من حيوانية , لا تقبل ما يقيد هواها , وشهواتها , ومع مرور الزمن يتخلص الناس شيئا , فشيئا من ضوابط هذا التكليف , ثم يزداد هذا التناسى , وهذا التراخى , فيرسل الله سبحانه وتعالى رسولا اليهم ليذكرهم , وهكذا تعاقب ارسال الرسل , مع تعاقب الأزمان , اذن فالديانات كلها انما تهدف الى بقاء المنهج الالهى , لأنه يتطلب سلوكا قويما , يتعارض مع شهوات النفس , وما جبلت عليه من الغفلة , والنسيان , والانحراف , ثم جاء نبى الرحمة , لتكون رسالته خاتمة الرسالات , والمتممه , والمصححة , لما اعتراها من تغيير , وتبديل , لأن كل هذه الرسالات , المتمثلة فى الكتب السابقة , كانت لحكمة يعلمها الله , تدخل فى منطقة الخيارالبشرى : ( أفعل /لا تفعل ) أما الرسالة الخاتمة , فجاء كتابها مبرأءاً من ذلك : (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) " صدق الله العظيم " فهى رسالة عامة جاءت لاسعاد البشرية جمعاء , والى هنا نرجع الى سؤالنا الأول :
هل القرآن وحى منزل من الله سبحانه وتعالى ؟؟؟ :
من بين هذا الكم الهائل من العلماء اسمحوا لى أن أختار اثنين فقط نبدأ بالأول :
(1) : الكتور موريس بوكاى :
فى هذا المقام يجدر بنا أن نرجع إلى النصف الأول من القرن المنصرم ونلتقي بهذا العالم الفرنسي الكبير الدكتور / " موريس بوكاى" الذى قدم للبشرية بحثا قيما متفردا لم يسبقه فيه أحد في ذلك التأريخ وكان فتحا جديدا لتثبيت أركان مجال من أحد أهم مجالات البحث فى علوم القرآ ن وهو: " الإعجاز العلمي للقرآن. " وربطه لأول مرة بما توصل إليه الإنسان من العلم الحديث فكان هذا بحثه الأول الذى ضمنه كتابه تحت عنوان: " Le Bible, Le Qur'an, et Le Science." …… ( الكتب المقدسة في ضوء العلم الحديث. ) صدرت طبعته الفرنسية عام 1976 وترجم إلى عدّت لقات منها الإنجليزية والعربية, وبذلك بدأت مرحلة وفتح جديد لهذا العلم وولج هذا الباب علماء كبار من جميع أنحاء البسيطة , وقد قام كل من هولاء وغيرهم كثر, كل في مجال تخصصه وتوصلوا إلى ذات النتائج المبهرة التي سبق توصل إليها الدكتور / موريس بوكاى والتي تقول في مضمونها: " عند مقابلتنا لنص القرآن بالمعطيات الحديثة لا بد للإنسان أن ينبهر بتلك التحديدات الدقيقة التي لا يمكن افتراض أنها صدرت عن فكر إنسان عاش منذ أربعة عشر قرنا. "
فيما يلى عرض موجز لهذا الكتاب القيم :
أولا : عرض موجز للنسخة العربية :
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب
عنوان الكتاب: " دراسة الكتب المقدسة في ضوء العلوم الحديثة. "
اسم الؤلف: " موريس بوكاى ( عالم فرنسي )
تاريخ صدوره: " صدرت أول طبعة له في باريس عام 1976
الترجمة: " قامت بترجمته للعربية: " دار المعارف المصرية. "
المحتويات: " يحتوى الكتاب على مقدمة وخمسة أبواب هي: (1) التوراة (2) الأناجيل (3) القرآن والعلم الحديث (4) الروايات القرآنية وروايات التوراة (5)القرآن والأحاديث النبوية والعلم الحديث. " …… ثم أعقب ذلك خاتمة عامة, كل ذلك
في عدد (290) صفحة حسب الترجمة العربية.
قائمة البحث: " اختار العالم قائمة محددة وأخضعها للتحقيق العلمي والدراسة ومعرفة مدى مطابقة النص في كل من الكتب الثلاثة مع ما توصل اليه الإنسان من العلم الحديث في إطار القائمة المختارة وهى:
(1) خلق السماوات والأرض(2) علم الفلك (3) علم الأرض (4) عالم النبات (5) عالم الحيوان (6) التناسل الإنساني (7) مقارنة الروايات القرآنية مع روايات التوراة والأناجيل ومدى مطابقتها مع المعارف الحديثة.
مبدأ البحث: اعتمد البحث على دعامتين أساسيتين هما:
الأولى: فيما يتعلق بالحقيقة العلمية محل المقارنة أن تكون الحقيقة التي توصل إليها العلم الحديث ثابتة وراسخة تماما غير قابلة للتعديل ورفض أي نظرية علمية قابلة للتغيير والجدل فيها.
الثانية: فيما يتعلق بالكتب الثلاثة, متابعة وبحث عملية التوثيق للتأكد عن مدى صحة النص المتداول حاليا لكل كتاب منها وأنه يمثل حقيقة الوحي الالهى كما أنزل دون تدخل بشرى بتعديل النص بالزيادة أو الخذف وذلك بالقدر الذى لا يشكل انحرافا عن النص الاصلى.
مقدمة الكتاب: استغرقت المقدمة الصفحات من (5) الى (14) جاء فيها: " لكل دين من أديان التوحيد الثلاثة كتابه الذى يختص به وتشكل هذه الوثائق أساس الإيمان لدى كل مؤمن: يهوديا كان أو مسيحيا أو مسلما, فبينما اليهودية لا تعترف بأي وحي جاء بعدها فان المسيحية تعترف بالعهد القديم ( التوراة) ولكنها ترفض إعطاء القرآن صفة الكتاب المنزل, أما الإسلام فان كتابه القرآن يوصى كل مسلم بالإيمان بالكتب السابقة عليه, بل يؤكد المكانة البارزة التى يحتلها رسل الله في تاريخ التنزيل وخاصة السيد المسيح الذى يحتل مكانة بارزه بينهم. "… وبعد ان تكلم عن حالة التعتيم والطريقة المتبعة في تثقيف الأجيال الكثيرة في الغرب وكيف فرض عليهم الجهل في كل ما يمس الإسلام,….. يقول: " .. كان الإسلام في بلادنا ومنذ عهد طويل موضوع ما يسمى بالتشهير الأزلي, إن أي غربي قد امتلك معرفة عميقة للإسلام يعرف إلى أي حد شوه الإسلام وعقيدته وأهدافه. " ……… ثم عرج على التذكير بأن هناك تغييرا جذ ريا تحقق مؤخرا على أعلى مستوى في العالم المسيحي, مشيرا الى الوثيقة الصادرة من: " مجمع الفاتيكان الثاني " ( 1962-65 ) تحت عنوان: " توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين –"Orientations pour un dialogue entre Chretiens et Musulmans." هذه الوثيقة التى دعت المسيحيين إلى استبعاد الصورة البالية الموروثة والتي شوهتها الافتراءات والأحكام المسبقة ضد الإسلام, إذ اهتمت الوثيقة: " بالاعتراف بمظالم الماضي التى ارتكبها الغرب ذو التربية المسيحية في حق المسلمين, وهى أيضا تؤكد على وحدة الإيمان بالله عند الجماعتين, … ثم انتقل العالم للكلام عن أهمية الدراسة يقول في ذلك: " ان المواجهة بين حقائق العلم في القرن العشرين وبين بعض الموضوعات التى تعالجها الكتب المقدسة تهم بالتالي الأديان الثلاثة معا وليس دينا واحدا على حدة.."…. وفى ختام هذه المقدمة يجمل لنا النتيجة النهائية لما أسفرت عنه الدراسة يقول في ذلك: (1) " لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أى فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث, وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة, وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها: أن القرآن لا يحو أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث . (2).. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل, أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب الى أبعد من الكتاب الأول, " أي سفر التكوين" "Genesis " فقد وجت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا في عصرنا. " وأما بالنسبة للأناجيل فلا نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعنى بها شجرة أنساب المسيح, ذلك أن نص إنجيل " متى" " Mathew" يناقض بشكل جلى إنجيل (Luc ) وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الارض, … ثم يتابع قائلا: " غير أن وجود هذه الأمور المتناقضة وتلك التى لا يحتملها التصديق وتلك الأخرى التى لا تتفق والعلم الحديث, لا يبدو لي أنها تستطيع أن تضعف الإيمان بالله, ولا تقع المسئولية فيها الاّ على البشر , ولا يستطيع أحد أن يقول كيف كانت النصوص الأصلية وما نصيب الخيال والهوى في عملية تحريرها , أو ما نصيب التحريف المقصود من قبل كتبت هذه النصوص , أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التى أدخلت على الكتب المقدسة. " … أنتهى.
الجزء الأول: التوراة ( استغرق هذا الجزء الصفحات من 15 الى 62 ) استهل الباحث هذا الجزء بتساؤل عام: عن من مؤلف العهد القديم ؟ للإجابة على هذا التساؤل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة تحت عناوين أربع هي: (1) لمحة عامة (2) أصل الكتاب المقدس (3) العهد القديم والعلم الحديث ملاحظات (4) مواقف الكتاب المسيحيين تجاه الأخطاء العلمية في نصوص العهد القديم ودراستها النقدية, ………. وفى خاتمة هذا الجزء خلص إلى القول: " ….. أن رجلا يتمتع بادراك سليم مثل القديس: " أوغسطين " قد استطاع – ( حتى قبل أن تثير مسائل المشكلات العلمية نفسها في عصر لم يكن ممكنا الحكم فيه على أمور غير معقولة أو متناقضة ) – استطاع أن يطرح مبدأ استحالة أن يكون أصل الدعوى المناقضة للحقيقة ( الهيّا ) : لأنه يعلم أن الله لا يمكن أن يعلّم البشر بما لا يتفق والحقيقة , وكان على استعداد لأن يستبعد من أي نص مقدس يبدو له واجب الحذف لهذه الدوافع . " …. وتابع الباحث قائلا: " .. وبالرغم من الحقيقة التي تقول أن العهد القديم يتكون من مجموعة من المؤلفات الأدبية أنتجت على مدى تسعة قرون تقريبا, وهو يشكل مجموعة متنافرة جدا من النصوص عدل البشر من عناصرها عبر السنين, وقد أضيفت أجزاء لأجزاء أخرى كانت موجودة من قبل بحيث أن التعرف على مصادر هذه النصوص اليوم عسير جدا في بعض الأحيان ومع ذلك كله توالت عملية الرفض طيلة العصور الماضية وحتى في العصر الأخير الذى أدرك فيه المفكرون استحالة اتفاق بعض فقرات التوراة مع المعارف الحديثة, إلا أن هذا التصلب قد زالت حدّته بعد التحفظ الذى نص عليه في قرار: " المجمع المسكونى للفاتيكان الثاني (1962/1965) والذي جاء فيه: " …… أن أسفار العهد القديم ( التوراة ) تحتوى على الشوائب وشيء من البطلان. " …… ثم ختم حديثه بهذا التساؤل: " ترى هل يبقى هذا التحفظ مجرد تعبير عن نية طيبة, أو سيتبعه تغير في الموقف إزاء ما لم يعد القرن العشرون يقبله في نصوص كانت تهدف أن تكون مجرد: " شهادات عن تعليم الهي حقيقي " … وذلك خارج أي تعديل بشرى.
الجزء الثاني: الأناجيل: أي (العهد الجديد ) وبالمثل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة أيضا, استغرقت الصفحات من: (65-131 ) تحت عناوين: (1) مفتتح (2) تذكرة تاريخية: اليهودية – المسيحية وبولس (3) الأناجيل الأربعة: مصادرها – تأريخها (4) الأناجيل والعلم الحديث: شجرتا نسب المسيح. (5) تناقضان وأمور غير معقولة في الروايات." ….. ثم أكمل هذا الجزء بخاتمة جاء في نهايتها: " ………. أن خيالات ( متّى ) والتناقضات الصارخة بين الأناجيل, والأمور غير المعقولة وعدم التوافق مع معطيات العلم الحديث , والتحريفات المتوالية للنصوص , كل هذا يجعل الأناجيل تحتوى على إصحاحات وفقرات تنبع من الخيال الانسانى وحده , …. لكن هذه العيوب لا تضع في موضع الشك وجود رسالة المسيح : فالشكوك تخيم فقط على الكيفية التى جرت بها. "
الجزء الثالث : القرآن والعلم الحديث: استغرق هذا الجزء الصفحات من : (135- 237 ) تحت عناوين: (1) مفتتح (2) صحة القرآن وتأريخ تحريره (3) خلق السماوات والأرض (4) علم الفلك في القرآن (5) علم الأرض (6) عالم النبات وعالم الحيوان (7) التناسل الانسانى.
مفتتح: تحت هذا العنوان أثار الباحث مواضيع في غاية الأهمية تتعلق بنظرة الغربيين لكتاب المسلمين: " القرآن " نقتطف منها: " بداهة يثير الجمع بين القرآن والعلم: " الدهشة " وخاصة أن المقصود في علاقة الجمع هذه هو التواؤم بين الاثنين وليس التنافر. ألا يرى الكثيرون في مواجهة كتاب ديني بالمعطيات الوضعية التي ينتمي العلم إليها أمرا بدعيا في عصرنا. ؟؟؟؟؟….. الواقع أننا إذا استثنينا اليوم بعض الحالات النادرة, نجد أن غالبية العلماء لا يكنون إلا عدم الاكتراث أو الاحتقار للمسائل الدينية, وكثيرا ما يعتبرونها مؤسسة على أساطير, بجانب أن معظم المثقفين الغربيين أيا كانت معتقداتهم الدينية, فانه يملك عن الإسلام كما هائلا من الأفكار الخاطئة , بالإضافة لذالك فإننا عندما نتحدث في بلادنا الغربية عن العلم والدين نغفل ضم الإسلام إلى اليهودية والمسيحية, …. فالأحكام غير الصحيحة المؤسسة على مفاهيم مغلوطة والتي صدرت ضد الإسلام هي من الكثرة بحيث يصعب جدا على المرء أن يكّون فكرة سليمة عما عليه الإسلام في الواقع, …. إن الأحكام المغلوطة تماما والتي تصدر في الغرب عن الإسلام ناتجة عن الجهل حينا وعن التسفيه العامد حينا آخر, ولكن أخطر الأباطيل المنتشرة تلك التي تخص الأمور الفعلية, وإذا كنا نستطيع أن نغفر لأخطاء خاصة بالتقدير فإننا لا نستطيع أن نغفر لتقديم الوقائع بشكل ينافى الحقيقة. بل إننا لنصاب بالذهول عندما نقرأ في أكثر المؤلفات جدية أكاذيب صارخة برغم أن مؤلفي هذه المؤلفات هم بالمبدأ مؤلفون أكفاء. واليكم مثالا على ذلك: في دائرة المعارف (Encyclopedia Universalis ) الجزء السادس تحت عنوان الأناجيل نجد إشارة لاختلاف الأناجيل عن القرآن يقول : " إن المبشرين لا يدّعون كما يفعل القرآن نقل سيرة ذاتية أملاها الله بشكل معجز على محمد. "….. ويواصل الباحث قائلا: " في حقيقة الأمر الاّ صلة هناك بين القرآن وما يسميه المؤلف: " بالسيرة الذاتية"…. ولو كان المؤلف استعان حتى بأسوأ ترجمة للقرآن لثبت له ذلك, … إن المسئؤل عن هذه الأكذوبة أستاذ بجامعة اليسوعيين اللاهوتية بمدينة ليون. " …. ثم استدرك الباحث مبديا تفاؤله بالرجوع مرة أخرى إلى الوثيقة الهامة الصادرة عن سكرتارية الفاتيكان لشئون غير المسيحيين وعنوانها: توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين: ( مشار إليها في المقدمة أعلاه ) ومن ثم أورد مقتطفات من الطبعة الثالثة لها عام 1970 والتي أوضح أنها تحتوى على مأئة وخمسين صفحة قامت ببسط ودحض نظرات المسيحيين المغلوطة عن الإسلام كما قدمت عرضا لما عليه الإسلام في الواقع, فلنتابع معه هنا المقتطفات كما وردت لأهميتها: تقول الوثيقة: " …. علينا أن نهتم أولا بأن نغير تدريجيا من عقلية إخواننا المسيحيين, فذلك يهم قبل كل شيء " …. ويجب التخلي: " عن الصورة البالية التي ورثّنا الماضي اياها, أو شوّهتها الفريات والأحكام المسبقة. " ….. كما يجب: " الاعتراف بالمظالم التي ارتكبها الغرب المسيحى في حق المسلمين." ……. وفى دعوتها للتحرر من الأحكام المسبقة الأكثر جسامة تقول الوثيقة: " هنا أيضا علينا أن نتطهر وبعمق من عقلياتنا, نقول ذلك ونحن نفكر بالذات في بعض الأحكام المجهزة التي كثيرا ما نصدرها باستخفاف على الإسلام. ويبدو لنا هاما وأساسيا أن نكف عن أن ننمى في مكنون قلوبنا النظرات المتسرعة بل التحكمية, تلك التي تحير أي مسلم. "…. وعن النظرة التعسفية في استخدام وتفسير كلمة: Allah في لغتنا لتدل كما لو كان المسلمون يعبدون إلها غير رب موسى والمسيح تقول الوثيقة: " نرى باطلا أن نتمسك مع بعض الغربيين بأن الله ليس اله حقيقة. " ويشير أيضا: " ,,,,كلمة ( الله ) هي الكلمة الوحيدة عند المسيحيين المتحدثين بالعربية للدلالة على الله الواحد. " ….. وتكلمت الوثيقة عن الأحكام الأخرى الخاطئة عما يسمونه: " جبرية الإسلام " ذلك الحكم المسبق واسع الانتشار عمدت الوثيقة إلى دحضه مستعينة بذكر آيات من القرآن وتفسيرها بصورة صحيحة, وأيضا قامت بدحض الفكرة الخطأ التي تقول: " بعدم كفاية الأخلاق الإسلامية. " …. وأيضا الفكرة الأخرى التي نشرها كثير من اليهود والمسيحيين عن: " تعصب المسلمين. " مستشهدا بترجمات بعض المؤلفين الغربيين لتعابير من القرآن الكريم بشكل خاطىء وخاصة ما يترجمونه خطأ بال.. : " الحرب المقدسة " لكلمة: " الجهاد في سبيل الله. " أي بذل الجهد لنشر الإسلام والذود عنه من المعتدين عليه, ….. تقول الوثيقة: " ليس الجهاد مطلقا كما يعرف بال.  Kherem" " في التوراة, فالجهاد لا يسعى إلى الابادة بل يسعى لأن يمد إلى مناطق جديدة حقوق الله والإنسان." وبتابع: "ولقد كانت أعمال العنف في حروب الجهاد في الماضي تخضع عموما لقوانين الحرب, وفى عصر الحروب الصليبية لم يكن المسلمون هم الذين ارتكبوا أكبر الذبائح. "… وعن اتهام دين الاسلام بالجمود تقول الوثيقة: " إننا نجد في الفكر الاسلامى مبدأ لإمكانية تطور المجتمع المدني. "……. هذا وقد عبر الباحث عن عظيم امتنانه وإعجابه لما جاء في هذه الوثيقة القيمة قائلا: " واننى لعلى يقين من أن دفاع الفاتيكان عن الإسلام سيثير دهشة كثير من معاصرينا سواء كانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيين, فذلك إعلان يتميز بإخلاص وبروح انفتاح يتباينان بشكل فريد مع مواقف الماضي, ولكن كم هم قليلون حقا الغربيون الذين عرفوا تلكم المواقف الجديدة التي اتخذتها أعلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية. "… وفى مكان آخر واصل الباحث معبرا عن دهشته العميقة للنتائج المبهرة التي توصل إليها بعد الفراغ من عملية المواجهة التي تمت بين حقائق العلم الحديث ونصوص من القرآن حسب الخطة الموضوعة, يقول في ذلك: " لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية, فلم أكن أعتقد قط بامكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماما للمعارف العلمية الحديثة, وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا, ….. في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام, وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة, وإذا كان هناك تأثير ما قد مورس فهو بالتأكيد تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي, حيث لم تكن الغالبية تتحدث عن المسلمين وإنما عن المحمديين لتأكيد الإشارة إلى أن المعنى به دين أسسه رجل, وبالتالي فهو دين عديم القيمة تماما إزاء الله. وككثيرين كان يمكن أن أظل محتفظا بتلك الأفكار الخاطئة عن الإسلام, وهى على درجة من الانتشار بحيث أنني أدهش دايما حين التقى خارج المتخصصين بمحدثين مستنيرين في هذه النقاط أعترف إذن بأنني كنت جاهلا قبل أن تعطى لي عن الإسلام صورة تختلف عن تلك التي تلقيناها في الغرب. "" ………. ويواصل في هذا الجانب قائلا:
"….. وعندما استطعت قياس المسافة التي تفصل واقع الإسلام عن الصورة التي اختلقناها عنه في بلادنا الغربية, شعرت بالحاجة الملحة لتعلم اللغة العربية التي لم أكن أعرفها, ذلك حتى أكون قادرا على التقدم في دراسة هذا الدين الذى يجهله الكثيرون, ….. كان هدفي الأول هو قراءة القرآن ودراسة نصه جملة بجملة مستعينا بمختلف التعليقات اللازمة للدراسة النقدية: وتناولت القرآن منتبها بشكل خاص إلى الوصف الذى يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية, لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات وهى تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي, أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد –( صلى الله عليه وسلم ) – أن يكوّن عنها أدنى فكرة. " ….. ويواصل قائلا: " …. إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة: هو ثراء الموضوعات. المعالجة,… فهناك الخلق وعلم الفلك, وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض, وعالم الحيوان وعالم النبات والتناسل الانسانى , ….. وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكتشف في القرآن أي خطأ, وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: " لو كان كاتب القرآن إنسانا, كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة. ؟؟؟؟…. … إذ ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية في العصر الذى كانت تخضع فيه فرنسا للملك: داجوبير Dagobert استطاع أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالى عشرة قرون ثقافتنا العلمية فيما يخص بعض الموضوعات. "………. ثم ختم الباحث هذه الافتتاحية بالعبارة الآتية:-
" إن الاعتبارات التي ستتناول بالتفصيل في هذه الدراسة من وجهة النظر العلمية فقط, ستقود إلى الحكم بعدم معقولية أن إنسانا يعيش في تلك الفترة قد استطاع أن يصدر عبر القرآن وفيما يتعلق بموضوعيات متعددة, أفكارا لا تنتمي إلى أفكار عصره وتتفق مع ما أمكن إثباته بعد ذلك بقرون عديدة, ….. في رأيي ليس هناك تفسير وضعي للقرآن.
صحة تحرير القرآن : تحت هذا العنوان تابع الباحث متابعة علمية دقيقة عملية كتابة وحفظ نصوص القرآن فور تنزيلها أولا بأول في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم موردا كافة الآيات والأحاديث المتعلقة بذلك وتابع أيضا مراحل عملية توثيقه وجمعة المنتهية في عهد الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان حتى وصلنا في شكله المتداول حاليا باسم : " المصحف العثماني " , ….. حيث خلص إلى حقيقة مفادها: " أنه لا يوجد أي خلاف أو جدل في أن نصوص المصحف المتداول حاليا بين المسلمين تمثل بحق الكلمات التي تلقاها محمد صلى الله عليه وسلم من الملك: " جبرائيل" طيلة عشرين عاما عشرة منها قبل الهجرة والأخرى بعدها, وبالتالي هي تمثل بحق وحيا منزلا ثابتا لا يوجد أي اختلاف في كتابته وحفظه اثر نزوله, ولا يوجد جدل في عملية جمعه توثيقه الثابت تاريخيا. " …….ثم بعد ذلك يأتي عرض تفصيلي وبشكل علمي دقيق لعملية مطابقة النص القرآني مع ما توصل إليه العلم الحديث عن كل موضوع من القائمة المختارة – ( مشار إليها أعلاه. ) – حيث حصل على نتائج مبهرة وفى غاية الخطورة وفيما يلى نورد أمثلة لهذه النتائج:-
1- عن خلق السموات والأرض: يقول في نهاية البحث ُ " ….. ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين: (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟
2- عن التناسل الانسانى: يخلص إلى القول في هذا المبحث: "……. إن توافق المقولات القرآنية مع معطيات العلم الحديث بهذا البحث يجعل من المهم مقابلتها مع المعتقدات التي كانت سائدة في عصر التنزيل, إذ أن معاصري تلك الفترة كانوا بعيدين كل البعد عن حيازة معلومات تشبه تلك التي عبّر عنها القرآن في ألفاظ بسيطة كشفت عن حقائق أنفقت البشرية مئات من السنوات لمعرفتها. ؟؟؟؟
3- الطوفان: في نهاية بحثه خلص العالم إلى القول: " ….. بينما يقدم القرآن رواية لا تثير أي نقد من وجهة النظر التاريخية – ( فهو يقدم هذه الكارثة باعتبارها عقابا نزل بشكل خاص على شعب نوح دون تحديد زمنه أو مدته ) – نجد أن التوراة تقدمه بحسبانه كارثة لعقاب كل البشرية الكافرة, مع تحديد زمنه ومدته الشيء الذى يتعارض تماما مع معطيات العلم الحديث من وجهة النظر التاريخية.
4- فرعون موسى: في ذلك يقول: " …..في الوقت الذى نزل القرآن كانت جثث كل الفراعنة مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر الحالية, ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر , وكما ينص القرآن فقد أنقذ بدن هذا الفرعون وآيا كان هو فهو يوجد الآن في قاعة : " المؤميات الملكية. " في المتحف المصري بالقاهرة, … ومهما يكن دوافع الحفظ (التحنيط) بهذه الصورة فالمعنى هنا هو شيء أكبر: " أنه شهادة مادية عن جسد محنط عن ما عرف بفرعون موسى الذى طارده في خروجه من مصر ومات في أثناء هذه المطاردة غرقا ثم أنقذ الله جسده من الهلاك التام ليصبح آية للناس كما هو وارد بالنص القرآني. " يقول فرعون والبحر على وشك أن يطويه: (( آمنت أنه لا اله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. )) فأجاب الله: (( آالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين . فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون . )) صدق الله العظيم ( سورة يونس 89-91)
انتهى عرض الكتاب.
(2) : شهادة العالم الكبير والفيلسوف الفرنسى " جارودى : حياته:
هو فيلسوف وكاتب فرنسي ولد في 17يوليو 1913م، وتوفي في الأربعاء الموافق 13/6/2012 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز ال 99 عام، كان جارودي شيوعياً وتعمق في الفكر السياسي والمبادئ الماركسية حتى أصبح واحداً من قادة التنظيم الشيوعي ليس في فرنسا وحدها وإنما في القارة الأوروبية بأسرها، كما أنه صال وجال في ميدان الفلسفة دراسة وبحثاً ونقداً كواحد من أبرز المفكرين المعاصرين، وقد عكف جارودي على دراسة الأديان والمذاهب والفلسفات بحثاً عن الكثير من التساؤلات عن الإنسان، مبدؤه ومنتهاه، لماذا خلق؟، ما وظيفته في هذا الكون؟ وما رسالته؟ وإلى أين المصير؟
وجاءته الإجابة الشافية في الإسلام فآمن به وأعلن إسلامه في 2 يوليو عام 1982م، وأعلن ذلك للعالمين، وأعلن بشجاعة عما توصل إليه من نتائج وأراء منصفة للإسلام ولشعوب الأمة الإسلامية.
أصدر غارودي عدداً كبيراً من المؤلفات، التي ظل فيها مدافعاً عن الإسلام ومناهضاً للرأسمالية والإمبريالية، ومعادياً لإسرائيل والحركة الصهيونية.
نشر غارودي كتاباً بعنوان "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، أدى إلى الحكم عليه سنة 1998 من قبل محكمة فرنسية بتهمة التشكيك في محرقة اليهود، ولاسيما أنه فند في كتابه صحة الأعداد الشائعة عن إبادة اليهود في غرف الغاز على أيدي النازيين.
نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "ما يعد به الإسلام" و "الإسلام يسكن مستقبلنا "، وكذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية , وفيما يلى عرض مختصر لكتابه : " وعود الاسلام " :
بسم الله الرحمن الرحيم
" لماذا أسلمت ؟؟؟ "
" للمفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي/ روجي غارودى "
1- لم يزعم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أنّه اختلق ديانة جديدة, ولكنّه يدعونا الى العقيدة الجوهرية لإبراهيم عليه السلام, وعقائد الأنبياء المذكورين بعده في القرآن.
2- الإسلام لا يفصل بين علم الحكمة وحكمة الوحي,….. العلم الاسلامى في ذروته لم يفصل البحث في الأسباب عن البحث في الغايات, …… بمعنى أنّه يجيب على السؤال: كيف؟؟ ….. ولماذا ؟؟ ……. بهذه الكيفية يصبح العلم والأسباب في خدمة تألق الإنسان, وليس تحطيمه بإثارة رغباته وإرادة تسلط مجموعات أو قوميّات, ……….. فيما يتعلق بالوحي فانّه لا يتعارض لا مع العلم ولا مع الحكمة, ويعبّر عن ذلك بكلمته البليغة: " الإيمان عقل بلا حدود. " .
3- يسمح الإسلام بوضع مشكلة العقيدة والسياسة دون أن يخلطهما مع العلاقات بين الكنيسة والدولة, مثلما حدث في أوروبا, ………. ويختم قائلا: " هذا هو معنى اختيار عقيدة التوحيد, ….. فالإسلام يعنى الاستجابة لنداء الله سبحانه وتعالى, استجابة نشطة حرّة مسئولة. "
1- جوهر الإسلام وروحه: لم يشأ الإسلام أن يفصل الحكمة عن العلم, ….. فكلّ ما في الطبيعة مظهر من مظاهر وجود الله, … فليست معرفة الطبيعة – ( شأن العمل الانتاجى ) – الاّ شكلا من أشكال العبادة المقرّبة, ……. لهذا ساهم المسلمون بعلمهم في اندماج ميراث شتى: " الثقافات العالمية الكبرى " .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.