أثبت المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر متانة وتناسق الموقف الخليجي والالتزام الواضح بدعم القاهرة سياسيا وامنيا واقتصاديا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قطعت الطريق أمام الأراجيف الإعلامية القطرية حول تراخي الخليجيين تجاه مصر. ويعكس حجم المساعدات والاستثمارات المقدمة من قبل دولة الامارات والسعودية ثبات الموقف الخليجي تجاه القيادة المصرية وعدم التأثر بكافة المحاولات الإخوانية الساعية لقطع اوصال الثقة بين القاهرة ونظرائها الخليجيين بعد حبك لعبة التسريبات لزعزعة العلاقات المصرية الخليجية ومنح رصيد لجماعة الاخوان المصنفة جماعة إرهابية في اكثر من دولة. ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد إلى أن يتحول المؤتمر الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ إلى تجمع سنوي للشراكة الاقتصادية بين الدول. وطالب المسؤولين بالعمل على تطوير شرم الشيخ لتصبح مدينة أجمل وأحدث خلال مؤتمر العام القادم. وعلق مراقبون ان مصر كسبت المرحلة القادمة باستحواذها على ثقة داعميها خاصة الدول الخليجية، مؤكدين ان هذه الدعوة ستؤسس لتحويل مصر الى قطب اقتصادي ضخم. ومن جانبه قال وزير الاستثمار المصري الأحد إن القيمة الإجمالية لاتفاقات الاستثمار والمنح والمساعدات التي وقعتها مصر حتى الآن خلال المؤتمر الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ 38.2 مليار دولار. وأوضح الوزير أشرف سالمان أن المبلغ يتضمن 33 مليار دولار استثمارات و5.2 مليار دولار منحا ومساعدات أوروبية. ولا يشمل ذلك 12.5 مليار دولار تعهدت بها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وقال إن قيمة مذكرات التفاهم الموقعة حتى الآن 92 مليار دولار لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاقات النهائية. ويرى مراقبون أن مصر نجحت في توطيد العلاقة مع الخليجيين وأن نجاح المؤتمر الاقتصادي يبين بشكل لا لبس فيه ثقة دول الخليج في مصر ورهانها الكبير على الرئيس عبد الفتاح السيسي لخوض مرحلة بناء مصر جديدة الخالية من شوائب الارهاب الفكري الذي تمارسه جماعة الاخوان المسلمين. واكد هؤلاء ان محاولات القنوات الاخوانية في تركيا هز شعبية السيسي امام الأوساط الخليجية اصطدمت بحائط الموقف الإماراتي والسعودي الواضح تجاه مصر والذي تبينه الأرقام الضخمة للاستثمارات والمساعدات. ووقعت مصر السبت مع الإمارات العربية المتحدة عقد إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة. وتخطط مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة شرقي القاهرة في غضون خمس إلى سبع سنوات بتكلفة 45 مليار دولار. كما وقعت عت اتفاقيات في قطاع توليد الكهرباء بقيمة اجمالية 16.3 مليار دولار وذلك ضمن فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ. ونوعت القاهرة من نوعية التعاقدات والاستثمارات بتعاقدات في مجال الغاز مع شركات عالمية أبرزها بي. بي البريطانية بقيمة إجمالية 21.350 مليار دولار. ومن جانبه أشاد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالنتائج الايجابية لمؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري" مصر المستقبل" المنعقد في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة 13 إلى 15 آذار/مارس. وثمن الأمين العام الدعم والمساندة التي قدمتها الدول العربية لمصر خلال المؤتمر، كما رحب الأمين العام بكلمات ممثلي الدول التي عبرت عن الدعم والتأييد السياسي الكامل لمصر، وخاصة في حربها ضد الإرهاب. وحققت مصر نقلة نوعية على مستوى كسب ود المجتمع الدولي في حربها على الارهاب ومضيها قدما في قصقصة أجنحة جماعة الاخوان المسلمين.