[email protected] (1) بإبتسامته الصفراء وحضوره السمج، زار السفاح نائب السفاح حسبو محمد عبدالرحمن حاضرة قبيلة البرتي مليط، ليُكمل ما بدأه من خراب في جنوب دارفور وفق الخطة التي رسمها له أسياده في الخرطوم، فتم حرق قرى ونجوع مناطق جنوب السكة حديد لتتواصل جرائمهم البشعة حتى بلغت ديار الزغاوة في أقصى شمال غرب دارفور، فبعد أن قتل وأفقر وأغتصب ونهب المال، قرر حسبو وكيل مجرمي الإنقاذ أن الدور قد أتى على ديار البرتي من أجل إلحاقهم بمأساة دارفور النازفة، كيف يتوسط مؤسس الجنجويد لحل أزمة هو طرفٌ أصيلٌ فيها؟ أم أن الأمر لا يعدو سوى ذرٌ للرماد في العيون؟ فأينما حل حسبو حل الخراب وأناخ بكلكله فى الديار،ولكن فليُصخ السمع جيداً هذا الدعي حسبو ونظامه الظلامي أن شباب قبيلة البرتي قد قرروا أنهم لن يقفوا هذه المرة مكتوفي الأيدي وديارهم تُستباح بواسطة مليشيا الجنجويد الذين يستخدمون قدرات الدولة من آليات وأسلحة وسيارات ليحصدوا أرواح أهلهم ونهب أموالهم وإستباحة أعراضهم، وأنهم هذه المرة لن يقفوا إلا على مشارف القصر الجمهوري رفقة مناضلي السودان الأشاوس، فآلام القبيلة وجراح الأهل والإستهداف المقصود لن يقف إلا بقطع رأس الحية وإقتلاع نظام الإنقاذ من جذوره، فهو المدبر للمذابح التي راحت ضحيتها أكثر من 75 مواطن في خلال شهر مارس فقط. (2) قبيلة البرتي تعرف حدودها جيداً، يشهد لها الجميع، القاصي والداني، بطيب معشرها وجنوحها إلي السلم والعيش بسلام مع جيرانها وضيوفها الذين يقطنون معها في حواكيرها، حتى حسب سفهاء القوم وضيقوا الأفق أن جنوحها للسلم لم يكن سوى ضرب من ضروب الجبن والإزورار والإدبار من إستحقاقات النزال يوم يلتقي الجمعان،هم لم يقرأوا التاريخ جيداً، فأمراء البرتي في دولة المهدية لم ينالوا مرتبة الإمارة إلا بالكسب في الحروب، فلم يُعط قمرالدين عبد الجبار والأمير أحمد أبو جديرى والأمير جودو فات والأمير علي عبدالجبار، لم يُعط هؤلاء الإمارة إلا بسبب المجالدة والبلاء في المعارك التي خاضوها وهم يناصرون الدعوة المهدية ومعلوم أن كل أمير يُقاتل معه أبناء عشيرته تحت الراية التي يحملها. على شباب قبيلة البرتي إستلهام تاريخ أسلافهم وأن يهبوا لتوجيه سلاحهم ليس ضد قبيلة بعينها وإنما عليهم توجيه سلاحهم إلى صدور أعدائهم الحقيقيين الذين يقبعون داخل القصر الجمهوري الذين يُسلّحون المارقين والخارجين عن القانون بالسلاح الثقيل وسيارات الدفع الرباعي وتوفر لهم الحصانة للهروب والإفلات من العقوبة ثم يرسلونهم إلى الديار لإشاعة الفوضى والقتل ونهب الأموال. (3) أما الذين يتحججون بالوالي كبر وفساده، فليعلموا أن عثمان كبر لم تُعينه قبيلة البرتي والياً على ولاية شمال دارفور، وأن كبر هو عضوٌ في المؤتمر الوطني وهو مثلهم يُشاركهم في كل الآثام التي ارتكبوها بحق الشعب السوداني عامة وشعب دارفور على وجه الخصوص وينتظره حسابٌ عسير جرّاء ما اقترفت أيادية وجرّاء عمالته لنظام رئيسه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، فإن كان مطلبهم إقالة كبر فعليهم بسيده وولي نعمته البشير هو الذي أصدر القرار بتعينه والياً وهو القادر على إقالته، أما كيان البرتي فلا شأن له بقرار إستمرار كبر والياً. (4) في الختام، فإن قبيلة البرتي قادرةً على حماية أرضها وعرضها، وقد أثبتت معركة جبل " كلو وكلويات" يوم الجمعة الدامي والذي شهد الغدر بالعمدة الدومة أدم تقل عمدة تراتر، أن البرتي قادرون على رد العدوان وكيد المعتدين، فقد أبلى يومها شباب البرتي بلاءً حسناً، ليردوا العدوان وهم لا يملكون سوى الأسلحة الخفيفة في مواجهة مليشيات المؤتمر الوطني المدعومين بالسلاح الثقيل وسيارات الدفع الرباعي، وكان شباب البرتي يتم نقلهم بسيارات اللاندروفر القديمة التي كانت تقل ما تستطيع ثم تعود مرة أخرى لنقل الآخرين إلى أرض المعركة، ليسطروا أقوى المواقف ستظل خالدة في ذاكرة المنطقة، نسأل الله أن يطفئ الفتنة التى أوقدها شياطين المؤتمر الوطني، كما نسأله جل وعلا أن يُسقط نظام البشير ويريح أهل السودان من وطأة حكمهم الجائر .