طالعنا بعدد الأحد الماضي بالمجهر السياسي بموقعها الإلكتروني تصريحاً غريبا فيه مساحيق مكثفة بطريقة ال ( ميك أب ) من الاخ الشقيق الاستاذ محمد المعتصم حاكم والذي ظل منافحا للإنقاذ عبر عدة حقب ماضية سواء كان ذلك بالحزب الإتحادي او بالتجمع أو بالحركة الشعبية لتحرير السودان ، ثم العودة تارة اخري لصفوف الإتحادي الاصل ، معقبا علي خبر نفي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بالموافقة علي قرارات السيد الحسن الميرغني التي تم رفعها لمولانا في لندن ، حيث رشحت الاخبار بأنه لم يوافق علي إعتماد قرارات الفصل . وكل ذلك يعتبر حديثا عادياً ، غير أن غير العادي قول حاكم ان السيد الحسن لم يقرر قرارات الفصل ، بل كان ذلك هو قرار اللجنة القانونية ، وفي هذا يضيف حاكم مساحيق لتجميل الموقف ، ناسيا أن السيد الحسن لم يكتف بإصدار قرارات الفصل وما تبعها من تداعيات فحسب ، بل أضاف عليها بعض التصريحات التي لا حاجة لحزبنا أو لشعبنا أو للتراث السياسي بها مثل وصف هؤلاء الاشقاء الشرفاء المتميزين ( بالدواعش ) وأنهم سبب تعثر الحزب أو عدم رغبتهم في إقامة مؤتمراته . كان من الأفضل للاخ حاكم ألا يدخل نفسه في هذه الجزئية حتي لايوصف بانه يرمي من وراء هذه المساحيق لمنفعة خاصة . . تابعنا حملة مجموعة السيد الحسن والمتحدثين الجدد في خلاء حي مايو جنوبالخرطوم لتدشين الحملة الانتخابية التي تقاطعها جماهير الحزب في كافة ولايات السودان ، حيث تصدر المنضمين الجدد للحزب منصة الخطابة بسرعة البرق ، حتي يضمنوا دخولهم للبرلمان القادم ، فلكل منهم هدفه ، ورغباته ، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بدعم حزب تاريخي …. ولكن تبقي الحقيقة التاريخية التي لن تنمحي من خاطرة جماهير الإتحادي ، ان هؤلاء الرياضيون من حقهم الإنضمام لأي حزب ، لكن الجماهير لم تعرف لهم إسهاما نضاليا سواء في السنوات الصعبة أو في الانفراج اللاحق . كما ان حي مايو من المكونات الجديدة للنزوح بالعاصمة ولا يمثل تراثا حزبياً إتحاديا معروفاً ، فالأمر مربوط بالتمثيل النيابي أو بالإستوزار القادم .. مما يدل علي ان الفيلم كله كان معداً سلفا من جهات أخري لضمان الدائرة المخصصة للأصل .. إذن فلنغني معاً ( مبروووك عليك الليلة يانعومة ) . . من أهم المحطات الجديدة في الملعب السياسي السوداني أن الإتحاديون الشرقاء لم تعد تشغلهم قرارات فصل أو إساءات غير لائقة ، بل أن التطورات الاخيرة داخل الأصل قد اوضحت بكامل أركان الايضاح أن جميع الاحزاب الإتحادية ستعمل من اجل توحيد شتاتها بعد فراق تعدي العقدين من الزمان أو يزيد ، وهنا يعود بنا شريط الذكريات حين توحدت جميع الكيانات الإتحادية بالقاهرة في العام 1953م عقب نجاح ثورة 23يوليو 1952 في مصر حين نجح قائد الثورة وقتها اللواء محمد نجيب من جمع وتوحيد جميع الفصائل الاتحادية في حزب واحد وهو الوطني الاتحادي برئاسة الزعيم اسماعيل الازهري وبرعاية تامة من الحسيب النسيب السيد علي الميرغني ( طيب الله ثراهما ) . ما أدي الي فوز الحزب بأغلبية الدوائر الإنتخابية وتشكيل او حكومة وطنية منفردا بزعامة الأزهري في العام 1954م ، وأيضا خلق هذا التوحد حزبا قويا ومنافسا وطنيا جادا وهو حزب الامة برعاية السيد الامام عبدالرحمن المهدي وبرئاسة السيد الصديق عبدالرحمن المهدي ( والد الامام الصادق ) وقد إحتل مقعد زعيم المعارضة ببرلمان الاستقلال الاستاذ الجليل محمد احمد محجوب ( رئيس الوزراء قبل انقلاب مايو 1969م ) حيث كان الرجل إبان حقبة الاستقلال يتمتع بكامل المسؤولية وهو يرفع علم الإستقلال مع الزعيم الازهري علي سارية القصر الجمهوري في صبيحة اليوم الاول من يناير 1956م . . وهنا ستتجدد تلك التجربة في خلق وحدة إتحادية قوية ترمي خلفها كل ترسبات الماضي وتعود للملعب السياسي السوداني حزبا جديدا قويا ليس ضد أحد ، بل حزب يجمع الكل بكافة طوائفهم بما في ذلك الطريقة الختمية التي لم يكن لها دخل فما حدث من قرارات … خاصة وأن حركة الطلاب الإتحاديين وسط الشباب لم تضع في حسبانها من خلال انشطتها أي فرز للألوان الإتحادية ، وهذا تصرف حكيم وسليم وفيه معافاة عالية المقام لأسس الحزب الجديد القادم . . إذن … للقرارات الأخيرة بالاتحادي الاصل فوائدها الجمة في الشروع من أجل الوحدة الاتحادية التي كانت وستظل حلم السودانيين ، كما نتمني توحد الحزب التاريخي حزب الأمة القومي ، وأيضا توحيد كافة الأحزاب الفكرية العقائدية التي تمزقت كثيرا ، شريطة أن نجعل من جيشنا الباسل قومي التوجه ، ومعافي من تغلغل الأيدلوجيات بداخله بعد هذه التجارب الايدلوجية الفاشلة ، يمينا ويساراً . . وعلينا ان نتذكر بأن الديمقراطية السودانية الراشدة هي التي جمعت القادة العرب عقب هزيمة حزيران/ يونية 1967م بالخرطوم .. قبل ان يدخل السودان في انفاق الإنقلابات الايدلوجية التي نعيشها مسأتها حتي اللحظة ، ومن يقل بغير ذلك فهو إما مكابر أو ساذج أو غير أمين . . فهل ياتري سنصل إلي تلك المحطات الباذخة الجمال أم أنها ستظل جميلة ومستحيلة ؟؟؟ ورحم الله وردي ومحجوب شريف …. ولنا عودة ،،،،