اليوم ينتهي الصمت الانتخابي ليبدأ غداً أول يوم في الانتخابات.. إذاً ما المقصود بالصمت الانتخابي.. هو توقف الدعاية الانتخابية للمرشحين والندوات واللقاءات الجماهيرية وكل الأنشطة التي تستهدف وتستقطب الناخب.. السؤال: هل كان هناك مجال للمرشحين لإقامة ندوات والتحام بالجماهير وهل أتيحت لهم الفرص في القنوات الحكومية لاستعراض برنامجهم الانتخابي. وهل سمح لهم بإجراء المناظرات التي طالب بها بعض المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية..؟؟ الإجابة: لا.. لم يحدث كل ذلك وظل المرشحون يجأرون بالشكوى من حالة الكبت التي يعيشونها في مقابل حالة الانفراج التي كان يعيشها مرشحي الحزب الحاكم.. إذا لماذا يحدد الصمت الانتخابي بيومين فقط وقد شهدت طيلة الأيام الماضية حالة صمت انتخابي لكل المرشحين.. إلا إذا كان الحكومة تعمل (حسب العادة) المعمول بها والمتعارف عليها.. لم يكن الأمر يحتاج إلى صمت انتخابي وإذا أجريت الانتخابات يوم السبت لكنا الآن قد خلصنا من قضية الانتخابات المحسومة مسبقاً.. لننظر فيما بعدها.. أصلاً ليس هناك ناخبين.. ولا أحد يعطي لهذه الانتخابات أهمية حتى المجتمع الدولي نفسه تنكر لها ورفض مراقبتها والاعتراف بنتائجها مسبقاً.. والشرعية التي يبحث عنها الحزب الحاكم عبر انتخابات (مكلفتة) لن ينالها أبداً وسيعود إلى سدة الحكم مثل ابن (السفاح) الكل يتنكر له.! المشكلة في الأموال الطائلة التي صرفت على تفاصيل الانتخابات وعلى (الرشاوي) في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة.. ولن يتوقف الاستنزاف عند هذا الحد.. المشكلة الأكبر في فترة ما بعد الانتخابات التي ستشكل أكبر حكومة في تاريخ البلاد.. أكبر عدد ممكن من السياديين بأضخم ميزانية في تاريخ البلاد حتماً ستؤخذ من المواطن لأن الدولة لا تملك مصادر دخل تمكنها من الصرف على هذه الحكومة المترهلة.. والمشكلة أن المواطن في الأصل وقبل ذلك هو من يسير الدولة.. التعليم والصحة وبقية الخدمات حتى مرتبات وحوافز الدستوريين يدفعها المواطن.. ولم يعد لديه ما يدفعه للدولة الا أن يوقف حياته ويصوم عن الأكل والشرب وهذا أيضاً يفعله المواطن بصبر وجلد وعلى قدر الحال.. كلنا ننظر إلى شئ آخر غير نتيجة الانتخابات المعلومة.. الكل يريد أن يعلم كيف ستسير الحكومة القادمة البلاد كان الله في عون الشعب.. هل رتب الحزب الحاكم نفسه لهذه المرحلة.. وإذا افترضنا أنه فعل ذلك.. حتى يثمر الغرس الذي يريدون غرسه فمن أين لهم بتسيير أمور الدولة. وهل يستطيع المواطن الصمود مرة أخرى بوعود (دخل فلمها) قبل ذلك..؟؟ في تقديري أن الحزب الحاكم يراهن على صبر وصمود المواطن بتجربة ليست قليلة (ربع قرن) من الزمان.. ولكن هل يمكن أن ينجح الرهان ويمد الشعب السوداني المكلوم حبال الصبر مرة أخرى لخمسة أعوام قادمة.. نحن أحسنا الظن أكثر من مرة في شعب هذه البلاد استناداً لتاريخه البطولي.. غير أنه يبدو أن الحزب الحاكم يعلمه أكثر منا لذلك خاض الرهان.